تقويم العمود الفقري

د. أحمد الدسوقي*

العلاج بتقويم العمود الفقري هو وسيلة طبيعية خالية من الأدوية للحفاظ على صحة الجسد، والقضاء على الآلام، وتصحيح وضعية الجسم واستعادة الأداء الطبيعي لنظام العضلات والأعصاب، وذلك في أي عمر، وتبعاً للحالة الصحية. وعلاوة على ذلك، فهذا العلاج له دور مهم لمساعدة الأمهات الحوامل.

خلال فترة الحمل، تحدث تغييرات في وضع الحوض ويزيد منحنى الظهر ووضعيته، والتي قد تؤدي إلى مضاعفات عديدة مثل آلام منتصف وأسفل الظهر (عرق النسا)، إضافة إلى آلام المفاصل.

وتعد فترة الحمل صعبة وضاغطة على الهيكل العظمي للجسم، فوزن البطن وتوسعه يغيران وضعية وانحناء العمود الفقري. العلاج بتقويم العمود الفقري يمكن أن يساعد على تصحيح وضعية العمود الفقري والحفاظ على المنحنى المقصود.

وعلاوة على ذلك، فإن العظام المسطحة للحوض تغيّر وضعيتها لتسهيل عملية الولادة. هذا التغيير المفاجئ عادة ما يسبب تهيج والتهاب المفصل (العجزي الحرقفي). لذا، فإن الطريقة الوحيدة للتخلص من الألم هي إعادة تنظيمه في الموضع الصحيح، وبالتالي التخفيف من حدته.

وإضافة إلى ذلك، فإن البطن المتنامي يسبب زيادة في انحناء الظهر، ما يسبب اندفاع الرأس والرقبة إلى الأمام، مؤدياً بالتالي إلى ضغط شديد على العضلات والأربطة والمفاصل. وتقويم العمود الفقري هو الحل الوحيد لهذه المشكلة الميكانيكية.

ويستند العلاج بتقويم العمود الفقري على السماح للجسم لشفاء نفسه عن طريق إزالة العوائق الضاغطة على الأعصاب في العمود الفقري. لذا، فهو يساعد على ضمان نظام مناعي صحي لكل من الأم والطفل، والذي يكون مرتبطاً بشكل وثيق أثناء الحمل.

تعديلات تقويم العمود الفقري تنشئ التوازن في حوض المرأة الحامل وتقلل الإجهاد لرحمها والأربطة الداعمة، وذلك للسماح للجنين باتخاذ الوضعية المثالية. ونتيجة لذلك، فإن للجنين فرصة أكبر للانتقال إلى الموضع الصحيح أثناء الولادة.

العلاج بتقويم العمود الفقري يمكن أن يساعد على عملية الشفاء بعد الولادة، عن طريق تصحيح أي اختلالات قد وقعت أثناء المخاض الذي يؤثر في العمود الفقري بالكامل، خاصة أسفل الظهر، من جميع الالتواءات التي تحملها.

* ممارس تقويم عظام- مركز اكاسيا أدفانس الطبي- مدينة محمد بن زايد أبوظبي