مارلين سلوم
الضحك والبكاء تحت سقف عمل واحد، هذه التوليفة لا يجيد المحافظة عليها كل من كتب عملاً كوميدياً؛ لذلك نجد المسلسلات والأفلام المصنفة كوميدية كثيرة، لكن الممتع منها قليل، والمستوفي للتوازن بين إضحاك الجمهور وتقديم قصة تحتوي على لمسة إنسانية وعمق درامي، قليل أيضاً. بعد نجاح مسلسلها «كامل العدد»، قدمت الكاتبة رنا أبو الريش مسلسل «سيب وأنا أسيب» الذي تعرضه منصة «شاهد»، إخراج وائل إحسان، وبطولة مجموعة ناجحة من النجوم: أحمد صلاح السعدني وهنا الزاهد وعارفة عبد الرسول ومحمود البزاوي ومحمد جمعة وغيرهم، وضيف الشرف اللبناني كارلوس عازار.. كوميديا خفيفة وسريعة، وتستوفي شروط المتعة والتوازن الذي تحدثنا عنه؛ تكتفي بعشر حلقات، ونكتفي معها بجرعة من الضحك المصحوب بمواقف إنسانية تلمس المشاعر، وزاد من نجاحها ووصولها إلى قلوب الجمهور، أداء الممثلين فيها خصوصاً أحمد صلاح السعدني الذي يستحق أن تُقدم له الفرص، ليواصل الحضور على الشاشة؛ لأنه يملك الكثير من الموهبة والقدرة على الإبداع في الكوميديا والتراجيديا وكل الألوان.. هنا الزاهد محبوبة، وتشكل ثنائياً ناجحاً مع أحمد السعدني، مؤدية دور نبيلة الجندي التي تهرب من عريسها في ليلة الزفاف، لتحقق حلمها في لبنان؛ حيث تفوز بالجائزة الأولى في مسابقة لتصميم الأزياء، فتصبح بيلا الجوندي صاحبة ملايين المعجبين والمتابعين على تيك توك؛ ومحمد جمعة يقدم أداء مختلفاً تماماً عمّا قدمه سابقاً مؤدياً بتميز دور المحامي عوض الضعيف الشخصية وطيب القلب.
المخرج وائل إحسان يبرز جمال الإسكندرية في التصوير الخارجي، ورنا أبو الريش تبرز أهمية تحقيق الذات والنجاح، وأهمية الصداقة والأسرة في حياة كل إنسان، إنما يؤخذ عليها استخدام الكثير من الشتائم في المسلسل، حتى ولو كان هدفها تقديم كوميديا قريبة جداً من الواقع، تحكي بلسان أهل هذا الزمن، لكن كثرة الشتائم التي يتلفظ بها هيما (إبراهيم) وبيلا، غير منطقية، خصوصاً أنهما متعلمان ومتخرجان في الجامعة، وإبراهيم مهندس وصاحب ورشة تصليح سيارات، ربما أرادت الكاتبة التلميح إلى أن الإنسان يتصرف وينطق وفق ما تربى عليه، وأنه يعود إلى أصوله فور عودته إلى بيئته، على الرغم من كل المراحل التي يمر بها من تطور وتغيّر؛ لكن ذلك لا يبرر اللجوء إلى كثرة الشتائم، كما أن الدور الذي يؤديه الفنان الشاب أحمد سلطان لا لزوم له؛ بل هو حشو بمواقف كوميدية ساذجة ومبالغ فيها، ويكتمل العمل بدونها.