عادي
تطورات خطرة غير مسبوقة بعد دعم الغرب لأوكرانيا

15 شهراً من حرب موسكو وكييف.. تصعيد عنيف وأسر جنود وإخلاء مدن

20:00 مساء
قراءة 8 دقائق

الخليج - متابعات

بعد تقديم الدول الغربية دعما عسكرياً كبيراً لأوكرانيا، تزامناً مع زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكل من إيطاليا وبرلين وباريس وبريطانيا، في مايو/ أيار الماضي، بدأ التصعيد الأوكراني نحو الأراضي الروسية يأخذ منحنى آخر، فبعد أن شنت كييف هجوماً بثماني مسيّرات نحو موسكو، بدأت تشن مؤخراً هجمات متتالية على القرى الروسية القريبة من الحدود الأوكرانية، فيما يبدو أن الدعم الغربي، من صواريخ دفاعية أرض- جو ومسيّرات هجومية بعيدة المدى (200 كيلومتر) وصواريخ كروز من طراز «ستورم شادو»، وفتح الباب أمام تدريب طيارين أوكرانيين على طائرات «إف- 16»، شجع كييف على محاولة التوغل شرقاً، وزادت من آمالها في نقل المعركة إلى داخل الأراضي الروسية.

وفي المقابل تزيد موسكو من دفاعاتها في المناطق الحدودية وتكثف ضرباتها الجوية في محاولة لكسر أي تقدم للقوات الأوكرانية والسيطرة على المناطق الحيوية.

وتشهد الحرب بين الجانبين الآن تصعيداً وتطورات خطرة غير مسبوقة، بعد نحو 15 شهراً من اندلاعها، حيث يتكثف القصف العنيف المتبادل، ما أدى إلى عمليات إخلاء واسعة لعدد من المدن في الجانبين، فضلاً عن إعلان مجموعة من «المقاتلين الروس المؤيدين لأوكرانيا» ممن شاركوا في عمليات توغل عبر الحدود، في الآونة الأخيرة، أسرهم جنديين روسيين خلال قتال في منطقة بيلغورود الروسية.

  • كييف تقصف الحدود

ميدانياً، قال فياتشيسلاف جلادكوف، حاكم منطقة بيلغورود الروسية، الأحد، إن قتالاً يدور مع «مجموعة تخريبية أوكرانية» في بلدة نوفايا تافولزانكا، بالقرب من الحدود الأوكرانية.

وأضاف أن القوات الأوكرانية واصلت القصف على المنطقة الحدودية، خلال الليل وحتى صباح الأحد، بعد مقتل شخصين في الليلة السابقة، وإجلاء مئات الأطفال بعيداً عن الحدود.

وأضاف جلادكوف على تطبيق تيليغرام: «خلال الليل كان الوضع مضطرباً»، مشيراً إلى وقوع «الكثير» من الأضرار في بلدتي شيبيكينو وفولوكونوفسكي، جراء القصف الأحدث.

وذكر جلادكوف في وقت لاحق، أن حرائق اندلعت في شيبيكينو بعد أن قصفت القوات الأوكرانية منطقة السوق في وسط البلدة، مضيفاً أنه لم يصب أحد.

وتبعد شيبيكينو نحو سبعة كيلومترات عن الحدود الأوكرانية.

وأردف أنه جرى نقل أكثر من أربعة آلاف إلى أماكن إقامة مؤقتة في المنطقة.

وتنتقل مشاهد الحرب بشكل متزايد إلى روسيا مع ازدياد القصف على المناطق الحدودية، وكذلك ضربات جوية في عمق البلاد، بما في ذلك هجمات على موسكو وقعت، الأسبوع الماضي، بحسب «رويترز».

وفي أواخر مايو/ أيار، أعلن الجيش الروسي أنه صد أحد أخطر الهجمات عبر الحدود التي تشنها «مجموعة تخريبية» أوكرانية، قال إنها دخلت الأراضي الروسية في بيلغورود.

ونفت أوكرانيا شن هجوم على موسكو، الأسبوع الماضي، ونفت أيضاً تورط جيشها في عمليات توغل في بيلغورود. وتقول إن تلك العمليات ينفذها مقاتلون متطوعون روس.

