عادي
160 ألف مركبة بين اقتصادية وفاخرة وكهربائية

السياح والمقيمون يقودون نمو قطاع تأجير السيارات في الإمارات

23:56 مساء
قراءة 5 دقائق
Fascinating cityscape with expensive luxury red cars in the parking lot against the backdrop of Dubai towers.

دبي: حازم حلمي

ازدهر سوق تأجير المركبات في دبي ودولة الإمارات في الفترة الأخيرة مدعوماً بعودة حركة السياحة والزوار القادمين إلى الدولة من جميع الدول، ومن مختلف الجنسيات والأعمار.

تتميز دبي بوجود المئات من معارض تأجير المركبات، والتي تختلف باختلاف المركبات التي تقتنيها؛ بين اقتصادية، وفارهة، ورياضية، وكهربائية، بجانب الخدمات التي تقدم من أجل كسب العملاء الذين أصبحت أعدادهم في تزايد مستمر إلى الدولة منذ العام الماضي وحتى الربع الأول من العام الجاري.

الصورة
1

ووفقاً لدائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، فقد استقبلت قبلةُ السياح الدوليين الأولى في الشرق الأوسط خلال شهري يناير/ كانون الثاني، وفبراير/ شباط الماضيين أكثر من 3 ملايين سائح دولي.

وهناك العديد من الأسباب التي أدت إلى انتعاش هذا القطاع الذي يُعد رافداً مهماً للاقتصاد المحلي أبرزها عودة الفعاليات، والمعارض، والحفلات، والمؤتمرات، والمهرجانات لسابق عهدها في الدولة، وكأس العالم الذي أقيم في قطر نهاية العام الماضي، والأجواء الشتوية التي تمتاز بها الدولة، بجانب تنوع الأماكن السياحية التي تتمتع بها دبي على وجه الخصوص والإمارات بشكل عام.

وبحسب الإحصائيات والبيانات، يوجد في دبي أكثر من 1100 شركة لتأجير المركبات، ونمت بشكل لافت في الفترة الأخيرة مدعومة بعودة حركة السياح وقطاع الأعمال في الإمارات.

ارتفاع الطلب

يرى مروان الملا، المدير العام لشركة «دولر» لتأجير السيارات في دبي، رئيس لجنة تأجير السيارات في دبي، أن سوق تأجير السيارات في الدولة ما زال مزدهراً منذ أن أنهت دبي والإمارات الإجراءات المتعلقة بجائحة كورونا، وكان معدل الطلب على سوق تأجير المركبات العام الماضي وحتى الفترة الحالية مرتفعاً وبنسبة إشغال كبيرة مقارنة بما قبل الجائحة.

وكشف الملا أن سوق تأجير السيارات في الدولة يوجد به أكثر من 120 ألف مركبة بين اقتصادية، ومتوسطة، وفارهة، ورياضية، وأيضاً الكهربائية التي لوحظ الطلب عليها مؤخراً، في حين تختلف اهتمامات السياح باقتناء المركبات باختلاف المدة الزمنية التي ينوون قضاءها في دبي والإمارات، كما يبلغ متوسط استئجار المركبة من 5 إلى 7 أيام، بجانب وجود شركات وأفراد في الدولة يستأجرون المركبات لمدة تتجاوز العام لطبيعة الأعمال التي يعملون بها.

أسباب النمو

وأرجع الملا أسباب نمو الطلب على تأجير السيارات إلى العديد من الأمور، أبرزها كثرة السياح الدوليين، وانخفاض أسعار الوقود في الدولة، ونوعية المركبات الفارهة التي تقدّم للمستهلكين، والخدمات التي تنفرد بها كل شركة وتقدمها لعملائها، موضحاً أن المواقع الإلكتروني للشركات، ووجود شركات دولية مختصة بتأجير المركبات تساهم بشكل كبير في تعريف الزوار بالشركات الموجودة في الدولة.

وقال المدير العام لشركة «دولر» لتأجير السيارات في دبي: «نتضرر في بعض الأحيان من إطالة مدة إنزال المخالفة المرورية على قائد المركبة الذي ارتكب المخالفة، بعد أن عاد إلى بلده الأم، والعديد منهم لا يتعاونون في دفع قيمة المخالفة بعد مغادرتهم الدولة؛ لذلك ندعو الجهات المختصة إلى ضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة التي تكبد الشركات خسائر مالية لخطورة المخالفات المرورية التي ترتكب في بعض الأحيان».

تضم لجنة تأجير السيارات التي تعمل تحت مظلة غرفة دبي أكثر من 250 شركة لتأجير المركبات، تنوعت بين الشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، والعدد قابل للزيادة في الفترة القادمة مع ازدهار القطاع ووجود أفراد وشركات بدأت تستثمر من جديد في قطاع السيارات.

نمو الطلب 4%

وبحسب ميشيل عياط، رئيس مجلس إدارة مجموعة وكلاء السيارات في دبي، فقد زاد الطلب على التأجير خلال الربع الأول من قبل السياح بشكل كبير، وبنسبة نمو بلغت 4%.

وقال عياط: «يبلغ حجم سوق تأجير المركبات في الإمارات نحو 160 ألف مركبة، كما أن سلوك المستهلكين تغير بشكل كبير من الملكية إلى الإيجار، وتقوم العديد من الشركات الناشئة بإنشاء نماذج تأجير مرنة ومريحة لتلبية الطلب المتزايد بسبب هذه التغييرات السلوكية».

