عادي
ركابها تمزقوا لأشلاء.. ولعنة تيتانيك لن تنتهي

كيف انفجرت الغواصة «تيتان».. وبماذا شعر ضحاياها؟

15:31 مساء
قراءة 4 دقائق

الخليج - متابعات
بعد إعلان خفر السواحل الأمريكي، الخميس، العثور على حطام الغواصة «تيتان»، التي كانت تقل 5 أشخاص في رحلة إلى السفينة تيتانيك التي غرقت قبل قرن وعقد من الزمان، وأن دمارها سببه «انفجار داخلي كارثي» تم التأكد من وفاة جميع من كانوا على متنها، لتنتهي بذلك عملية بحث متعددة الجنسيات استمرت 5 أيام. كما تم التأكد من أن لعنة «تايتانيك» لم تنتهِ بسهولة بعد قرن وعقد من الزمان. وقال طبيب أمريكي شهير إن الضحايا تمزقوا لأشلاء. وقد كشف المخرج العالمي الشهير جيمس كاميرون، الذي غطس لحطام تيتانيك 33 مرة أن عدداً من كبار المؤثرين في مجتمع هندسة الأعماق كتبوا رسائل إلى الشركة المشغلّة للغواصة بشأن مخاوف تتعلق بالسلامة.

  • كيف انفجرت؟

ذكر مسؤولون، شاركوا في البحث عن الغواصة المنكوبة، أن نظام الكشف الصوتي العسكري السري المصمم لرصد الغواصات المعادية، رصد لأول مرة ما تشتبه البحرية الأمريكية في أنه انفجار داخل الغواصة تيتان بعد ساعات فقط من بدء رحلتها.
وقال المسؤولون: إنه في حين أن البحرية لم تستطع القول بشكل قاطع إن الصوت جاء من «تيتان»، فقد لعب الاكتشاف دوراً في تضييق نطاق البحث عن السفينة قبل اكتشاف حطامها، الخميس، وفق ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال».
وذكر مسؤول كبير بالبحرية الأمريكية أنه تم تحليل البيانات الصوتية، واكتشفت حالة شاذة تتوافق مع انفجار داخلي أو انفجار في المنطقة المجاورة العامة؛ حيث كانت «تيتان» تعمل عندما فقدت الاتصالات، مؤكداً أنه تمت مشاركة هذه المعلومات على الفور مع خفر السواحل، للمساعدة في مهمة البحث، على الرغم من أنها لم تكن مؤكدة بشكل قاطع.
وأعلن مسؤولون في خفر السواحل، العثور على خمسة أجزاء كبيرة من حطام تيتان، التي يبلغ طولها 6.7 متر، بينها مخروط الذيل وقسمان من بدن الغواصة، لكن لم يرد ذكر ما إذا كانت هناك رفات بشرية قد شوهدت في الموقع.

  • تمزقوا لأشلاء

من جهة أخرى، كشف المدير السابق للطب تحت سطح البحر والصحة الإشعاعية للبحرية الأمريكية الدكتور ديل مولي، عن أن الوفيات التي تعرض لها الضحايا الـ5 للغواصة «تيتان» كانت سريعة وغير مؤلمة، موضحاً أن القوى غير العادية التي يمارسها المحيط في العمق تسرّع الوفاة. مشيراً إلى أن الأمر قد يكون مفاجئاً؛ إذ إن الضحايا لا يعرفون أصلاً بوجود مشكلة، أو ما سيحدث لهم.
وتابع: لقد تمزقوا أشلاء، فهيكل الضغط هو الغرفة التي يقيم فيها الركاب، ويبدو الأمر كما لو أنهم وصلوا إلى القاع عندما انفجر وعاء الضغط والذي ينفجر عادة ولدفعة واحدة، بحسب صحيفة «ديلي ميل».
وأشار إلى أن الانفجار الداخلي يحدث عندما تكون موجة الضغط إلى الداخل، بينما يحدث الانفجار عندما تخرج موجة الضغط أو موجة الصدمة من أي مصدر كان وكأنه نفخ البالون كثيراً، فسينفجر في النهاية عند وجود ضغط شديد.. يبدو وكأن هناك دقيقة واحدة، يتم فيها إيقاف تشغيل مفتاح الحياة، فيكون الإنسان حيّاً لثانية وميتاً في أخرى.

