عادي
البرهان: حكومة السودان مع أي حل ينهي الحرب

هدوء في الخرطوم مع الهدنة الجديدة.. وتواصل الاشتباكات بالجنينة

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق
1
سحب الدخان تتصاعد في سماء الخرطوم بينما هرع الناس للأسواق لشراء مستلزماتهم بعد الهدنة (أ ف ب )
1

ساد الهدوء نسبياً في العاصمة السودانية الخرطوم، صباح أمس السبت، مع دخول هدنة مدتها 24 ساعة توسطت فيها الولايات المتحدة والسعودية حيز التنفيذ، تتيح وصول المساعدات الإنسانية وتمنح السكان فرصة لالتقاط الأنفاس من ضغوط القتال العنيف، فيما لم تتوقف الاشتباكات في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور التي تعاني أوضاعاً إنسانية متدهورة، في حين قال رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، إن الحكومة «مع أي حل ينهي الحرب ويعيد الطمأنينة للشعب».

وتأتي الهدنة القصيرة في أعقاب سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار انتهكها طرفا الصراع.

وقالت الولايات المتحدة والسعودية إنهما تشعران «بخيبة أمل» بسبب الانتهاكات في بيان الإعلان عن الهدنة الأحدث، وهدد الوسيطان بتأجيل المحادثات - التي استمرت بشكل غير مباشر في الآونة الأخيرة - إذا تواصل القتال.

وقبل بدء سريان الهدنة في السادسة صباحاً (0400 بتوقيت جرينتش) أبلغ سكان عن إطلاق صواريخ مضادة للطائرات في جنوب الخرطوم ومنطقة شرق النيل على الضفة الأخرى من النهر، والتي شهدت أيضا ضربات جوية.

وشهد الأسبوع المنصرم منذ انتهاء سريان آخر وقف لإطلاق النار في الثالث من يونيو/حزيران قتالاً كثيفاً، إذ دارت بعض الاشتباكات في محيط قواعد عسكرية مهمة وقالت قوات الدعم السريع إنها سيطرت على مجمع لتصنيع الأسلحة في جنوب الخرطوم.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت متأخر، مساء أمس الأول الجمعة، إنها تدعم منصة يطلق عليها مرصد نزاع السودان لنشر نتائج عمليات المراقبة عبر الأقمار الصناعية للقتال ووقف إطلاق النار.

ثماني هجمات «ممنهجة»

ووثق تقرير أولي للمرصد تدميراً «واسع النطاق وموجهاً» لمنشآت المياه والكهرباء والاتصالات.

كما وثق ثماني هجمات «ممنهجة» لإحراق الممتلكات عمداً دمرت قرى في دارفور وكذلك عدة هجمات على مدارس ومساجد وغيرها من المباني العامة في مدينة الجنينة والتي شهدت هجمات عنيفة شنتها جماعات محلية وسط انقطاع للاتصالات خلال الأسابيع الماضية.

ويستعين المرصد بخدمات «PlanetScape Ai» التي تقدم صوراً عبر الأقمار الصناعية ذات الدقة العالية، فضلاً عن أجهزة استشعار حرارية.

من جهة أخرى، لم تتوقف الاشتباكات في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور حتى الساعات الأولى من فجر أمس السبت وقبل دخول الهدنة حيز التنفيذ.

فمنذ أسابيع تشهد المدينة اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، لدرجة انتشار جثث في الشوارع لا تجد من يواريها الثرى.

كما أظهرت مقاطع فيديو سيطرة عناصر مسلحة على منزل سلطان قبيلة المساليت في المدينة، وسط مخاوف من تحول الصراع في المدينة إلى صراع قبلي.

وأكدت الهيئة النقابية لأطباء ولاية غرب دارفور أن المدينة تشهد وضعاً إنسانياً وأمنياً كارثياً بعد انهيار الخدمات وانقطاع الاتصالات، مشيرة إلى تعذر إمكانية تقدير الخسائر المادية والبشرية. ووصف الأطباء ما يجري في المدينة بالجحيم الحقيقي. وناشدوا العالم التحرك، مؤكدين أن الناس حرموا من الخروج من المدينة بينما تخلى العالم عنهم.

انسحاب نحو دارفور 

في السياق، أفادت مصادر أن عدداً كبيراً من عناصر مقاتلة تابعة لقوات الدعم السريع انسحبت من الخرطوم وتوجهت غرباً بطريق الأربعين شمال غرب أم درمان صوب إقليم دارفور.

وقالت المصادر ذاتها إن أغلب السيارات المنسحبة هي سيارات مدنية لا عسكرية.

الى ذلك، قال رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، أمس السبت، إن الحكومة «مع أي حل ينهي الحرب ويعيد الطمأنينة للشعب».

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الاتحاد الإفريقي، رئيس جزر القمر، غزالي عثماني، وفق بيان لمجلس السيادة الانتقالي.

وحسب البيان، قال البرهان إن «حكومة السودان مع أي حل ينهي حرب المليشيا المتمردة (يقصد قوات الدعم السريع) بمعاونة المرتزقة الأجانب (لم يحددهم) ويعيد الطمأنينة للشعب السوداني».

حل إفريقي

من جهته، أكد رئيس الاتحاد الإفريقي،على «ضرورة أن يكون الحل إفريقياً لإحلال السلام في السودان».

وذكر المجلس في بيانه، أن اللقاء تطرّق «للجهود المبذولة عبر منبر جدة لحل الأزمة في السودان رغم فشل جميع الهدن».

وأرجع فشل الهدن السابقة «لعدم وجود آليات فعالة وملزمة لمتابعة خروقات ميليشيا الدعم السريع المتمردة وعدم التزامها بإخلاء منازل المواطنين والمستشفيات ومراكز الخدمات والمرافق العامة والمقرات الحكومية».(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/n4m4am79

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"