دبي: «الخليج»
شددت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، قطاع الشؤون الإسلامية، إدارة الإفتاء، على أن تناقل أخبار الناس والانشغال بها، وتضخيم مشكلاتهم بالقِيل والقال، والكذب والتحريف والمبالغة، أمور منافية لمبادئ وقيم ديننا السمحة.
جاء ذلك بعد أن انتشر في الآونة الأخيرة الكثير من صور انتهاك خصوصيات الغير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تتبّع بعض وسائل الإعلام لأخبار الغير، ونشر الشائعات والأكاذيب حولهم، بل لم يسلم بسطاء الناس من هذا الأمر أيضاً، فساحات المحاكم تشهد العديد من قضايا الاعتداء على الخصوصية في الآونة الأخيرة.
وأكدت إدارة الإفتاء بالدائرة أن مبادئ ديننا الإسلامي قد حثت على ضرورة الالتزام بآداب وأخلاقيات الإسلام التي تنظّم العلاقة بين الناس، حيث وضعت شريعتنا الغَرّاء، سياجاً منيعاً من القيم والتعاليم والأحكام الصارمة، مراعية خلالها حرمات وخصوصية الآخرين.
كما بيّنت أن منظومة الإسلام الحضارية لحماية خصوصيات الناس تبدأ بأدب رفيع هو أدب الاستئذان واحترام حرمات البيوت وخصوصية المقيمين فيها، وهناك مواضع كثيرة في القرآن الكريم تحث على هذا المبدأ العظيم، فقد جاء في قوله تعالى في سورة النور: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون (27) فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم) (28).
كما بينت إدارة الإفتاء خطورة بث الفتاوى العشوائية، عبر قنوات التواصل الاجتماعي، وضرورة الرجوع إلى القنوات الرسمية بالدولة للحصول على الفتاوى الرسمية، وما لهذا الإجراء من الآثار السلبية في هدم الأسر ونشر أصول شرعية لا تمت لدين الإسلام السمح.
أوضح طارق العمادي رئيس قسم الإفتاء بالدائرة، مدى الأذية والضرر الذي يتسبب فيه من يتدخل في أمور الآخرين، والأولى بالعاقل أن يربأ بنفسه عن مثل هذا المنزلق الخطير، وقد جاء في الحديث المتفق عليه: «تكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ؛ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِك».
فقد وجد ضعاف النفوس بغيتهم مع انتشار وسائل التواصل؛ وبدلاً من استثمار هذه النعمة في الخير، جعلوها أداة للشر؛ وقد صدق فيه المثل المشهور: «من راقب الناس مات هماً»، فواجب العاقل أن يكون ناظراً في أحوال نفسه، وألا يتدخل فيما لا يعنيه، وليعلم أن من انشغل بما لا يعنيه فقد ضيع دنياه وآخرته، ولهذا قال النبي ﷺ «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»[رواه الترمذي].