عادي
التخطيط المُسبق يساعد على تجاوز البدايات

العودة إلى المدارس.. طوارئ موسمية في البيوت

01:44 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

يتسم موسم الصيف بالعادات غير المنتظمة، والسهر، وقضاء معظم الوقت في اللعب والمرح، وممارسة الأنشطة؛ لذلك يرتبط موسم عودة العام الدراسي بحالة من الارتباك داخل الأسرة، خاصة بعد انتهاء الإجازة الصيفية الطويلة؛ حيث تبدأ مراحل التخطيط لشراء الحقائب والأدوات المدرسية والملابس والأحذية، وعلى جانب آخر، يزداد قلق أولياء الأمور على صحة أطفالهم؛ حيث إن الاختلاط المباشر يمكن أن يتسبب في الإصابة بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية.

الصورة
1

«الخليج» رصدت مجموعة من آراء أولياء الأمور والخبراء والاختصاصيين حول خطوات التحضير للعودة إلى المدارس.

تقول نهال حسني، (أم لطفل): «تغيير ساعات النوم من المشكلات المزعجة؛ إذ ينتقل طفلي هذا العام من دار الرعاية التمهيدية إلى المدرسة، وبالتأكيد هناك اختلاف كبير بين المرحلتين؛ حيث تعتمد مرحلة رياض الأطفال على أسلوب التعلم عن طريق اللعب، بعكس التعليم والتأهيل للمرحلة الابتدائية؛ لذلك عملت جاهدة في فصل الصيف على أن أجلس مع طفلي، وأتحدث معه عن المجتمع المدرسي، وتدريبه على القراءة والكتابة، وتخصيص وقت بشكل يومي لإدخاله في مناخ المدرسة، ويُعد تغيير ساعات النوم، من أكثر المشكلات التي يعانيها الطفل عن دخول المدرسة؛ لذلك يجب أن تبدأ الأم بإعادة تنظيم النوم قبل أسبوعين من دخول موعد المدرسة، خاصة أن النوم في وقت مبكر ومنتظم له أثر كبير في تعزيز التركيز والتحصيل العلمي».

الحوار الأسري

تؤكد إسعاف دياب (أم لطفلين)، أن التشجيع على الالتحاق بالأنشطة، يعزز المهارات، وتذكر أن الاستعداد للعودة إلى المدرسة، يتطلب تجهيز الملابس والكتب المدرسية، لكن لا بد أيضاً من التحضير النفسي للأبناء، عن طريق الحوار بشكل إيجابي، لتجديد حماسهم للمدرسة، والتحدث معهم عن زملائهم المقربين، وتذكيرهم بالأنشطة الممتعة والرحلات المدرسية، كما يفيد هذا الحوار في اكتشاف وجود أي مشكلة قد يعانيها الطفل في العام الدراسي السابق، وأهمها التنمر الذي يتنشر في هذه المراحل العمرية.

وتضيف: يكشف الحوار مع الطفل قبل بدء العام الدراسي أيضاً عن اهتماماته وميوله وهواياته، والتنسيق مع المدرسة، للاشتراك في الأنشطة المناسبة، وتنمية مواهبه ومهاراته.

قائمة الأهداف

تشير رانيا إسكندر، مُعلمة رياضيات، وأم لثلاثة أبناء إلى التجربة المدرسية، بأنها يجب أن تخلو من الإجهاد والتوتر، وأن هناك العديد من الترتيبات التي يجب القيام بها مع بداية العام الدراسي الجديد، ومنها: مشاركة الطفل في كتابة قائمة من الأهداف، للتخطيط الجيد للسنة الدراسية، وتحفيزه وتشجيعه على تحقيقها، مع الحرص على التنظيم المسبق للمستلزمات المدرسية، وفرز ما تبقى من أدوات العام الماضي وشراء ما ينقص من دفاتر وأقلام، ومساعدته في تجليد الكتب وترتيبها في الحقيبة المدرسية.

وتضيف: يمكن أن يعاني بعض الأطفال صعوبة في التركيز، بسبب تبديل فترات النوم، والعودة إلى النظام الدراسي؛ لذلك يجب على الوالدين التحلي بالهدوء أثناء المذاكرة؛ حيث إن التجربة المدرسية للطفل يجب أن تكون خالية من الإجهاد والتوتر، وعلى العكس يجب أن تكون مفيدة وإيجابية، حتى يستطيع أن يتخطى هذه الفترة، وينتظم في المذاكرة والتحصيل العلمي الجيد، كما يفيد مد جسور التواصل مع المدرسين مبكراً، لمتابعة مستوى الطفل، ومدى تطوره.

ركن المذاكرة

1
بشرى الشبلاق

تؤكد بشرى الشبلاق، أم لثلاثة أطفال، وجوب إبعاد الأجهزة الإلكترونية وقت المذاكرة، وأن استقبال العام الدراسي الجديد، يأتي مع توديع العطلة الصيفية، وانتهاء أوقات اللعب والأنشطة والنوم والاستيقاظ بحرية؛ حيث إن اليوم الدراسي يحتاج إلى التنظيم والترتيب، وأهمها الحصول على ساعات النوم الجيد، لكي يستطيع الطفل التركيز والتحصيل الدراسي.

