عادي

قصائد تستظل بالحب في بيت الشعر

16:25 مساء
قراءة 3 دقائق
الشارقة: «الخليج»
نظم بيت الشعر في الشارقة، أمسية شارك فيها محمد أحمو الأحمدي من المغرب، وإباء الخطيب من سوريا، ود. مجدي الحاج من السودان، بحضور محمد عبدالله البريكي مدير البيت، وقد حلقت قصائد الشعراء بشكلها الجمالي في فضاء الخيال لترسم لوحة محتشدة بالصور المبدعة والأخيلة المغايرة، والتي تفاعل الجمهور معها في ليلة كشفت عن دور الشعر في المشهد الثقافي وضرورته في إبراز قدرات الشعراء في تعميق الحس الجمالي بالكلمات، قدم الأمسية الشاعر محمد الجبوري.
في بداية الأمسية قرأ محمد أحمو الأحمدي قصيدة حملت عنوان «مريد الحضرة» تكشف عن جوانب وجدانية تطل بشكلها الجمالي لتتوحد في فكرة دار حولها الشعراء بشغف وحب، تتمثل في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لكن الشاعر أحسن الاستهلال وكثف جمله الشعرية فأوحى إلى المتلقين بصور يسكنها الجلال وبأسلوب عفوي مترع بالدهشة والصدق والشفافية ومفردات نورانية عذبة تمتلك القدرة على تجديد خلايا الحياة فيقول:
أقبلتُ عن شوقٍ إليهِ مُريدا
أرجُو من الحُبِّ الحلالِ مَزيدا
أقبلتُ عن شوقٍ ولكِنْ لَمْ يَزَلْ
قلبي عن السيرِ النبيلِ بَعيدا
كهفُ الْغوايةِ مُوحِشٌ إظْلامُهُ
يا ضوءُ.. كَمْ كانَ الصباحُ حَميدا؟
نورا على نورٍ.. تجَلَّى قلبُهُ
للتَّائبينَ فأدْمنُوا التَّحميدا
و قرأ قصيدة «زَقْزَقَة» التي تحمل مفارقات تختزل عدة مشاهد تمثل رؤيته لواقع مأمول تتنازعه حالات من الفرح والمحبة الفياضة فيقول:
وأزهرتِ الحياةُ بكل لونٍ
من الزهرِ الجميلِ المستطاب
يُـغنِّي للمحبةِ كُلُّ قلبٍ
خَفيفِ الظِّلِّ مَحْرُوسِ الْجَوَابِ
لكلِّ الناسِ غاياتٌ وخَيْلٌ
وبَـوْصَلَةٌ تَئِنُّ مِنَّ الصِّعَابِ
ولي شِعرٌ يُضيءُ سماءَ رُوحِي
ويَحمِلُنِـي إلى مُدُنِ السَّحَابِ
أنامُ على الْحَقيقةِ مُسْتَرِيحًا
وأعلَمُ أنَّها في كُلِّ بابِ
وقرأت الشاعرة إباء الخطيب عدداً من القصائد منها «ما بعد النبوءة» التي تلخص حالة الفقد الذاتية تلك التي تتلبس الشاعرة وتمنحها بصيرة أخرى في التحليق نحو عوالم غائبة، وعلى الرغم من التحليق بهذا النوع من البوح إلا أن مفردات الشاعرة كان لها بريق خاص اشتملت على دلالات موحية مثلت نموذجها التصويري المتوهج فتقول:
غداً سأغيبُ سوف تصيرُ روحي
فراشاتٍ بأوردةِ الصبايا
وحين ترفّ أمنيتي ستصحو
لتمنحهنَّ أجنحةَ الخبايا
سأنشلُ صرخة ًمن قعرِ خوفي
ومن خجلي المعشش في الشظايا
وسوف أحوك من أوصال قلبي
لأولادي سلالاً من هدايا
وفي قصيدة أخرى حملت عنوان «يعبرنا الحب نديًّا» اكتفت فيها باستدعاء ذاكرة الحنين واختلاجاته الحميمة تقول إباء:
شكرًا لمائــــكَ مثلُ مائِكَ يُشْـكَرُ
فيه انبعــــاثٌ للشــــــــذا؛ وتَكَـوْثُرُ
العــــمرُ فاضَ لِمُــــنْــتهاهُ ولم يَعُدْ
في الصبرِ مُتّسعٌ لِتــنْـبُـتَ أشْهرُ
وحدي أشعْوذُ بالقصائد والمُنَـى
وأَمد ُّضـوءكَ... للسّـراة لِيـزهروا
وألقى د. مجدي الحاج قصيدة بعنوان «دراويش» تجلت فيها المفردة وأعلنت عن ارتباطها الروحي وهي تصور مشهداً نورانياً، منها:
جَاؤُوا مَعَ الْفَجْرِ بَيْنَ الطَّمْيِ قَدْ وُلِدُوا
مُذْ كَانَ لِلأَرْضِ فِي اسْتِشْرَافِهِمْ مَدَدُ
كَانُوا مُنَاوَرَةً لِلْحُبِّ مَا اكْتَمَلَتْ
لَكِنَّهُمْ بِجَمَالِ الْحُبِّ قَدْ وُجِدُوا
وَالْكُلُّ يَعْرِفُ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ نَفَرٌ
كَالْأَنْبِيَاءِ وَهُمْ فِي حُسْنِهِمْ مَرَدُوا
ثم قرأ قصيدة بعنوان «خروج على الذات» يسجل فيها الشاعر تراكمات الذات ومدلولاتها وكأنه يرثي الأفكار لكنه يستضئ بالمعنى بأسلوب سهل تلقائي رغم حمولة المعاني وتدفقها فتفيض الدلالات في بنية شعرية متماسكة فيقول:
هَذَا أَنَا.. غَجَرِيَّةٌ أَفْكَارُ رُوحِيَ رُبَّمَا..
هَمَجِيَّةٌ تِلْكَ الطُّقُوسُ الْهَائِمَاتُ بِفِكْرَتِي..
عَدَمِيَّةٌ مُنْذُ اسْتَضَاءَتْ بِالْعَمَى..
جَفَّتْ عَلَى اللُّغَةِ الْيَبَاسِ قَصَائِدِي..
وَتَبَرَّأَتْ مِنِّي الْقَصَائِدُ رُبَّمَا..
وَلَطَالَمَا انْسَكَبَتْ رُؤَايَ عَلَى دَفَاتِرِ
وَحْشَتِي..
وفي الختام كرم البريكي شعراء الأمسية ومقدمها.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ur3dwmb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"