هل تساءلت يوماً إلى أين ستصل إذا انطلقت في رحلة فضائية لمدة سبع سنوات؟ وما الذي ينتظرك على بُعد 5 مليارات كيلومتر من الأرض؟
في ظل الطموحات الكبيرة والتطلعات العظيمة، تستعد دولة الإمارات لإطلاق مهمة فضائية جديدة مطلع شهر مارس/آذار 2028 تعدّ الأولى من نوعها لاكتشاف 7 كويكبات مختلفة على مدار سبع سنوات، حتى تصل إلى محطتها الأخيرة.
خلال الرحلة القادمة، ستأخذنا الإمارات إلى عالم مجهول يعجّ بالألغاز والأسرار؛ لترسم لنا رؤية مستقبلية مشرقة تستند إلى العلم والابتكار والتطور التكنولوجي، وتكشف الستار عن إجابات محتملة حول أصل الحياة وتشكيل الكواكب ومصير البشرية.
تتطلب هذه المهمة الاستكشافية العديد من الخطوات الحسابية والمناورات المدروسة؛ حيث ستقطع مسافة 5 مليارات كيلومتر، بما يعادل 10 أضعاف المسافة التي قطعها مسبار الأمل، وتُجري أكثر من 40 مناورة دقيقة، وتستخدم جاذبية كوكب الزهرة بهدف الوصول إلى السرعة المنشودة حتى تبلغ حزام الكويكبات الرئيسي، وتصبح في مواجهة الكوكب الغامض المعروف باسم «جستيشيا».
هل بوسعك تخيل الآفاق المذهلة لهذه الرحلة غير العادية؟! رحلة تمتد لسبع سنوات عبر فضاء شاسع من الاحتمالات اللانهائية، تعبر خلالها مسافات لا يمكن للعقل البشري استيعابها أو تصورها، بينما تحمل أربعة أجهزة علمية متطورة لتكشف لنا العديد من الأسرار المخفية في هذا الجزء البعيد من الكون.
إن هذه الرحلة غير الاعتيادية تمثل قفزة نوعية في مجال الاستكشاف الفضائي، وتؤكد التزامها الثابت بالتقدم العلمي والتكنولوجي، وتعكس إرادة القيادة الرشيدة في تحقيق الريادة على مستوى الاستكشاف والابتكار.
وبينما ننتظر بفارغ الصبر موعد انطلاق المهمة الجديدة، نحتفل بالروح التي لا تقهر والتفاني الراسخ في مجال التقدم العلمي، ومع مرور كل يوم، نقترب من مستقبل لا يعرف فيه السعي وراء المعرفة سقفاً ولا حدوداً، فبأيادٍ إماراتية متخصصة، يصبح المستحيل نقطة عبور نحو واقع يتجاوز خيالاتنا الأشد جموحاً.
أما ثمرة هذا الطموح، فتتجاوز مجرد استكشاف الفضاء وكويكباته، باعتباره خطوة جريئة نحو تطوير جيل جديد من المهندسين والعلماء والباحثين يرسم معالم حقبة جديدة تزخر بنجاحات غير مسبوقة، تضاف إلى سجل إنجازات الدولة الحافل، وتعزّز مكانة دولتنا في أوساط العالم العلمي.
في النهاية، يمكننا القول بثقة بأن الإمارات ليست مجرد دولة عابرة للصحراء، بل هي كيان رائد في مجال العلوم والتكنولوجيا والاستكشاف الفضائي، يسير بخطى ثابتة نحو واقع جديد مشرق، حيث لا شيء مستحيل.
[email protected]
