عادي
مثير للجدل داخل الميدان وخارجه

السلطان إبراهيموفيتش.. جاء ملكاً واعتزل أسطورة

18:03 مساء
قراءة 5 دقائق
Video Url

متابعات: الخليج

مثير للجدل داخل الميدان وخارجه.. يدخن السيجار على أرض الملعب، كأنه لاعب تايكواندو يوجه الركلات، يأبى إلا أن يسجل أهدافاً غير اعتيادية، سلطان الشغب.. ملك التصريحات، إنه نجم الكرة السويدية والعالمية زلاتان إبراهيموفيتش، بدأ مسيرته الرياضية على بساط التايكواندو ومنه انطلق إلى المستطيل الأخضر، فأصبح أحد أهم أساطير الساحرة المستديرة.

البداية والمعاناة

وُلد زلاتان ذو الأصول البوسنية في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1981 في السويد، بعد الهجرة إليها، ترعرع السويدي في حي روزنبرغ بمدينة مالمو، أفقر مناطق السويد، وأكثرها احتضانا للمهاجرين وقتها، عانى شظف العيش وسوء التعليم.

ورغم ذلك لم تكن تلك أكبر مشاكله، فما عاناه بين الأطفال في الشارع، التأم مع مشاجرات لا تنتهي بين والديه في المنزل، انتهت بطلاقهما، وأصابت الطفل متلازمة الهزال، حيث عانى من فقدان الوزن وضعف في العضلات، قبل أن يضطر إلى التكيف مع الوضع الجديد.

عاش زلاتان في بداية الأمر مع أمه وأشقائه ال5، حيث كانت والدته عاملة نظافة، قبل أن تفقد الوصاية عليه، لينتقل للعيش مع والده، وكان لا يزال متأثراً بحرب البلقان، لا ينقطع عن متابعة أخبار بلده مدمناً للكحول، لم يعر ابنه أي انتباه، لينتهي الحال بالصغير سارقاً، قال زلاتان: «عندما كنا بحاجة إلى شيء، كل ما كان علي أن أفعله هو الذهاب إلى المتاجر والسرقة».

1

بروز الموهبة

أمام هذه الظروف المعيشية السيئة، وجد إبراهيموفيتش في الكرة حلاً سحرياً، هجر المدرسة من المرحلة الثانوية، واتخذ من الظاهرة البرازيلية رونالدو مثلاً أعلى.

تنقل في عمر ال6 أعوام، بين العديد من الأندية، حتى استقر به المطاف في نادي مالمو السويدي، لم يُظهر موهبة كبيرة في سن ال12 عاما تميزه عن أقرانه، لكن سرعان ما انفجرت موهبته في عمر ال15، وأظهر ثقة بنفسه تفوق الحد، تشرّب حب الملاكم محمد علي كلاي من والده، وكانت مبارياته أكثر ما يجمع الابن بأبيه الغائب عن الوعي، وتأثر اللاعب الصغير بتصريحات الملاكم الفخور عن نفسه، واتخذه قدوة، حيث أراد أن يكون اللاعب الأعظم على درب الملاكم الشهير، «اعتقد زلاتان أنه مارادونا الجديد»، هكذا قال أحد زملائه في مالمو، متجهماً من سلوكه بالفريق.

ولم يعتبر هاس بورغ مدرب نادي مالمو أن إبراهيموفيتش «مغروراً على الإطلاق»، بينما يرى فيه شخصاً «محبباً ورائعاً، لكن خلفيته أثرت فيه كثيرا، وكان الغرور قناعاً يحمي به نفسه، لأنه يشعر بالضعف»، بينما كانت «الثقة الزائدة» مفتاحاً لنجاح اللاعب، في رأي آرسين فينجر، المدرب التاريخي لنادي أرسنال الإنجليزي، والذي قال عنه: «أرسلت له وهو في ال17 من عمره أطلب منه المشاركة في تجربة أداء، لكنه رفض ذلك بشدة، وقال لي: أنا لا أقوم بتجارب أداء، إما أن تأخذني أو لا تأخذني».

أحاط زلاتان نفسه بأسوار، تعامل كنجم قبل أن يكن، برع بالتحكم في الكرة بينما فشل بالتحكم في نفسه، واستمتع بإهانة خصومه أكثر من إحرازه الأهداف.

- إيبرا والتايكواندو

استفاد إبراهيموفيتش من رياضة التايكواندو لدى ممارسته كرة القدم بفضل الليونة التي اكتسبها من الرياضة القتالية في شبابه، عندما سجل أهدافاً تاريخية، أبرزها في مرمى إنجلترا عندما استدار على نفسه على الجهة اليمنى ومن مسافة 35 متراً ليسجل هدفاً رائعاً، إضافة إلى هدفه الرائع في صفوف أياكس عندما راوغ ستة لاعبين بحركات فنية رائعة، قبل أن يسجّل هدفا أطلق مسيرته.

1

الانتقال إلى أياكس

انتقل في مارس 2001، إلى نادي أياكس أمستردام الهولندي، مقابل 9 ملايين يورو، وعندما شاهدت أمه صوره على التلفاز، وكانت لا تجيد اللغة السويدية، ظنت أن مكروها أصابه وشعرت بالقلق، فاتصلت به خائفة: «ماذا حدث؟»، فقال لها: «لا شيء.. فقط تم انتقالي إلى أياكس أمستردام».

