من أجل حضور ذهني أقوى

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

الفوائد المرتبطة بتعلم لغة جديدة لا تكمن في تمكنك من التحدث مع عدد أكبر من الناس وحسب، بل إنها تتجاوز ذلك بكثير لتنمي معها العديد من المهارات والأساليب، التي تساعد على التطوير الذاتي، وتنامي الفرص.
أولى وأهم النقاط الإيجابية في مجال تعلم لغة جديدة أنها تسهل العمل وتزيد الخبرات الاجتماعية والثقافية والمعرفية، وذلك بسبب فهم أساليب وطرق في بيئات أخرى تختلف عن البيئة المحلية.
إحدى أكثر الإيجابيات جاذبية ومتعة أنها بمثابة جولة حول العالم، عندما تتعلم لغة مجتمع ما، أنت في الحقيقة تتعرف على ثقافته، وعلومه واهتماماته، وتاريخه وحضارته، وأكثر المواضيع الشائعة بين أفراد ذلك المجتمع، كما ستتمكن من التحدث مع سكانه والتعرف عليهم بشكل مباشر.
فائدة أخرى، لا تقل أهمية أيضاً، هي فتح نوافذ وفرص جديدة للتعليم والاستثمار، ونجد مثالاً واضحاً في المستثمرين ورجال الأعمال، الذين يتعلمون اللغة الصينية، على سبيل المثال، والهدف، التجارة والاستثمار والدخول في عمق السوق الصيني لشراء المستلزمات مباشرة من المصانع، أو أولئك الذين يتعلمون لغة ما، بهدف الابتعاث ودراسة أحد العلوم التي تتميز فيها تلك الدولة.
الفوائد التي لا يجب أن نغفل عنها، هي تأثير هذا النوع من التعليم، في الصحة العقلية، ووفقاً لما تم ذكره في موقع Neurology التابع للأكاديمية الأمريكية لعلوم الأعصاب، فإن ثنائية اللغة (تعلم لغتين) تؤخر الإصابة بالخرف بغض النظر عن ظروف التعليم والمعيشة. و«هذه أكبر دراسة حتى الآن، توثق تأخر ظهور الخرف لدى ثنائيي اللغة... وهذه الدراسة الأولى، التي تشير إلى ميزة ثنائية اللغة، ما يشير إلى أن التعليم ليس تفسيراً كافياً للاختلاف الملحوظ. يتم تفسير النتائج في سياق مزايا ثنائية اللغة في الانتباه والوظائف التنفيذية». 
الدراسة ضمت معلومات كثيرة ومتعددة، في هذا الموضوع، للاطلاع: https:// n. neurology. org/ content/ 81/22/1938. وبطبيعة الحال، فإنه في هذا العصر المتميز بالتقنيات الحديثة وثورة الاتصالات، دخلت تقنيات ومبتكرات جديدة ساهمت في تطور مجالات الترجمة، والتحدث مع الآخر، ونشاهد مواقع الترجمة والتطبيقات التي تساهم في التواصل مع الآخر، بل وتسهل تعلم أية لغة، والمطلوب تقوية الحضور الذهني، وتقوية العقل، ومنحه أفقاً جديداً مع لغة جديدة.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n7rdfn3

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"