  • غطس لحطام تيتانيك 33 مرة

من جانبه، كشف المخرج العالمي الشهير جيمس كاميرون، الذي غطس لحطام تيتانيك 33 مرة في حديث لشبكة «آيه بي سي» الإخبارية، أن عدداً من كبار المؤثرين في مجتمع هندسة الأعماق كتبوا رسائل إلى الشركة المشغلّة للغواصة بشأن مخاوف تتعلق بالسلامة».
وقال كاميرون: «أدهشني التشابه مع كارثة تيتانيك؛ حيث تم تحذير القبطان مراراً وتكراراً بشأن الجليد أمام سفينته، ومع ذلك سار إلى الأمام بأقصى سرعة في حقل جليدي في ليلة غير مقمرة».
وأشار إلى أن حادثة الغواصة «تيتان»، التي تم الإعلان عن وفاة طاقمها، بقوله: إنه «لم يتم الالتفات إلى التحذيرات، تتكرر الكارثة في نفس الموقع بالضبط».
وفي وقت سابق أيضاً، تحدث ممثل مكسيكي عن تجربته في الغواصة المنكوبة «تيتان» وكشف ألان أسترادا تفاصيل مرعبة، أبرزها استنزاف طاقة المركبة بسرعة كبيرة وعلى نحو مفاجئ إلى ما يقارب 40 في المئة.
كما أثيرت أسئلة حول سلامة الغواصة «تيتان» في عام 2018 خلال ندوة لخبراء صناعة الغواصات وفي دعوى قضائية رفعها رئيس العمليات البحرية السابق في أوشن غيت وتمت تسويتها في وقت لاحق من ذلك العام.

  • غواصة غير مؤهلة

واعتبرت الأوساط الإعلامية والهندسية رحلة «تيتان» نحو حتفها مغامرة كبيرة لغواصة غير مؤهلة لم يراع القائمون عليها شروط الغوص والسلامة التي خاضتها قبلهم عشرات الفرق، ومغامرون زاروا السفينة وصوروها ومن بينهم جيمس كاميرون.
وحسب خبراء الأعماق، لا يعد الوصول إلى النقاط البعيدة في المحيطات مشكلة، إذا تمت مراعاة قوانين السلامة واشتراطاتها، كما فعل مغامرون آخرون مثل جيمس كاميرون، الذي وصل إلى أبعد نقطة في الأرض، وهي «خندق مارينا» غرب المحيط الهادي.
يذكر أن تيتان، التي تشغلها شركة أوشن جيت إكسبيديشنز ومقرها الولايات المتحدة، كانت انطلقت في رحلة مدتها ساعتان صباح الأحد، لكنها فقدت الاتصال مع سفينة الدعم بعد مضي نحو ساعة و45 دقيقة.
وكانت تحمل على متنها كلاً من الملياردير البريطاني هيميش هاردينغ (58 عاماً) ورجل الأعمال من أصل باكستاني شاه زاده داود (48 عاماً) وابنه سليمان (19 عاماً)، وهما مواطنان بريطانيان، إضافة إلى المستكشف الفرنسي بول هنري نارجوليت (77 عاماً) والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «أوشن جيت إكسبيديشنز» راش ستوكتن، في رحلة كلفت كل واحد منهم 250 ألف دولار.
ويرقد حطام تايتانيك، التي ارتطمت بجبل جليدي وغرقت في أول رحلة لها عام 1912 متسببة في غرق أكثر من 1500، على بعد 1450 كيلومتراً تقريباً شرقي مدينة كيب كود بولاية ماساتشوستس الأمريكية و640 كيلومتراً جنوبي مدينة سانت جونز في مقاطعة نيوفاونلاند بكندا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdz7yun5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"