ورافق جلادكوف، السبت، نحو 600 طفل من بلدتي شيبيكينو وجريفورون بالمنطقة، إلى مدينتي ياروسلافل وكالوجا البعيدتين عن الحدود الأوكرانية.

وتتعرض شيبيكينو، التي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة تقريبا، وأماكن أخرى في بيلغورود للهجوم بشكل متكرر في الآونة الأخيرة. وصرح جلادكوف لوسائل الإعلام الروسية بأن المنطقة تعيش الآن في «ظروف حرب حقيقية».

على الجانب الآخر من الحدود، أدت قذائف أوكرانية إلى مقتل شخصين، السبت في بيلغورود في روسيا، كما ذكر حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف.

وتعرضت القرى الحدودية في هذه المنطقة لقصف مدفعي غير مسبوق في الأيام الأخيرة أسفر، بعد قصف السبت، عن سقوط سبعة قتلى خلال الأسبوع الجاري، بحسب مصادر روسية، بحسب «فرانس برس».

وتشهد بعض المناطق الحدودية الروسية، ولا سيّما منطقة بيلغورود، عمليات توغل ضخمة لعناصر مسلحة كشفت عن ثغرات في ضبط الحدود الروسية. وتبنت مجموعات تقول إنها روسية وتحارب من أجل كييف مسؤولية هذه العمليات، فيما تنفي السلطات الأوكرانية أي تورط لها.

وفي الأيام الأخيرة، دفع القصف آلاف السكان إلى اللجوء إلى مدينة بيلغورود عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه.

ويعتبر يفغيني كليوتشنيكوف، الذي كان يقيم بالأساس في تشيبيكينو على بعد 30 كيلومتراً من بيلغورود، أن مدينته «أصبحت شبه خاوية وشوهتها القنابل».

وصرح رئيس بلدية بيلغورود، فالنتين ديميدوف، الجمعة، بأن نحو خمسة آلاف شخص فروا من القصف، مروا في الأيام الأخيرة عبر مراكز الإيواء المؤقت التي أقيمت في المدينة.

  • ضربات روسية

أعلن الجيش الروسي، الأحد، أنه شنّ ضربات جوية ليلية على مطارات عسكرية أوكرانية، مؤكداً أنه أصاب مراكز قيادية ومعدات.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: «هذه الليلة، شنّت القوات المسلحة الروسية ضربة مشتركة بأسلحة بعيدة المدى وعالية الدقة من الجو ضد منشآت العدو في مطارات عسكرية».

وأعلنت السلطات الأوكرانية أيضاً أن صواريخ روسية ضربت مطاراً قرب مدينة كروبيفنيتسكي بوسط أوكرانيا.

وقال الناطق باسم سلاح الجو الأوكراني، يوري إغنات، لقناة تلفزيونية، إن القوات الروسية أطلقت «ستة صواريخ وخمس مسيّرات هجومية».

وأضاف: «للأسف لم تُدمّر كلها. من بين الستة، دمر سلاح الجو أربعة، فيما أصاب اثنان المطار قرب كروبيفنيتسكي». ولم يقدّم تفاصيل إضافية.

وفي كييف، أعلن رئيس الإدارة العسكرية المحلية أن الدفاعات الجوية للعاصمة تصدت لعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة ليلاً.

وكتب سيرهي بوبكو على تليغرام، الأحد «حسب المعلومات الأولية، لم يصل أي هدف جوي العاصمة».

وذكر مسؤولون عسكريون في العاصمة الأوكرانية كييف أن روسيا شنت موجة من الهجمات الجوية على أوكرانيا، صباح الأحد، وأن أنظمة الدفاع الجوي تصدت لجميع الصواريخ والطائرات المسيرة لدى اقترابها من كييف.

وقال سيرهي بوبكو رئيس الإدارة العسكرية للمدينة على تطبيق تيليغرام في ساعة مبكرة الأحد: «وفقاً للمعلومات الأولية، لم يصل أي هدف جوي إلى العاصمة.. الدفاعات الجوية دمرت كل ما كان متجهاً صوب المدينة بالفعل قبل الوصول».

