عادي
أوروبا تخضع لـ«القمر السماوي»

منصور بن زايد وسيتي.. ملكية غيرت وجه كرة القدم

23:17 مساء
قراءة 4 دقائق
منصور بن زايد

كان لقب دوري أبطال أوروبا الوحيد الذي ينقص خزائن مانشستر سيتي ليصبح قوة عظمى في كرة القدم العالمية، بعدما بسط سيطرته المطلقة على الكرة الإنجليزية، عندما أحرز لقب «البريميرليغ» خمس مرات في آخر ست سنوات، منها ثلاث على التوالي في آخر 3 سنوات، هذا عدا أرقام قياسية بالتتويج ببطولات أخرى مثل كأس إنجلترا، وكأس الرابطة، ودرع المجتمع.

أصبح مانشستر سيتي كبير أوروبا، بعدما نصّبته إنجازاته «كبير إنجلترا»، وهذا لم يأتِ من فراغ، بل بعمل مؤسسي منهجي بدأ منذ انتقال ملكيته في عام 2008 إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة.

نال مانشستر سيتي اعتراف بريطانيا بأنه واحد من أفضل أنديتها في تاريخ كرة القدم، بعدما غيّر المعادلة الفنية برُمتها، وثبّتها في إسطنبول في 10 يونيو 2023 بنيل الثلاثية التاريخية (الدوري والكأس الإنجليزيان، ودوري أبطال أوروبا).

عقلية ناجحة

الصورة

في تصريح سابق، قال سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان إن من دواعي شعوره بالسعادة والفخر أن تجربة إدارة الفريق الإنجليزي بعقليات إماراتية وعربية حققت نجاحاً كبيراً، وفي الدوري الأقوى والأشهر عالمياً، كما أن الاستثمار الناجح في السيتي يجعل الجميع يدركون أن الاستثمار العربي يحقق نجاحاً كبيراً على المستوى العالمي، ومثل هذه المكاسب المعنوية هي أكثر جوانب الاستفادة من ملكية أبوظبي لنادي مانشستر سيتي.

كيان كبير

يكفي تصفّح مقالات كبرى الصحف في العالم التي تحدثت عن نهائي دوري الأبطال لمعرفة مدى الأثر الذي تركه سمو الشيخ منصور بن زايد، ليس في كرة القدم البريطانية وحسب، بل العالمية أيضاً؛ فسموه في 15 سنة حوّل النادي المغمور إلى كيان آخر كبير بين كبار أندية الدوري الإنجليزي، والفريق الذي يرفع له الجميع قبعة الاحترام بسبب نتائجه المقرونة بعروض خلابة، وفلسفة خططية جديدة يتطلع الجميع إلى تقليدها.

وعندما يقال إن مانشستر سيتي غير خارطة كرة القدم الإنجليزية، فإن هذا الكلام ليس مبالغاً فيه، حيث أصبح الكثير من الأندية يتطلعون لمحاولة تقليد طريقة لعب سيتي سواء من ناحية الاستحواذ أو الضغط العالي، وهذا لم يكن سائداً من قبل في «البريميرليغ» الذي يعتمد على التمرير الطولي.

صعود سريع

صحيفة «آس» الإسبانية كانت من بين الصحف العالمية التي سلطت الضوء على مانشستر سيتي على هامش النهائي القاري في إسطنبول، وكتب مراسلها: «بدأ صعود مانشستر سيتي السريع إلى النخبة في كرة القدم الأوروبية فقط عندما امتلك سمو الشيخ منصور بن زايد النادي في عام 2008، وعلى مدار 15 عاماً تحت قيادته فاز السيتي حتى الآن بسبعة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز، إضافة إلى ستة ألقاب في كأس الرابطة، ولقبين في كأس إنجلترا، و4 ألقاب في الدرع الخيرية».

ورأى مراسل الصحيفة أنه رغم هذه الفترة الذهبية بقي لقب دوري أبطال أوروبا الوحيد المستعصي على «النصف الأزرق من مانشستر»، في إشارة إلى لون النادي الرسمي في المدينة التي يتقاسمها كروياً مع صاحب الرداء الأحمر مانشستر يونايتد.

وأكدت صحيفة «آس» أنه «مع الوضع في الاعتبار نجاحات السيتي المحلية تحت قيادة سمو الشيخ منصور، فإن لقب دوري أبطال أوروبا سيضمن بلا شك مكانة مالك مانشستر سيتي في قائمة أنجح مُلاك كرة القدم الأوروبية على الإطلاق».

اكتمال عقد النجاح

ورأت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية الإخبارية أن فوز مانشستر سيتي بلقب أوروبا سيجعل عقد النجاح مكتملاً للنادي المملوك لأبوظبي، بعدما تربّع على عرش كرة القدم الأوروبية، وكسر الحاجز الأخير الذي كان يفصله عن النخبة التقليدية للعبة.

وتابعت: بالنسبة إلى سيتي، يمثل كأس دوري أبطال أوروبا أكثر من مجرد لقب، وسيكون ضربة للقوى التقليدية القديمة في كرة القدم من قبل الفريق الذي وصفه المدرب السابق لمانشستر يونايتد أليكس فيرغسون بأنه الجار المزعج.

ونقلت الوكالة عن المدرب بيب غوارديولا قوله: لقد دمّرت العديد من الأندية مشاريعها وأفكارها لأنها لم تتمكن من الفوز بهذه المسابقة، وأصبح الكثير منها أندية كبيرة لأنها تمكّنت من الفوز بها.

واعترف مراسل الوكالة في تقريره أن «أبوظبي غيرت وجه كرة القدم عندما اشترى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نادي مانشستر سيتي في عام 2008، حيث تم الإنفاق على جمع أفضل لاعبي العالم، والتعاقد مع أعظم مدرب في جيله وهو غوارديولا. كما تم صرف مبالغ ضخمة من المال على الملاعب ومرافق التدريب، في حين أن شبكة من الأندية حول العالم أصبحت جميعها جزءاً من عائلة سيتي، لتصعيد أفضل المواهب الناشئة».

ورأت الوكالة أن فوز سيتي بلقب دوري الأبطال هو الحد الأخير لما يمكن أن يؤدي إلى حقبة جديدة من الهيمنة على أوروبا. بنفس الطريقة التي مهّد بها فوزه بكأس الاتحاد الإنجليزي في عام 2011 الطريق للحصول على 15 لقباً إضافياً في السنوات ال12 التالية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yw4kfmbk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"