أحرز زلاتان هدفين في مباراته الأولى مع أياكس، ثم التقت السويد وهولندا في مباراة ودية، ليتداخل زلاتان بخشونة مع رافاييل فان در فارت، زميله في أياكس ومنافسه في المباراة الدولية، ليخرج الهولندي من اللقاء مصاباً بقدم السويدي، ويكون اللاعبان على موعد في اجتماع مع إداري الفريق بأمستردام، وبينما يجلس الجميع على الطاولة لتصفية الأمر، أطلق السويدي سهامه الحادة تجاه فان در فارت: «أنت لا تروق لي قائداً للفريق؛ لأنك تتحدث من وراء ظهري، وكان أولى أن تتحدث إلي.. إن تكرر هذا سأقطع عنقك».

كانت الأجواء متوترة في المباراة التالية، والجمهور الهولندي غاضب على اللاعب السويدي، أحرز زلاتان 3 أهداف، والأخير كان مذهلاً، قال عنه المعلق لروعته إنه هدف لمارادونا وزيدان وأيضاً لإبراهيموفيتش، لتتحول الصافرات الهولندية الغاضبة إلى مشجعة في الأخير، سأله مذيع بعد المباراة: هل يمكنك أن تصف لنا زلاتان لأن الكثيرين من الهولنديين لا يفهمونه؟، فجاء رد السويدي مستغربا: «لم أسمع هذا السؤال من قبل، أعتقد أنك أنت الوحيد الذي لا يفهم، لذلك ينبغي عليك أن تسأل الناس من هو زلاتان»، ليبادله المذيع سؤالاً: «ماذا برأيك سيقولون؟»، ويرد إبراهيموفيتش في ثقة: «اسألهم».

1

مسيرة مظفرة

بيع إبراهيموفيتش لنادي يوفنتوس الإيطالي، في أغسطس/ آب عام 2004، في صفقة بلغت 16 مليون يورو، هناك في إيطاليا تحول إلى «آلة أهداف»، تألق مع إنتر ميلان، برشلونة، إيه سي ميلان، باريس سان جيرمان، مانشستر يونايتد، لوس أنجلوس جلاكسي، قبل أن يعود مرة أخرى إلى ميلان.

وأحرز ابراهيموفيتش خلال مسيرته المظفرة بطولة الدوري المحلي في هولندا مع أياكس امستردام (2002 و2004)، إيطاليا مع إنتر (2007 و2008 و2009) وميلان (2011 و2022)، إسبانيا مع برشلونة (2010)، فرنسا مع باريس سان جرمان (2013 و2014 و2015 و2016)، أما لقبه القارّي الوحيد فكان في صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي عندما توج بطلاً للدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) عام 2017.

خاض أيضاً 122 مباراة دولية مع السويد وسجل 62 هدفاً.

تصريحات شهيرة

لطالما اشتهر زلاتان بتصريحاته النارية الشهيرة لا سيما في ما يتعلق بعظمته، فقال عندما ترك باريس سان جرمان: «لقد جئت كملك، وأرحل كأسطورة».

وكان لسان حاله مماثلاً لدى رحيله عن لوس أنجلوس غالاكسي الأمريكي متوجها إلى أنصار النادي «أردتم زلاتان، لقد أعطيتكم زلاتان.. التاريخ يستمر، تستطيعون العودة الآن إلى لعبتكم المفضلة البيسبول».

العودة إلى ميلان

كان إبراهيموفيتش عنصراً مؤثراً لدى عودته إلى النادي عام 2019 بعد أن قضى في صفوفه موسمين قاده خلالهما إلى إحراز لقب الدوري المحلي عام 2011، قبل ان يساهم في احراز ميلان اللقب الموسم الماضي.

لم يلعب «إيبرا» كثيراً هذا الموسم بسبب الإصابات المتكرّرة التي لحقت به، وعاد إلى الملاعب في فبراير/ شباط الماضي، إثر عملية جراحية في ركبته اليسرى في مايو/ أيار 2022.

سجّل هدفاً في مرمى أودينيزي خلال فوز فريقه 3-1 في آذار/مارس الماضي، ما جعل منه اللاعب الأكبر سناً يسجل هدفاً في تاريخ الدوري الايطالي.

كان يرغب في خوض بطولة كبرى أخيرة في صفوف منتخب السويد وتحديداً كأس أوروبا عام 2024، لكنه أصيب مجدداً في إبريل/ نيسان في ربلة الساق، ولم يعد إلى الملاعب.

الاعتزال

ولأن للعمر حقه، أسدل المهاجم السويدي الأيقونة زلاتان إبراهيموفيتش الستارة على مسيرة مظفرة، ليعلن اعتزاله كرة القدم نهائياً بعمر 41 عاماً.

وقال إبراهيموفيتش متوجهاً إلى أنصار ميلان في ملعب سان سيرو الأحد «إنها اللحظة التي أقول فيها وداعاً لكرة القدم، وليس فقط وداعا لكم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2rckm226

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"