عادي
قررتا التوقف عن إصدار الطبعة الورقية يومي السبت والأحد

«غلف نيوز» «وخليج تايمز».. وداعاً في عطلة نهاية الأسبوع

01:48 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

عبد الحميد أحمد:

  • نحارب أسماك القرش - غوغل وفيسبوك وإنستغرام الفائزة بالإعلانات
  • نأمل ألا تكون الخطوة مقدمة للتوقف الكامل عن طباعة الصحيفة الورقية

دبي: «الخليج»

قبل نحو ال 5 عقود، عندما انطلقت في دبي صحيفتا «غلف نيوز» و«الخليج تايمز»، أول صحيفتين ناطقتين بالإنجليزية في الإمارة، كان العالم مكاناً مختلفاً تماماً، وكانت تتشكل آنذاك لبنات الصحافة الورقية في دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد الصعود القوي لعدد من الصحف الناطقة بالعربية.

لسنوات كانت «خليج تايمز» و«غلف نيوز» في طليعة الصحف الإماراتية الناطقة بالإنجليزية، مع الصحف الأخرى حيث قامت جميعها بتأريخ نهضة الدولة منذ عهد الآباء المؤسسين والراعين لنهضتها حتى باتت رقماً صعباً في مجتمع دولي كبير ودولة عالمية التوجه والدور.

إلا أن الواقع الذي تعيشه الصحافة مرير، بوجود صروح التواصل الاجتماعي وعمالقة التكنولوجيا التي تنافس الصحافة التقليدية في لقمة عيشها، ألا وهي الإعلان.

السبت والأحد، تغيب الطبعة الورقية لصحيفتي «غلف نيوز» و«خليج تايمز» لأول مرة عن أرفف المتاجر ومحطات الوقود وطاولات المقاهي في دبي والإمارات، بعد قرار الصحيفتين التوقف عن الطباعة في عطلة نهاية الأسبوع.

1

قرار يحذّر، عبدالحميد أحمد، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة «غلف نيوز» من أن يكون مقدمة لقرار أصعب، ألا وهو التوقف عن الطباعة بالكامل، والرهان على الاستمرار في العالم الافتراضي، عبر الموقع الإلكتروني ومنصات التواصل الرقمية الاخرى.

وفي مقال عاطفي مؤثر، أشار أحمد إلى أنه «لا يخفى على أحد أن وسائل الإعلام المطبوعة تواجه تحديات على عدة جبهات، سواء كان ذلك بسبب ارتفاع كلفة الورق والحبر والخدمات اللوجستية ورسوم التوصيل، في حين تتقلص إيرادات الإعلانات على أساس شهري منذ سنوات».

وأضاف: «يضاف إلى ذلك أننا نحارب باستمرار أسماك القرش التي تصطاد في أراضينا أمثال غوغل وفيسبوك وإنستغرام وتيك توك، والتي تستقطب عائدات الإعلانات في بلادنا، حيث جففت منبع عائدات وسائل الإعلام الوطنية، مثل صحيفتنا، ولديها شهية لا تنضب».

وأوضح أحمد أن قرار وقف إصدارات نهاية الأسبوع لا يعني توقف الأخبار، إذ ستستمر الصحافة مع باقة كاملة من المحتوى الخاص يومي السبت والأحد، على موقع الصحيفة الإلكتروني، مشيراً إلى أن طاقم المحررين سيعملون بجهد لتوفير أفضل المحتوى الصحفي.

وقال: «تعاملنا مع هذه التحديات. كنا نأمل مواصلة الطباعة لفترة أطول من خلال الحفاظ على إصدارات نهاية الأسبوع. لكن علينا أن نواجه الواقع المرير ونمنع النزيف ونوقف الإصدار الورقي ليومين».

ووسعت الصحف التقليدية في الإمارات خلال الفترة الأخيرة محتواها الرقمي، واستثمرت الملايين في بناء المنصات واستقطاب الخبرات، وقدمت الخبر للقراء، عبر الهاتف الذكي أو الأجهزة اللوحية والحاسوب، ولا تزال تسعى جاهدة للمحافظة على قرائها واستقطاب الجيل الجديد من الباحثين عن الخبر الدقيق والمهني.

وأعلنت صحيفة «خليج تايمز» عن إيقاف طبعاتها الورقية في أيام عطلة الأسبوع، وفي مقال على صفحتها الأولى أعلن رئيس تحريرها فيناي كامات، عن التحول إلى الإصدار الرقمي في نهاية الأسبوع. يذكر أن صحيفة «ذا ناشونال» الناطقة بالإنجليزية والتي تصدر في أبوظبي اتخذت قرار وقف الطباعة في يومي عطلة نهاية الأسبوع قبل أشهر.

واختتم رئيس تحرير «غلف نيوز» عبد الحميد أحمد، مقاله بالقول: «نأمل ألا يكون هذا (القرار) المسمار الأخير في نعش الصحافة التقليدية»، كرر القول: «الصحافة تعيش أوقاتاً مضطربة، لكن وسائل الإعلام المحلية يجب أن تبقى على قيد الحياة. لماذا؟ لأنها تخدم مصلحة القراء ومصلحة الوطن.. تخيل دولة بدون صحف موثوقة... نأمل ألا نرى ذلك اليوم المؤسف».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s3axnmj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"