عادي

لماذا يلاحق ترامب قضائياً وما هي مآلات القضية؟

00:45 صباحا
قراءة 3 دقائق
دونالد ترامب

واشنطن - أ ف ب

الاحتفاظ بوثائق سرية، وعرقلة سير العدالة، وشهادة الزور، هي أبرز التهم التي يواجهها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في سابقة تاريخية من القضاء الفيدرالي لائحة اتهام، والتهم الموجهة إليه خطِرة.

- ما الذي فعل؟

- في يناير/كانون الثاني 2021، غادر ترامب البيت الأبيض ليستقر في مقر إقامته الفاخر في فلوريدا، وأخذ معه عشرات الصناديق. وبعد ضغوط لتسليمها إلى الأرشيف الوطني الذي يعهد إليه القانون جميع الملفات الرئاسية، أعاد بعد عام 15 صندوقاً تضم نحو 200 وثيقة سرية.

وفي يونيو/حزيران 2022، توجه عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) إلى بالم بيتش فلوريدا- لاستعادة 38 وثيقة سرية إضافية بعد أن عثر عليها محامو ترامب، مقتنعين بأن هناك المزيد، عاد المحققون في أغسطس/آب، حاملين هذه المرة أمر تفتيش، وغادروا مع حوالى 30 صندوقاً تحوي 11 ألف وثيقة، بعضها يتناول القدرات النووية لدولة أجنبية.

- ما هي التداعيات القانونية؟

لا يزال ملف المحكمة غير معلن، لكن أحد محاميه عرض تفاصيل سبع تهم على شبكة «سي إن إن».

وإحدى التهم هي «الاحتفاظ بوثائق تتعلق بالأمن القومي»، وتستند إلى قانون بشأن التجسس سُنّ عام 1917 يحظر الاحتفاظ بأسرار الدولة في أماكن غير مرخصة وغير مؤمنة.

ولإدانته بهذه التهمة التي تصل عقوبتها إلى السجن عشر سنوات، يتعين على المدعين العامين إثبات أنه يعرف شروط الاحتفاظ بوثائق سرية. وفي تسجيل صوتي يعود إلى عام 2021 كشفت عنه شبكة «سي إن إن»، تباهى ترامب بأن بين يديه وثيقة «سرية للغاية».

ومن التهم الأخرى «عرقلة سير العدالة»، ويعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 20 عاماً. ويتعين على المدعين العامين إثبات أن ترامب حجب المعلومات عن المحققين عمداً، بما في ذلك أثناء زيارتهم إلى مكان إقامته في مارالاغو في فلوريدا في 2022.

ويرتكز المدعون على صور التقطتها كاميرات المراقبة في اليوم السابق لزيارتهم، ويظهر فيها موظفون ينقلون صناديق، حسب العديد من وسائل الإعلام. ويواجه الملياردير الجمهوري عقوبة تصل إلى السجن خمس سنوات بتهمة «شهادة الزور». ويبدو أن التهمة مرتبطة برسالة بعث بها محاموه إلى وزارة العدل وتضمنت تصريحات غير دقيقة.

- ماذا الآن؟

تم استدعاء ترامب للمثول أمام محكمة فيدرالية في ميامي، الثلاثاء، ستخطره رسمياً بالتهم الموجهة إليه. وبحسب صحيفتي «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز»، أحيلت قضيته إلى القاضية المحافظة أيلين كانون. ويتوقع أن يدفع ببراءته في هذه الجلسة.

كما ستحدد القاضية الشروط الواجب احترامها أثناء انتظاره المحاكمة، ومن المستبعد أن تطلب وضع الرئيس السابق في التوقيف الاحتياطي.

ويتناقش الادعاء والدفاع للاتفاق على النقاط الفنية، لا سيما بشأن الحديث عن المعلومات المتعلقة بالوثائق السرية.

ويحاول المدعون بلا شك المضي في أسرع وقت ممكن إلى المحاكمة قبل الانتخابات الرئاسية في 2024.

ولتجنب نقاش طويل بشأن اختصاص المحكمة، نقل المدعون الملف إلى ميامي، على الرغم من أنه تم الاستماع إلى ترامب في واشنطن.

- هل إدانته ممكنة وما تداعياتها؟

التهم الموجهة إلى ترامب ثقيلة، ويبدو أن المدعين أعدوا ملفاً كبيراً على مدار أشهر. لكن إجراء المحاكمة في فلوريدا، حيث يحظى الجمهوري بصورة أفضل من واشنطن، سيلعب ضد المدعين عند اختيار أعضاء هيئة المحلفين. وبدأ قطب العقارات الجمعة، بتعيين محامين جدد لقيادة المعركة. وحتى لو حُكم عليه بالسجن قبل الانتخابات، فيمكنه قانوناً أن يظل مرشحاً.

أما من الناحية السياسية، فمن غير المرجح أن يثبط ذلك عزيمة مؤيديه الذين يجمعون حتى الآن على تعرضه لمكيدة سياسية.

ستكون نتيجة الانتخابات حينئذ حاسمة: فالانتصار المحتمل سيحميه من السجن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mw2fs9kc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"