عادي

روسيا أم أوكرانيا.. من المستفيد من تفجير سد كاخوفكا؟

17:00 مساء
قراءة 4 دقائق
1

تفجير السد الضخم يعادل، بحسب خبراء، تأثير انفجار قنبلة نووية، وسيؤدي إلى عواقب، بيئية واقتصادية وتكنولوجية، ضخمة، وستكون له تداعيات خطرة بغضّ النظر عن الجهة المسؤولة عن تنفيذه.

وفي ظل الاتهامات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا، يبقى السؤال الذي يفرض نفسه: من المستفيد من الطرفين في تدمير السد؟

على المدى القصير، يبدو أن الجيش الأوكراني يعاقب بتدمير السد، وسيتأثر توقيت الهجوم المضاد، على الرغم من كلمات زيلينسكي بأن الانفجار لم يؤثر في قدرة أوكرانيا على تحرير أراضيها.

  • تفريق القوات

فقبل بدء عملياته، كان الجيش الأوكراني يجري تشكيلاً للجبهة للحفاظ على الشك حول أهداف الهجوم، ولإجبار الجيش الروسي على تفريق قواته على طول خط الجبهة. غير أن فيضان المياه في نهر دنيبرو سيؤدي، بلا شك، إلى إعادة التموضع. وستستفيد موسكو من هذا لتعزيز خطوط دفاعها، والعكس صحيح أيضاً، أي أن أوكرانيا قد تستفيد.

توجد العديد من سيناريوهات الهجوم المضاد على الورق، بين زابوريجيا وفي اتجاه ميليتوبول. وبالنسبة إلى كييف، فإن استعادة الأراضي الواقعة بين شبه جزيرة القرم ودونباس هي أولوية من شأنها أن تجعل من الممكن استعادة الوصول إلى بحر آزوف، وكسر الاستمرارية الإقليمية في الأراضي المحتلة.

  • تبادل الاتهامات

تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن تفجير سد كاخوفكا الواقع على نهر دنيبرو، إذ اتهم سفير روسيا لدى الأمم المتحدة كييف بمحاولة خلق «الفرص المواتية» لإعادة تنظيم وحداتها العسكرية لمواصلة هجوم مضاد، فيما ألقى سفير أوكرانيا باللوم على روسيا متهما إياها بارتكاب «عمل إرهابي يستهدف البنية التحتية الحيوية الأوكرانية».

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن أجهزة الطوارئ قولها إن نحو 80 تجمعاً سكنياً ربما تتأثر بدمار سد كاخوفكا.

من جانبه، أعلن حاكم منطقة خيرسون بدء عمليات إجلاء المناطق القريبة من كاخوفكا، وقال عبر تطبيق تليغرام: «خلال ساعات سيصل منسوب المياه إلى مستوى حرج».

وتزود المياه من الخزان شبه جزيرة القرم - التي ضمتها روسيا في عام 2014 - إضافة إلى محطة زابوريجيا النووية.

  • مشاكل الطاقة

كما أنه يساعد في تشغيل محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية. وسيضيف تدمير السد إلى مشاكل الطاقة المستمرة في أوكرانيا، بعد أن أمضت روسيا أسابيع في وقت سابق من هذا العام في استهداف البنية التحتية الحيوية، وفقاً لـ«العربية.نت».

ومنذ بدء الحرب الروسية ضد أوكرانيا، كان سد نوفا كاخوفكا هدفاً محتملاً للضربات بسبب أهميته الاستراتيجية والضرر الكبير الذي سيحدثه تدميره.

واستولت روسيا على السد في بداية الحرب، في فبراير/ شباط 2022، وظلت تحتله منذ ذلك الحين.

واجتمع مجلس الأمن الدولي المكون من 15 عضواً، الثلاثاء، بطلب من كل من روسيا وأوكرانيا، بعد تدفق غزير للمياه إثر انفجار سد ضخم على نهر دنيبرو الذي يفصل بين قوات البلدين في جنوب أوكرانيا.

ورداً على سؤال إن كانت الولايات المتحدة تعرف الطرف المسؤول، قال روبرت وود نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة: «لسنا متأكدين على الإطلاق. نأمل في أن يتوفر لدينا مزيد من المعلومات خلال الأيام المقبلة».

وأضاف: «لكن... لماذا ستفعل أوكرانيا ذلك بأرضها وشعبها.. تُغرق أرضها وتجبر عشرات الآلاف على مغادرة منازلهم.. هذا ليس منطقياً».

من جانبها، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء، أنه لا يوجد «خطر نووي آني» في محطة زابوريجيا للطاقة النووية، بعد التفجير الذي دمّر قسماً من سد كاخوفكا على نهر دنيبرو.

وأوضحت المنظمة عبر «تويتر» أن خبراء الوكالة الموجودين في الموقع «يراقبون الوضع عن كثب».

  • مجريات الحرب

السد الذي تم بناؤه في عام 1956 كجزء من محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية، يحتوي خزانه على ما يقدر بنحو 18 كيلومتراً مكعباً من المياه، وقد يؤدي تفجيره إلى إغراق القرى والمناطق المحيطة.

ومن وجهة النظر الأوكرانية، قد يؤثر ذلك في مجريات الحرب، وعلى استعداد كييف لهجومها المضاد الذي كثر الحديث عنه في الآونة الأخيرة، فخلال أربعة أيام ستغمر المياه المنطقة برمتها.

هذه الكارثة ستؤدي إلى نقص المياه في خزان نوفا كاخوفكا ما سيؤدي إلى جفاف الحقول في جنوب أوكرانيا، وأن الروس فجروا السدّ لتعطيل هجومهم المضاد المخطط له.

وفي المقابل، من وجهة النظر الروسية، استبعد الخبير في الشؤون العسكرية والدولية، أليكسندر أرتامونوف، تورط روسيا في تفجير سد نوفا كاخوفكا في منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا، بحجة أن لا مصلحة لها في ذلك، خاصة أن السد يقع تحت سيطرتها، متهماً أوكرانيا بقصف السد مرات عدة وبصواريخ «هيمارس» التي قال إنه لا يمكن الخلط بينها وبين الصواريخ الروسية.

وبشأن تأثير قصف السد في الهجوم الأوكراني المضاد، كشف الخبير الروسي في الشؤون العسكرية أرتامونوف، أن هذا الهجوم قد بدأ بالفعل، ولكن من دون نجاح، متحدثاً عن خسارة القوات الأوكرانية لـ1500 من عناصرها، و30 دبابة، إضافة إلى أن كييف لا تملك ذخيرة، ولا طائرات، ولا دبابات حقيقية لاستخدامها في هجومها المضاد.

  • الهجوم المضاد

من جانبه، نفى أوليكسي ميلنيك، مساعد وزير الدفاع الأوكراني السابق، أن تكون أوكرانيا بدأت الهجوم المضاد، وقال إنها من تحدد المناطق التي تستهدفها الضربات الأساسية، وسوف تظهر قدراتها في هذا المجال، مستشهداً بتقدم قواتها العام الماضي في خيرسون وخاركيف بشمال شرق أوكرانيا، على حساب القوات الروسية.

وأقر بأن تفجير سد نوفا كاخوفكا الذي وصفه بالكارثة غير المسبوقة، يسبب مشكلة كبيرة لأوكرانيا، وسيجعلها مضطرة لتحويل مصادرها لإنقاذ المواطنين، متهما في السياق نفسه الجانب الروسي بالمسؤولية عن التفجير بغرض الإضرار بالنظام الأوكراني.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4c2hcnu3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"