تصدرت أزمة الطبيب ياسر قيس، المشهد العراقي خلال الآونة الأخيرة، بعدما أُجبر على دفع فصل عشائري قدره 80 مليون دينار عراقي، بعد وفاة مريض مصاب بالسرطان بين يديه، فضلاً عن اضطراره لإغلاق عيادته بعد تلقيه تهديدات بالقتل.
وياسر قيس جرّاح قلب وأوعية دموية، له عيادة في محافظة ميسان العراقية، كان لديه مريض يراجعه منذ 8 أشهر، وفي آخر مرة جاء إليه وهو بحالة صحية حرجة، واتضح بأنه مصاب بالسرطان فأخذ الطبيب عيّنة من مركز الورم لفحصها في المختبر، بعد توقيع ذويه على هذا العمل داخل العيادة، إلا أن المريض توفي عقب تدهور حالته الصحية.
وأثار خبر إغلاق الطبيب لعيادته ودفع تعويضات مالية لعائلة المتوفى جدلاً بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث وضع ياسر قيس لافتة على باب عيادته، كتب عليها «تم إغلاق العيادة إلى إشعار آخر بسبب التهديدات العشائرية وخذلان المسؤولين».
وقال الجراح في مركز ميسان للقلب، الدكتور قصي البهادلي، إنه «بعد وفاة المريض طلبوا أن يُنقل المتوفى إلى الطبابة العدلية لمعرفة سبب الوفاة، إذا كان هناك تقصير من الطبيب ليأخذ القانون مجراه، لكن أهل المتوفى رفضوا ذلك وكتبوا تعهداً بعدم التعرض له قانونياً أو عشائرياً».
وتابع: «فوجئنا بعد ذلك بتهديد الدكتور ياسر بالقتل»، لافتاً إلى أنه «بعد الاتصال بالجهات الأمنية ومدير عام صحة ميسان، لم يحرك أحد منهم ساكناً، بالعكس قالوا للطبيب حلها عشائرياً، وبعد جهود حثيثة بُذلت من الخيرين لأجل حل المشكلة تم دفع مبلغ 80 مليون دينار كفصل عشائري لعائلة المتوفى».
من جانبها، تدخلت الحكومة العراقية وقامت بفتح تحقيق بشأن هذه الحادثة، وحاولت إقناع الطبيب بالتراجع عن قراره.
وأكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول، أن القوات الأمنية مستمرة بحماية الأطباء والملاكات العامة والخاصة، ولن تسمح بأي اعتداء.
وأضاف: «في الوقت الذي يؤكد فيه القائد العام للقوات المسلحة أهمية حماية الكفاءات العلمية والطبية، وبعد قيام مجموعة في محافظة ميسان بالاعتداء على أحد الأطباء وغلق عيادته، تمكنت قوة من لواء المشاة 97 من إلقاء القبض على أربعة متهمين من الذين قاموا بتهديد الطبيب وأخذ ما يسمى (فصل عشائري)، منه بسبب وفاة والدهم».
وأكمل: «كما زار قائد شرطة المحافظة منزل الطبيب، وأكد أن القوات الأمنية مستمرة بحماية الأطباء والممتلكات العامة والخاصة، ولن تسمح بأي اعتداء، كما أكد العمل على إعادة فتح عيادة الطبيب لممارسة عمله الطبي».