فلنصنع دائماً في الإمارات

01:11 صباحا
قراءة 3 دقائق

مهرة سعيد المهيري

تلقيت مكالمة هاتفية من عائلة من الأصدقاء العرب ممن يقيمون في لندن. بعد السلام والاطمئنان على الصحة، بدأوا بالحديث عن عملية إصلاح شاملة يجرونها في منزلهم هناك. منزلهم كان يحتاج إلى عملية تحديث شاملة. المنازل في بريطانيا تتجاوز في أعمار بنائها عشرات السنين وبعضها المئة عام وأكثر. ولأن عملية تحديث مثل التي يعتزمون إجراءها ستكون كافية لأخذ المنزل إلى عشرات السنين القادمة في المستقبل، فقد كانوا حريصين على شراء أفضل ما في السوق من مكونات البناء والتشييد، سواء الهيكلية التي في العادة لا نراها، أو التجميلية التي تصبح جزءاً من طابع المكان.

 كان ما أثار لديهم السرور أن بعضاً من أفضل المكونات التي اشتروها بتوصية من المقاول والبائعين في مخازن المعدات والمكونات، تحمل إشارة «صنع في الإمارات». البضائع المصنوعة في الإمارات تنافس الصناعات الأخرى، الغربية أو الصينية، في عقر دار العاصمة التي أطلقت الثورة الصناعية في العالم.

 أحسست بالفخر وأنا أستمع لإطرائهم. هم اعتادوا على القدوم إلى الإمارات وقضاء أسابيع في الدولة للعمل والترويح. الإمارات بالنسبة لهم محطة ضرورية. اليوم الإمارات ذهبت إلى منزلهم لتكون بمكونات البناء التي تنتجها جزءاً من شيء يذكرهم ببلد أحبوه دائماً.

عرفت الإمارات بدعمها للمشاريع والمنتجات الإماراتية وتوفيرها للمواطن والمستثمر الإماراتي السبل والتمويل من خلال برامج متنوعة من خلال إنشاء جهات متخصصة في دعم المنتج وإتاحة الفرصة له لدخول أسواق التنافس المحلية والعالمية. وعملت الإمارات على توفير إمكانيات وأرضية خصبة للمستثمرين من خلال إتاحة الوقت المناسب لهم لممارسة تجارتهم عبر تسهيلات للموظفين الملتزمين بساعات عمل طويلة حيث خصصت لهم بعض المبادرات بالتفرغ للعمل الخاص والتجارة مقابل ضمان جزء من رواتبهم. مثل هذه المبادرات لا تقوم بها إلا الدولة التي تؤمن بأهمية دعم ابنائها وايصالهم إلى الاكتفاء الذاتي في كافة المجالات.

 تتوفر في دولة الإمارات بيئة أعمال تدعم النمو والتمكين المستمر لقطاعها الصناعي، ويشمل ذلك الدعم المالي والاستشاري والفني إلى جانب خيارات وفيرة من مصادر الطاقة بأسعار فعالة من حيث التكلفة. كما تتصدر البنية التحتية المتطورة في الدولة المؤشرات الإقليمية والعالمية في مجال اللوجستيات والنقل والاتصالات، ما يتيح لرواد الصناعة تأسيس وتطوير أعمالهم بسلاسة.

 وشهدنا في الأيام الماضية منتدى «اصنع في الإمارات» حيث جمع المنتدى، كبرى الشركات الإماراتية من أجل عرض خططهم الصناعية الطموحة والاستفادة من فرص التوسع على مستوى سلاسل التوريد والمشتريات. وناقش المنتدى الفرص والحلول المبتكرة لتعزيز نمو وتنافسية الصناعات الوطنية، وفرص الشراكة والتعاون في القطاع الصناعي، إضافة إلى عرض الفرص الواعدة لنمو العديد من الصناعات المحلية من خلال توطين المنتجات وزيادة الاعتماد على القطاع الصناعي في الدولة، وإعادة توجيه قيمة مشتريات الجهات الحكومية والشركات الكبرى من خلال برنامج «القيمة الوطنية المضافة» إلى الاقتصاد الوطني، والاستفادة من القوة الشرائية المحلية لتطوير القطاع الصناعي. المنتدى ما هو إلا حلقة جديدة في مسيرة حافلة. 

 لنتعاون جميعاً في دعم المنتج الوطني فجميعنا نشترك في هدف واحد، وهو دعم اقتصاد البلد. وعلى الشركات الوطنية المساعدة في ذلك من خلال الترويج لمنتجاتها ومساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة للتسويق لمنتجاتها وكذلك خفض الأسعار لإضفاء المزيد من التنافسية في أسواقنا المحليّة.

 دعم المنتج الوطني يدعم قطاع الصناعة محلياً. فالإقبال على المنتج الوطني يشجع الشركات على التوسع، وتوسيع حصتها السوقية محلياً وعالمياً في ظل الدعم من قبل المواطنين الذي يشجع على زيادة استثمارات الشركة، كما أن الدعم يشجع شركات محلية على زيادة استثماراتها في المجالات المختلفة تلبية للطلب محلياً على المنتج الوطني. وإذا ما كان المنتج الوطني خيار المواطن حتى في الخارج فسيدعم ذلك الصناعات الوطنية وانتشارها، وسيزيد من إقبال المستهلك الأجنبي أيضاً، خصوصاً مع استثمار الشركات الوطنية في جودة المنتج.

 دعم الصناعات الوطنية له دور كبير في تحسن الاقتصاد الوطني،كما أنه يدعم كثيراً من البرامج الحكومية على غرار مسألة توطين الوظائف في القطاع الخاص، ودعم الابتكار في القطاع الصناعي والخدمات..فلنصنع دائماً في الإمارات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4h7jmb59

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"