عادي
كييف تحذّر من «كارثة نووية».. وموسكو تحمّلها مسؤولية العواقب

انهيار «كاخوفكا» يُغرق مناطق القتال بين روسيا وأوكرانيا

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق
1
اثنان من سكان خيرسون يحملان أمتعتهما للفرار من المناطق التي غمرتها مياه السد (رويترز)
2
سد كاخوفكا
1
إعلان الطوارى.. المياه ترتفع إلى 10 أمتار في كاخوفكا.. والفيضانات تهدد 14 بلدة
إعلان الطوارى.. المياه ترتفع إلى 10 أمتار في كاخوفكا.. والفيضانات تهدد 14 بلدة

تبادلت روسيا وأوكرانيا، أمس الثلاثاء، الاتهامات حول تفجير سد نوفا كاخوفكا الضخم، على نهر دنيبرو في منطقة خيرسون، وسط تقارير عن كارثة كبرى ضربت المنطقة بعدما غمرت المياه عشرات القرى والتجمعات السكنية، وأجبر الآلاف على الفرار كما أغرق مناطق القتال الرئيسية بين القوات الروسية والأوكرانية، فيما أبدت القوى الغربية قلقها من الحدث، وحملت روسيا المسؤولية.

وتدفق سيل من الماء عبر فجوة في السد الهائل على نهر دنيبرو الذي يفصل بين القوات الروسية والأوكرانية في جنوب أوكرانيا. وهذا السد، الذي بني أيام الاتحاد السوفييتي في خمسينات القرن الماضي، يوفر المياه لجزء كبير من جنوب أوكرانيا. كما ينظم مياه النهر، ويخلق بحيرة صناعية لري المنطقة، للحفاظ على درجة حرارة مفاعلات محطة زابوريجيا للطاقة النووية. كما يؤمن المياه إلى شبه جزيرة القرم. والخزان الضخم خلف السد ممتد بطول 240 كيلومتراً وعرض 23 كيلومتراً. وأعلنت أوكرانيا عن إجلاء 17 ألف شخص من محيط السد، فيما غمرت المياه 24 قرية، بينما أشار مسؤولون أوكرانيون إلى أن حوالى 16 ألف شخص يعيشون في «منطقة خطر» قد تشهد فيضانات.

وفور وقوع الحادثة، سارعت أوكرانيا إلى اتهام روسيا بتفجير السد من الداخل معتبرة ما حدث «جريمة حرب». واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بتفجير السد، مطالباً ب «رد فعل دولي». وقال زيلينسكي إن روسيا نفّذت تفجيراً داخلياً لهياكل الموقع، لافتاً إلى العواقب الوخيمة للهجوم على الناس والطبيعة، حسب تعبيره. ودعت وزارة الخارجية الأوكرانية إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، بينما حمّلت القوى الغربية روسيا أيضاً مسؤولية الأضرار التي لحقت بالسد، ووصف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال العملية بأنها جريمة حرب. واعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، تفجير السد عملاً مشيناً.. يعرض آلاف المدنيين للخطر ويتسبب بأضرار بيئية جسيمة. 

وقال مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن إن الولايات المتحدة قلقة للغاية بعد انفجار سد نوفا كاخوفكا في خيرسون التي تسيطر عليها روسيا وتحاول معرفة التأثير المحتمل. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن التدمير الجزئي لسد كاخوفكا أحد التداعيات الأخرى المدمرة. وقال للصحفيين في نيويورك «هذه المأساة مثال آخر على التكلفة المخيفة للحرب على الناس»، مضيفاً أن «سيل المعاناة يتواصل منذ أكثر من عام. يجب أن يتوقف ذلك».

وتسيطر روسيا على السد منذ بداية الحرب على الرغم من أن القوات الأوكرانية أعادت السيطرة على الجانب الشمالي من النهر في العام الماضي. وتبادل الجانبان الاتهامات بالتخطيط لتدمير السد.

واتهم الحاكم الذي عينته روسيا في منطقة خيرسون الأوكرانية كييف بقصف السد بالصواريخ لتشتيت الانتباه عما قال إنها إخفاقات للهجوم المضاد الأوكراني في الشرق. لكن مسؤولين آخرين عينتهم روسيا قالوا إن السد انهار من تلقاء نفسه بسبب أضرار لحقت به من قبل. ولم يعرض أي من الجانبين أدلة فورية تظهر المسؤول عن تدمير السد.

بالمقابل، شددت روسيا على أن السد تضرر جزئياً بفعل «عدة ضربات» نفّذتها القوات الأوكرانية. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الهجوم «عمل تخريبي متعمد بشكل لا لبس فيه من الجانب الأوكراني»، مضيفاً أن السلطات الأوكرانية هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة عنه.

وقال بيسكوف للصحفيين «يتلقى الرئيس فلاديمير بوتين تقارير من وزارة الدفاع والخدمات الأخرى حول ما يحدث حول محطة كاخوفسكايا الكهرومائية. ويمكننا بالفعل القول بشكل واضح إن الحديث يدور عن تخريب متعمد من قبل الجانب الأوكراني».

وتابع أن هذا التخريب الذي نفذه الجانب الأوكراني قد يؤدي إلى عواقب خطيرة بالنسبة لسكان المنطقة وبالنسبة للبيئة.

وأوضح: «من الممكن أن تكون لهذا التخريب عواقب وخيمة للغاية بالنسبة لعشرات الآلاف من الناس في المنطقة، وكذلك عواقب بيئية وغيرها لم يتم تحديدها بعد». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4x63cera

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"