وقال شهود من «رويترز» إنهم سمعوا عدة انفجارات في منطقة كييف، وليس في المدينة، وإنها ناجمة على ما يبدو عن قصف أهداف بواسطة أنظمة الدفاع الجوي.

وظلت صفارات الإنذار تدوي في جميع أنحاء أوكرانيا لما يقرب من ثلاث ساعات تقريباً، للتحذير من الغارات الجوية.

واتهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الروس «بمهاجمة مدينة» دنيبرو بوسط أوكرانيا، مساء السبت، مشيراً إلى وفاة طفلة ونحو 22 مصاباً، ونوه بأن هناك ضحايا ما زالوا عالقين تحت أنقاض مبنيَين سكنيين.

وفي الأسابيع الأخيرة، تكثفت الضربات الجوية الروسية على أوكرانيا والقصف الأوكراني على أراض روسية، بينما تؤكد كييف منذ أشهر أنها تستعد لهجوم كبير ضد قوات موسكو بهدف استعادة الأراضي التي خسرتها منذ بدء الأزمة الروسية الأوكرانية في فبراير/ شباط 2022.

وقال حاكم منطقة دنيبرو، سيرغي ليساك، في رسالة على تطبيق تيليغرام، الأحد، إن القصف أصاب مبنيين سكنيين من طابقين، وعشرة منازل، ومحلاً تجارياً وأنبوباً للغاز.

وأضاف أن: «جثة طفلة انتُشلت من تحت أنقاض منزل في منطقة بيدورودنينسكا»، موضحاً أنها «بلغت للتو الثانية من العمر».

وتابع أن «22 شخصاً جرحوا بينهم خمسة أطفال». وكان قد تحدث، ليل السبت الأحد، عن ثلاثة فتيان في حالة خطرة في المستشفى.

وحمّل زيلينسكي روسيا مسؤولية القصف، ونشر على موقع فيسبوك مقطع فيديو يُظهر عناصر إنقاذ يفتّشون بين الأنقاض على صوت آلات ثقب الصخور.

وذكر: «روسيا تثبت مرة أخرى أنها دولة إرهابية... روسيا ستتحمل مسؤولية كل ما يُرتكب ضد بلدنا وشعبنا»، بحسب «فرانس برس».

وتنفي موسكو أن تكون قواتها العسكرية تستهدف المدنيين.

  • باخموت

قالت القوات المسلحة الأوكرانية، الأحد، إن الاشتباكات استمرت حول مدينة باخموت المدمرة في شرقي البلاد، رغم تراجع حدة القتال في الآونة الأخيرة.

وذكرت القيادة العسكرية الأوكرانية العليا في تقريرها اليومي: «القوات الروسية نفذت عمليتين فاشلتين حول باخموت، وشنت عدداً من الضربات الجوية والهجمات بالقصف المدفعي على قرى مجاورة».

وأعلن رئيس مجموعة فاغنر الخاصة الروسية، السبت، أن 99 في المئة من مقاتليه غادروا باخموت بعد هجومهم الذي استمر لأشهر في أطول معارك الحرب.

وقالت أوكرانيا أواخر الشهر الماضي، إن القتال تراجع في المنطقة، لكن قائد القوات البرية، أولكسندر سيرسكي، صرح السبت، بأن القوات الأوكرانية تواصل قتالها هناك.

وأضاف سيرسكي على تطبيق تيليغرام بعد زيارة قال إنه قام بها للقوات حول باخموت: «يواصل العدو تكبد خسائر كبيرة في الطريق صوب باخموت.. قوات الدفاع تواصل القتال.. سننتصر»، وفقا ل«رويترز».

وأفاد التقرير اليومي الأوكراني بوقوع نحو 23 اشتباكاً، السبت، في منطقة دونيتسك حيث تقع باخموت، ومنطقة لوجانسك المجاورة. وتشكلان معاً منطقة دونباس.

وقالت مخابرات الدفاع البريطانية، السبت، إن روسيا تواصل إعادة نشر وحدات عسكرية نظامية في باخموت لتحل محل مقاتلي فاغنر.

