عودوا إلى رشدكم

هنا الشارقة
00:47 صباحا
قراءة دقيقتين

عيسى هلال الحزامي

** تربينا في ظل العائلة القاسمية الكبيرة بالشارقة على قيم ومبادئ ومثل عليا، وفي ملاعب وميادين الرياضة تعلمنا التواضع عند الفوز، وقبول الخسارة وتهنئة المنافس، وليس من الوارد أبداً أن نتخلى عما تربينا عليه، أو أن نتجاهل ما تعلمناه، وسوف نظل أوفياء للمثل العليا التي ربانا عليها الحاكم الحكيم الحليم، وسوف نظل كذلك حريصين على كل ما زرعته الرياضة فينا من معان للتسامح ولقبول الآخر.

** ترددت كثيراً في الكتابة بهذا الموضوع، لأني لا أحب التعليق على من يتجاوزون في ردود أفعالهم، فمن تحركهم أغراضهم أعتبرهم دخلاء على الرياضة، وأقول عنهم في خاطري «عندما تهدأ غيرتهم وتذهب انفعالاتهم ستتكفل الأيام بتقويمهم». لكن ما حدث في أعقاب آخر استحقاقات الموسم الكروي، بحسم كأس مصرف أبوظبي لمصلحة «الملك الشرجاوي»، شهد تجاوزات كثيرة، دخيلة على سلوكاتنا وعاداتنا، ما جعل الأمر يتحول من حالات استثنائية إلى ظاهرة مرفوضة، وهذا ما جعلني أحسم ترددي لأقول كلمة فصل، بأمل أن تعيد من شردوا بعيداً إلى جادة الصواب.

** مخطئ من يعتقد أن الذي حركني شأن «شرجاوي»، فهذا هو الظاهر وربما العارض، إنما المحرك أخلاقي وتربوي كما يتضح من الفقرة الأولى في هذا المقال، وهدفي هو نزع الفتيل من ظاهرة إن تركناها سيستفحل خطرها، ويفسد كل ما هو جميل في رياضتنا، خصوصاً بعدما فتحت «السوشيال ميديا» لكل من هب ودب نافذة للتواصل مع الآخرين، ومن جانبي، لا أراها عملياً إلا وسيلة للتنافر ونشر خطاب الكراهية.

** لا أدري كيف ولماذا ينظر البعض للأحداث عبر نظارة سوداء، فيرون الجزء الفارغ من الكوب، وينشغلون بالغائب دون الظاهر من الأشياء؟ من الذي زعم أن الظفر بأربع كؤوس لا يعادل وصافة الدوري؟ ولمصلحة من تروّج سخافات من عينة أن بطولات الكؤوس تتحقق بالحظ وحده؟ وما العائد من تعكير وتسميم الأجواء التي تجمع بين فرقنا في مختلف البطولات؟ ولماذا في عز احتفال الجمهور بإنجازه يعمد البعض لإفساد فرحته بفتن وقلاقل ومؤامرات؟

** أوليس في هذا تشويه ومغالطات؟ أولم تسري في قناعتنا جميعاً مقولة أن الثاني مثل الأخير وأن التاريخ لا يحفل إلا بالأبطال وأصحاب الألقاب؟

يا جماعة الخير، يا من شردتم بأحلامكم، البطولات لن تدوم لفريق بعينه، وما بين أنديتنا من أواصر وعلاقات أكبر وأهم من أي إنجاز، وأغلى وأبقى من أي لقب.. فانتبهوا وعودوا إلى رشدكم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/52t439n6

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"