أكد توجاي تونشير، سفير الجمهورية التركية لدى الدولة، أن الإمارات وتركيا ترتبطان بشراكة استراتيجية متطورة ومزدهرة في المجالات كافة، واصفاً التعاون بين البلدين، بأنه متنام ومستدام، ويدعم تطلعات شعوب المنطقة إلى التنمية والسلام والاستقرار.
وقال في حوار لوكالة أنباء الإمارات «وام»: «إن تركيا ترى في دولة الإمارات شريكاً استراتيجياً مهماً، وقد حققت علاقاتنا خلال أقل من عامين، زخماً ونمواً كبيرين، خاصة في ضوء الزيارات الرسمية المتبادلة بين قيادتي البلدين».
وأكد أن زيارة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، إلى تركيا، وزيارة رجب طيب أردوغان، إلى دولة الإمارات، شكلتا محطات مهمة في مسيرة تعزيز العلاقات وتطويرها في المجالات كافة، وصولاً إلى التوقيع على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين.
ولفت إلى أن دولة الإمارات وتركيا، قامتا بخطوات مهمة لدفع وتعزيز التعاون الثنائي. موضحاً أنه خلال زيارة الرئيس التركي إلى دولة الإمارات، وقّعت الدولتان، على 27 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم، شملت مجالات متنوعة منها الاستثمار والاقتصاد والدفاع والصحة والزراعة، والنقل والتقنيات المتقدمة والعمل المناخي والثقافة والشباب. وأشار إلى أن حجم التجارة غير النفطية بين البلدين بلغ نحو 19 مليار دولار، خلال عام 2022، وهو رقم مميز يعكس النمو في التعاون بين الدولتين.
وأكد أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، تعطي دفعة قوية لمستويات التعاون وقال: «تعمل الإمارات وتركيا، على زيادة التجارة البينية غير النفطية، إلى مستوى 40 مليار دولار خلال خمس سنوات. كما أن الاستثمارات بين البلدين تنمو باطراد، فهناك الكثير من المستثمرين الأتراك في دولة الإمارات، في حين أنشأت شركات تركية مقرات إقليمية لها في الدولة، فضلاً عن وجود استثمارات إماراتية عدّة في تركيا، والحرص على تعزيزها المستمر».
وأوضح أن اقتصادي البلدين ليسا متنافسين، وإنما متكاملان؛ لذا فإن شراكتهما الاقتصادية الشاملة تسهم في الاستفادة من مصادر القوة باقتصاديهما. مؤكداً أن توحيد الجهود يدعم رؤى البلدين وتطلعاتهما لتحقيق التنمية الشاملة والازدهار الاقتصادي المستدام.
وقال السفير تونشير: «إن الإمارات وتركيا، تتبعان نهجاً متشابهاً بشأن قضية المناخ، مؤكداً دعم بلاده لدولة الإمارات خلال استضافتها لمؤتمر «COP28» العام الجاري».
وأضاف أن الطموحات المناخية مرتفعة للغاية في «COP28»، ولدينا الثقة بقدرة الإمارات على تنظيم دورة مميزة للمؤتمر، بما يدعم مسيرة العمل المناخي العالمي، ويعزز العمل متعدد الأطراف في مواجهة تحديات تغير المناخ.
وأشار إلى أن تركيا أطلقت مشروع «صفر نفايات» عام 2017 بمبادرة من قرينة الرئيس التركي؛ لمكافحة تأثير النفايات والمخلفات في البيئة، والتعامل مع تلك النفايات بإعادة تدويرها، والاستفادة منها بعد فصلها، بحسب أصنافها من المنبع، بهدف تحقيق نسبة إعادة تدوير تصل إلى 60 % عام 2030. كما أطلقت برنامج «صفر نفايات زرقاء» في يونيو 2019؛ لحماية البحار وموارد المياه وتنظيفها من النفايات، إذ تبنت الأمم المتحدة هذا المشروع، واعتمدت 30 مارس من كل عام يوماً عالمياً ل«صفر نفايات».
وأشاد بجهود دولة الإمارات الرائدة في مجال المناخ، ومنها مبادراتها الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. مؤكداً أن التعاون الإماراتي التركي في ملف مكافحة تغير المناخ متواصل.
وأكد أن البلدين حريصان على تعزيز تعاونهما في إطار المنظمات الدولية، والعمل متعدد الأطراف، بما يسهم في تعزيز السلم والسلام والاستقرار في المنطقة الذي يعدّ من أولوياتهما. (وام)
