المسرح الثنائي و«انتظار غودو»

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين

من كان لا يعرف ثقافة المسرح، عرف هذه الثقافة الرفيعة هنا في الإمارات من خلال مشروع الشارقة الثقافي الذي يقوم على أساسات معروفة للعالم كله: الكتاب، الفنون، والمسرح، وسنعرف هنا أكثر من مسرح من فئة الهواة إلى المحترفين، سنعرف واقعية المسرح العربي وتجريبه وجرأته على الخروج مما يُسمى «العلبة الإيطالية»، وسنعرف مسرح الصحراء، وسنعرف المسرح الثنائي، وهذا ما أريد الوصول إليه في مناسبة انطلاق الدورة السادسة من المسرح الثنائي في المركز الثقافي في دبا الحصن قبل أيام، وهو مسرح المشهد الذي يقوم على أداء ممثلين اثنين وحدهما يملآن فضاء الخشبة.

مغامرة اجتهادية من كاتب هذه السطور فحواها أن جذور المسرح الثنائي ربما تعود إلى عام 1953 حين جرى العرض الأول لمسرحية «في انتظار غودو» للأيرلندي صموئيل بيكيت.

ثنائيا هذا العرض هما: استراغون، وفلاديمير. كل المسرحية تقوم على هذين الشخصين «العبثيين» الوجوديين، وهي برأيي المغامر هذا مسرحية ثنائية، وإن كان يظهر في العرض ثلاثة أشخاص هامشيين هم: لاكي، وبوز، وشخصية ثالثة هامشية. نقل الشاعر اللبناني «في انتظار غودو» إلى العربية في عام 2009 وصدرت عن دار الجمل.

تالياً انقل جزءاً من المسرحية الذي قد يعزز ما أذهب إليه كونها من أوائل مسرح الثنائيات:

- استراغون: الشجرة.

- فلاديمير: ألا تتذكر؟

- استراغون: أنا مرهق.

- فلاديمير: انظر إليها «ينظر إلى الشجرة».

- استراغون: لا أرى شيئاً.

- فلاديمير: كانت البارحة كلها سوداء وجرداء، وهي اليوم مكسوة بالأوراق.

- استراغون:لا بد أننا في الربيع.

- فلاديمير: لكن في ليلة واحدة.

- استراغون: قلت لك إننا لم نكن هنا ليلة البارحة. هذا كابوس من كوابيسك.

- فلاديمير: أين كنا ليلة البارحة؟ في رأيك؟

- استراغون: وما أدراني؟ في منطقة أخرى.

- فلاديمير: «واثقاً من نفسه».. حسناً، لم نكن هنا مساء البارحة. والآن ماذا فعلنا مساء البارحة؟ ألا تتذكر أية حادثة. أية مناسبة؟

- استراغون: «متعباً» لا تعذبني يا ديدي.

- فلاديمير: الشمس، القمر، ألا تذكر؟

- استراغون: لا بد أنهما كانا هناك.. كالمعتاد.

- فلاديمير: ألم تلاحظ شيئاً غير عادي؟

- استراغون: واحسرتاه..

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/d2ftttpk

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"