وتضيف: يجب على الوالدين توفير ركن ثابت للطفل، من دون وجود ما يشغله عن الدراسة، على أن تبقى الأجهزة الإلكترونية الترفيهية والتلفزيون مغلقة أثناء القيام بالواجبات المدرسية، كما يجب الانتباه إلى أن ترتيبات العام الدراسي مع طلاب المرحلة المتوسطة تختلف عن الصغار في المرحلة الابتدائية؛ حيث تتميز هذه الفترة من العمر بتكوين الشخصية، والاعتماد على النفس، ويكون الطالب هو المسؤول فيما يخص النوم والاستيقاظ والمذاكرة وإتمام الواجبات ومتابعة الدروس واختيار أصناف الوجبة المدرسية، وكذلك تحديد الأنشطة المناسبة بحسب ميوله ومهاراته.

وقاية وتحصين

1
د.نور هشام

تشدد د.نور هشام، طبيبة الصحة العامة، على أن اللقاحات أهم طرق التحصين من الأمراض، وضرورة الالتزام بإعطاء الطفل التطعيمات الموصوفة بحسب المرحلة العمرية مثل: الإنفلونزا، والجدري، والتهاب الكبد الوبائي، والميكروب السحائي «التهاب أغشية المخ»، لأنها تُعد أفضل الوسائل الطبية، لتحفيز الجهاز المناعي، والوقاية من الأمراض المعدية التي تنتشر على الأكثر في فترة المدرسة.

وتتابع: وضعت دولة الإمارات جدولاً ملزماً لتطعيمات (لقاحات) الأطفال وفقاً للبرنامج الوطني لتحصين الأطفال من الأمراض، يبدأ من الولادة وحتى بلوغ الصف الحادي عشر، مرض السل، التهاب الكبد الوبائي، الدفتريا، السعال الديكي والكزاز، شلل الأطفال، الحصبة، النكاف، الحصبة الألمانية، هيموفيليس إنفلونزا، إنفلونزا المكورات الرئوية، فيروس الورم الحليمي البشري.

وتلفت إلى الحرص على إجراء الفحص الروتيني، ومناقشة أي مشاكل صحية يعانيها الطفل خلال 6 أشهر على الأقل قبل بدء الموسم الدراسي، عن طريق زيارة الطبيب المختص، للتأكد من عدم وجود مشكلات مرضية، مثل: الحساسية من أنواع الطعام، أو الأنف، أو الجلد، أو الإمساك والتهابات البول، أو القلق والتوتر من مواقف تعرض لها أو يمكن أن يتعرض لها أو أن يواجهها في المدرسة، مع ضرورة تحديث ملف الطفل الطبي لدى المدرسة، خاصة في الحالات المزمنة كالربو وتحديد أنواع الأدوية، وفحص النظر لدى طبيب العيون الذي يبدأ من عمر 3 إلى 6 سنوات.

الوجبة المدرسية أساس بناء الجسم

1
خديجة كاباسي

تنصح خديجة كاباسي، اختصاصية تغذية إكلينيكية، بتوفير وجبة إفطار مدرسية مغذية للطفل، تتنوع بين الكربوهيدرات المعقدة من الحبوب الكاملة كالخبز أو دقيق الشوفان، لأنها توفر الألياف والفيتامينات والمعادن للطاقة والهضم، وتجنب الحبوب المكررة والسكرية، ويساعد البروتين في بناء الأنسجة وإصلاحها ويدعم الشعور بالامتلاء، وتشمل مصادره البيض والزبادي اليوناني وزبدة المكسرات واللحوم الخالية من الدهون، وتفيد الفواكه والخضراوات الطازجة أو المجمدة في الحصول على الفيتامينات والمعادن والألياف الأساسية، وتدعم الدهون الصحية مثل الأفوكادو أو المكسرات أو البذور أو زيت الزيتون، نمو الدماغ والصحة العامة.

وتشدد على ضرورة التقليل من السكريات المضافة، ويمكن تناول حوالي 25 جراماً (6 ملاعق صغيرة) يومياً، وتوزيعها على مدار اليوم وليس فقط في الصباح، حيث إن زيادة تنوع الحلويات في النظام الغذائي يمكن أن يضر بصحة الأسنان، ويزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، كما ينشأ سوء التغذية والعادات غير الصحية ومشكلات السلوك والقلب والأوعية الدموية، وتشمل العواقب طويلة المدى الأمراض المزمنة.

الحقيبة المصنوعة من الألياف أفضل

يفيد خبراء الصحة بأن الآلام الناجمة عن حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة يمكن أن تؤثر سلباً في التركيز الفكري والقدرة الاستيعابية وحفظ المعلومات، ما يؤدي إلى ضعف القدرة على تحصيل الدرجات، ويشيرون إلى أن تطور الأجهزة الإلكترونية واستعمال اللوائح ذات الذاكرة الفائقة وسرعة إظهار البيانات، تلعب دوراً محورياً في الاستغناء عن حمل الكتب المدرسية. وتنصح الدراسات بالابتعاد عن شراء الحقــــائب المدرسيــــة الجلــــدية الثقيـــلة، واستبدالها بالأنواع المصنوعة من الألياف، بحيث لا يتعدى وزنها 10% من وزن الطفل، ويمكن تفادي آلام الظهر بعمل تدريبات رياضية 5 دقائق صباحاً، لتقوية العضلات والعظام والعمود الفقري.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2hkkjx2b

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"