وقال زيلينسكي في مقابلة نشرت، السبت، إن قواته مستعدة لشن الهجوم المضاد الذي طال انتظاره لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا حالياً.

وتسيطر روسيا الآن على جميع أنحاء دونيتسك ولوغانسك تقريباً، إضافة إلى مساحات شاسعة في منطقتي زابوريجيا وخيرسون في أوكرانيا.

  • ملاجئ مغلقة

أبدى مسؤول كبير في الحكومة الأوكرانية، الأحد، اندهاشه و«عدم تصديقه» لما نما إلى علمه عن أن ما يقرب من نصف ملاجئ الحماية من القنابل التي جرى تفقدها خلال معاينة أولية في كييف إما مغلقة، وإما لا تصلح للاستخدام.

وأمر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بمعاينة جميع الملاجئ الأوكرانية، الجمعة، بعد يوم من مقتل طفلة وأمها وامرأة أخرى في كييف، بعدما عجزن عن الدخول إلى أحد الملاجئ خلال غارة جوية روسية.

وقال أولكسندر كاميشين وزير الصناعات الاستراتيجية في أوكرانيا، إن من بين 1078 ملجا عاينتها السلطات في اليوم الأول، تبين أن 359 منها غير مجهزة، و122 أخرى مغلقة، بينما تبين أن 597 منها صالحة للاستخدام.

وكتب عبر تطبيق تيليغرام للتراسل «تلقيت بقدر من عدم التصديق حقيقة أن نصفها (فقط) كان مفتوحاً ويعد جاهزاً».

وأضاف «أمس، حينما تفقدنا ملاجئ مختارة في منطقة أوبولون مع حاكم المنطقة، كانت الأغلبية المطلقة من الملاجئ مغلقة».

وقال كاميشين إن معاينة الملاجئ ستتواصل. وتجري هذه المعاينات في ظل استمرار الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا منذ 17 شهراً.

  • أسر جنديين

قالت مجموعة من «المقاتلين الروس المؤيدين لأوكرانيا» ممن شاركوا في عمليات توغل عبر الحدود، في الآونة الأخيرة، الأحد، إنها أسرت جنديين روسيين خلال قتال في منطقة بيلغورود الروسية، وعرضت صفقة تبادل خلال اجتماع مع حاكم المنطقة، بحسب «رويترز».

وأعلن فيلق حرية روسيا، وفيلق المتطوعين الروس، عن معارك في المنطقة، في الأيام القليلة الماضية، في وقت تستعد فيه كييف لشن هجوم مضاد على القوات الروسية في أوكرانيا. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من صحة ذلك.

وفي تسجيل فيديو على قناة تيليغرام التابعة لفيلق حرية روسيا، ظهر رجل وعرّف نفسه بأنه قائد فيلق المتطوعين الروس، وقال إنه سيسلم الأسيرين لفياتشيسلاف جلادكوف حاكم منطقة بيلغورود إذا جاء لمقابلة المقاتلين في قرية نوفايا تافولزانكا، قبل الخامسة مساء، بالتوقيت المحلي (1400 بتوقيت غرينتش).

وأظهر الفيديو الأسيرين وبدا أن أحدهما مصاب، ومسجى على طاولة إجراء تدخلات طبية.

وورد في بيان مشترك منشور مع الفيديو: «اليوم وحتى الخامسة مساء لديك الفرصة للتواصل من دون أسلحة وتتسلم المواطنَين الروسيّين، وهما اثنان من الجنود العاديين الذين أرسلتهم أنت وقيادتك السياسية ليلقوا حتفهم».

ولم يصدر رد بعد من جلادكوف ولا من موسكو.

وتقول روسيا إن الجماعتين «إرهابيتان» تعملان بالنيابة عن كييف.

ونفت أوكرانيا مسؤوليتها المباشرة في تلك الهجمات، لكنها صورتها على أنها من تبعات الحرب.

وقال جلادكوف، الأحد إن القوات، الأوكرانية واصلت القصف على المنطقة الحدودية خلال الليل وحتى الصباح، بعد مقتل شخصين في الليلة السابقة، وإجلاء مئات الأطفال بعيداً عن الحدود.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2292vtux

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"