وأضاف: «تقدر الحجوزات الواردة ضمن إجمالي أعمال تأجير السيارات بنحو 30000 شهرياً، ويستخدم بقية السياح العديد من وسائل النقل الأخرى المنتشرة في الدولة، بما في ذلك سيارات الأجرة وخدمات النقل العام الأخرى».

وأكد أن إجازات العيد تعزز الطلب على تأجير المركبات، وهناك تراجع بين العيدين بنسبة 5-8%، وفي موسم الصيف يبلغ الانخفاض نحو 20% في إجمالي الأعمال، ويتحسن الطلب في سبتمبر/ أيلول، ويستمر الزخم حتى إبريل/ نيسان من العام التالي، وتكون فترة الذروة لتأجير المركبات من نوفمبر/ تشرين الثاني حتى يناير/ كانون الثاني؛ إذ يكون الطلب عادة أعلى من توافر السيارات.

وتوقعت تقارير أن ينمو سوق تأجير السيارات في الدولة، والذي تخطى حاجز ال3.6 مليارات درهم بشكل كبير خلال الأعوام القادمة مع توقعات بوصوله إلى 6.34 مليارات درهم في نهاية عام 2027 مسجلاً نمواً سنوياً مركباً بنسبة 11.8% حتى 2027.

دعم السياح

يقول محمد جاسم الريس، الرئيس التنفيذي في شركة الريس لتأجير السيارات (غرين موشن)، نائب الرئيس في مجموعة أعمال تأجير السيارات تحت مظلة غرفة دبي: «منذ مطلع العام الجاري كان الطلب والنمو مرتفعاً على تأجير المركبات، وأغلقت عندنا جميع الحجوزات على المركبات لكثرة الطلبات التي كانت مدعومة بحركة قوية من السياح القادمين للدولة، مع توقعاتنا بنمو الطلب بشكل كبير خلال فترة العيدين». وأضاف: «قارب نمو الحجوزات خلال السنة الحالية مستويات ما قبل الجائحة، في حين ينخفض الطلب في فصل الصيف، ويعاود الارتفاع في سبتمبر/ أيلول وحتى أبريل/نيسان». وأكد أن سوق تأجير المركبات يشهد تطوراً لافتاً ونمواً ملحوظاً منذ سنين في الدولة، خاصة مع دخول العديد من المنافسين الجدد إلى السوق، واهتمام الشركات بتقديم خدمات جديدة لعملائها حتى تستقطب شريحة كبيرة منهم.

زيادة الاستفسارات

قال عمرو فوزي، المدير العام لشركة «يوروستار» لتأجير السيارات: «نشهد بالفعل زيادة في الاستفسارات عن تأجير السيارات خلال عطلة العيد في جميع قطاعات وفروع السيارات لدينا، في حين أن الصيف هو موسم انخفاض تقليدي للإيجارات الداخلية، ويميل العملاء المقيمون إلى استئجار المركبات خلال هذه الفترة لتجنب الحرارة وتسهيل تنقلاتهم اليومية».

وأضاف فوزي: «تتراوح متطلبات الإيجار من 4 إلى 7 أيام للعملاء المقيمين، وهناك أفراد تمتد فترة استئجارهم للمركبات لمدة تصل إلى 3 أشهر، وتقريباً 20% من الإيجار يكون بسبب السياحة المباشرة أو غير المباشرة».

وأوضح المدير العام لشركة «يوروستار» لتأجير السيارات أن السياح عند زيارتهم الدولة لمشاهدة المعالم السياحية يفضلون نوعين من المركبات، الشريحة الأولى الفئة الاقتصادية أو سيارات السيدان المدمجة، التي تلبي احتياجات الأزواج أو العائلات الصغيرة، والشريحة الثانية العملاء الأكثر ثراءً، ويفضلون تجربة الرفاهية والمركبات الأكبر حجماً، التي تلبي احتياجات عائلة أكبر، وتوفر تجربة أكثر تميزاً تشتهر بها الإمارات.

7000 مركبة للسياح شهرياً في مطارات الدولة

في ضوء التوقعات باستقطاب دولة الإمارات مزيداً من السياح، توقع ألكسندر ماس، العضو المنتدب في الفطيم للتمويل، أن تسجل الشركة معدل نمو على أساس سنوي يبلغ 10 - 15%، على تأجير المركبات، إضافة إلى استمرار الطلب على حلول النقل قصيرة الأمد والناتجة عن حركة النقل الدولية على مدى 3-5 سنوات القادمة.

4

وقال ماس: «يشكل السكان نسبة مهمة من معدلات الطلب على الشركات العالمية للمركبات، ونقدم حوالي 5 إلى 7 آلاف مركبة للسياح شهرياً في فروعنا في المطارات، وتشهد بعض الأشهر، مثل نوفمبر وديسمبر، ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 30 - 40% بفضل الإقبال الذي تتميز به الإمارات كوجهة رائدة لقضاء العطلات».

ووفقاً لبيانات «ستاتيستا»، فإن من المتوقع أن تصل الإيرادات في قطاع تأجير السيارات إلى 642 مليون درهم في 2023، وأن تحقق العائدات (معدل نمو سنوي مركب بين عامي 2023 و2027) ما نسبته 2.01%، ما سيؤدي إلى وصول حجم السوق إلى حوالي 675 مليون درهم، بحلول 2027.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/vrbzh5e7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"