دبي: محمد ياسين
أيدت محكمة الاستئناف بدبي، حكماً أصدرته محكمة الجنايات، قضى بسجن امرأة من أوروبا الشرقية، بالمؤبد والإبعاد بعد قضاء عقوبتها، لإدانتها بالاعتداء على سلامة جسم ابنتها واحتجازها داخل غرفتها والتسبب في وفاتها غرقاً في حوض الاستحمام.
تعود تفاصيل القضية التي دارت أحداثها يونيو العام الماضي، في منزل بمنطقة «ذا فيلا» بدبي، حين انتقلت مركبة إسعاف إلى المكان، بعد بلاغ أسرة عن غرق طفلتها في حوض الاستحمام، ولم تكن الوفاة طبيعية، فأبلغ المسعفون بأن هناك شبهة جنائية في وفاة الطفلة، حيث ظهرت على جسدها آثار تعذيب وحرق وكدمات.
باشرت الشرطة جمع الاستدلالات، واستجواب الأم التي كانت تعيش مع الضحية وطفل آخر يصغرها، وخادم لم يكن في المنزل خلال التحقيقات، تبين أنه غادر الدولة في يوم الجريمة.
وفي التحقيقات، أنكرت الأم صلتها بوفاة ابنتها، واتّهمت الخادم الهارب بارتكاب الجريمة. وبعد التعميم عليه، قبضت عليه الشرطة الدولية «الإنتربول»، عند وصوله إلى مطار موطنه، بموجب مذكرة توقيف صدرت بحقه.
وبحسب ملف القضية، أنكر المتهم ما نسب إليه، وقرر أنه حضر إلى الدولة منذ بضعة أشهر بتأشيرة زيارة، لمساعدة الأسرة في الأعمال المنزلية، وتوصيل المجني عليها وشقيقها إلى المدرسة وإعادتهما إلى المنزل.
وأفاد المتهم ( الخادم) بأنه لاحظ خلال عمله مع الأسرة، أن الأم تتعمد تعذيب طفلتها وإيذاءها باستمرار. وقبل يوم من الجريمة حبستها داخل غرفتها، وغادر المتهم المكان، حيث طلبت منه في صباح اليوم التالي، إيقاظ الطفلة واصطحابها إلى المدرسة، بعد حصوله على مفتاح باب الغرفة من الأم.
وتابع المتهم في التحقيقات أنه لم يجد المجني عليها بسريرها، وسمع صوت ماء في دورة المياه، وكان الصوت خافتاً ففتح باب الحمام، حيث وجد الطفلة ملقاة على الأرض في حوض الاستحمام الأرضي الصغير، والمياه تخرج من الصنبور على وجهها، وظنّ أنها متوفّاة، وعليه اتجه مباشرةً إلى غرفة والدتها لإخبارها. حيث تعجب المتهم من ردة فعل الأم التي تلقت ما قاله بهدوء.
وأضاف أنه شعر بالخوف بأن تتهمه المرأة بارتكابه الواقعة، فغادر الدولة هرباً منها ومن جريمة يعتقد أنها ارتكبتها، إلّا أن «الإنتربول» قبض عليه في صالة الوصول بمطار موطنه، حيث أعيد إلى الدولة وقضت محكمة الجنح والمخالفات بحبسه شهراً واحداً، بعد أدانته بجنحة عدم إبلاغ الجهات المختصة عن الجريمة رغم علمه بحدوثها.
وخلال التحقيق مع أم الطفلة، وبعد مواجهتها بإفادة الخادم أقرّت باعتدائها على ابنتها وتركها داخل حوض الاستحمام، حتى فارقت الحياة. فدانتها محكمة الجنايات وقضت بحكمها المتقدم ذكره وأيدت محكمة الاستئناف الحكم السابق.
