عادي
عقد اجتماعه الخامس عشر

الحوار الاستراتيجي الإماراتي - الفرنسي.. دفع التقدم في الملفات ذات الأولوية

19:40 مساء
قراءة 4 دقائق

عُقد في العاصمة الفرنسية باريس، الاجتماع الخامس عشر للجنة الحوار الاستراتيجي الإماراتي - الفرنسي، برئاسة خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، وآن ماري ديسكوتيس الأمينة العامة للوزارة الفرنسية لأوروبا والشؤون الخارجية.

وجسّد الاجتماع متانة العلاقات الثنائية واستعداد البلدين لمواصلة تعزيز التعاون في جميع المجالات استناداً للتوجيهات التي حددها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله» والرئيس إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية في لقاءاتهما الأخيرة.

ضم الجانب الإماراتي أحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة، وزكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، وسارة عوض عيسى مسلم وزيرة دولة للتعليم المبكر، كما ضم الوفد سفراء البلدين وعدداً من رؤساء الدوائر والمديرين العامين للمؤسسات الرئيسية التي تمثل القطاعات الحيوية من البلدين.

ورحّب الطرفان بالنتائج التي أسفر عنها اجتماع القيادتين في باريس في 11 مايو الماضي، بعد أقل من عام على زيارة الدولة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» إلى فرنسا.

ويتطلع الجانبان إلى زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى الإمارات لحضور الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف «COP28»، كما أشارا إلى التعاون المستمر بينهما وإلى أهمية مواصلة تنفيذ الشراكات الاستثمارية الاستراتيجية الموقّعة بين البلدين في ديسمبر 2021.

ورحّب الطرفان بالتعاون المتنامي بين شركة الاتحاد للقطارات والشركات الفرنسية المماثلة، وأشادا بنجاح الاجتماع الافتتاحي لمجلس الأعمال الإماراتي-الفرنسي، الذي انعقد برئاسة مشتركة بين الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وباتريك بويانيه رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال للطاقات.

وفي قطاع الطاقة، يواصل الجانبان توسيع آفاق التعاون الثنائي على أساس مبادئ المساواة والمنفعة المتبادلة للقطاعين العام والخاص في البلدين، كما يناقش الجانبان شراكة لتمويل التحول في الطاقة، على أن يتم الإعلان عنها خلال مؤتمر الأطراف «COP28»، وجدد الجانب الفرنسي دعمه للإمارات في رئاستها مؤتمر الأطراف، معرباً عن أمله في نجاح المؤتمر.

وأكد الجانبان ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف اتفاق باريس، في تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، باتخاذ إجراءات مناخية طموحة وزيادة المساهمات الوطنية المحددة تماشياً مع هذا الهدف.

واتفق الطرفان على تسليط الضوء على دور الطاقة النووية السلمية بوصفها ركيزة أساسية لتوليد الكهرباء منخفضة الكربون، وشددا على ضرورة إصلاح المؤسسات المالية الدولية وحشد المزيد من الموارد للتحول المناخي في البلدان النامية وتحسينها ومناقشة مسألة عدم المساواة.

وهنأ الجانب الفرنسي دولة الإمارات العربية المتحدة على التقدم الذي حققته في برنامجها للطاقة النووية، ببدء العمليات التجارية لثلاث محطات من محطات براكة للطاقة النووية.

وأكد ممثلو الجانبين الإماراتي والفرنسي التزامهم الدائم بالمشاريع المشتركة، مثل متحف اللوفر أبوظبي، وناقش الطرفان البرامج الجديدة للتعاون المشترك في قطاع المتاحف والصناعات الثقافية والإبداعية، وتم تنفيذ مبادرات مهمة بالأخص في قطاع الموسيقى من خلال التعاون مع فيلهارموني باريس.

وأشاد الجانبان بالتعاون الجديد في المواقع الأثرية الإماراتية بدعم من متحف اللوفر في باريس، وتتم حالياً مناقشة مقترح تعاون ثقافي حول دعم مشروع تجديد جراند تريانون في قصر فرساي، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.

واحتفاءً بالعلاقات المتينة التي تجمع دولة الإمارات وفرنسا في قطاع التعليم العالي، وقّع الطرفان إعلاناً مشتركاً للقطاع خلال زيارة رئيس الدولة إلى فرنسا في يوليو من العام الماضي، ويتم النظر في إبرام اتفاق حكومي بين الطرفين، لتعزيز التعاون في هذا المجال.

وتناول الجانبان الشراكة بين معهد الباستور ومركز أبوظبي للصحة العامة، في مجالات الصحة العامة والابتكار والبحث العلمي ومكافحة الأمراض المعدية والناشئة.

وتمت مناقشة الخطوات التالية للشراكة، وتحديداً برنامج الأمراض المعدية في باريس، مع توفير فرص تعليمية وتدريبية تشمل برامج ما بعد الدراسات العليا في معهد الباستور باريس وتبادل المعرفة من خلال دورات إقليمية في أبوظبي.

وبحثا الرئيسان المشاركان إمكانية توسيع نطاق التعاون في مجالات أخرى، شملت العلوم والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، والمجال النووي، وحقوق الملكية الفكرية، ومكافحة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب، والأمن السيبراني، والتكنولوجيا المالية.

كما أبدى الطرفان اهتماماً مشتركاً بأهمية تعزيز التعاون في مهمات استكشاف الفضاء، والرحلات البشرية إلى الفضاء، واستخدام بيانات الفضاء لمواجهة تحديات التغير المناخي.

وناقش الجانبان أيضاً عدداً من القضايا الدولية والإقليمية، وأعربا عن التزامهما المستمر بدعم السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة، مؤكدين أهمية الحوار ومدّ الجسور لتحقيق الأمن والسلام الإقليمي من خلال منصات مختلفة من بينها مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة.

شارك في اجتماع الحوار الاستراتيجي من الجانب الإماراتي، كلٌّ من هند مانع العتيبة، سفيرة الدولة لدى الجمهورية الفرنسية، والسفير حمد الكعبي الممثل الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسعود الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وإبراهيم القاسم نائب المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، والدكتور راشد السويدي المدير التنفيذي لقطاع القوى العاملة الصحية في دائرة الصحة - أبوظبي.  

 (وام)

تعميق الشراكة من خلال التنسيق والتعاون 

أكد الطرفان حرصهما على تعميق الشراكة الإماراتية-الفرنسية، من خلال التنسيق والتعاون الوثيق بين البلدين في مجلس الأمن الدولي خلال فترة انتخاب دولة الإمارات العربية المتحدة عضواً في المجلس، وأعرب الجانب الفرنسي عن دعمه للرئاسة الإماراتية لمجلس الأمن في شهر يونيو الجاري، وترؤس الإمارات لجنة مكافحة الإرهاب في العام الحالي 2023.

وأكد الجانبان الالتزام بالعمل المشترك ودفع التقدم في الملفات ذات الأولوية المشتركة، مثل جدول أعمال «التغير المناخي» و«السلام والأمن» وأجندة «المرأة والسلام والأمن».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrwskzb3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"