(إندبندنت)
عززت الجهات البحثية في السعودية، مراقبتها لبيئة البحر الأحمر الممتد على سواحل البلاد من الجنوب والغرب والشمال، ورصدت في أحدث اكتشافاتها، ظاهرة نادرة للثقوب وسط البحر الذي يفصل بين قارتي إفريقيا وآسيا.
وأعلن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية اكتشاف أكثر من 20 ثقباً أزرق على طول السواحل السعودية الجنوبية للبحر الأحمر، في رحلة امتدت على مدى 19 أسبوعاً من منطقة عفيفي جنوباً حتى خليج العقبة شمالاً.
ويتراوح عرض الثقوب في المواقع المكتشفة ما بين كيلومتر إلى كيلومترين، بعمق يبلغ أقله 50 متراً، وأقصاه 600 متر.
وتعرف الثقوب الزرقاء بأنها عبارة عن نظام بيئي وتكوين جيولوجي فريد وثري بتنوعه الأحيائي جعلها ملاذاً لطيفاً واسعاً للكائنات البحرية كالسلاحف البحرية، والأسماك، والثدييات البحرية، واللافقاريات.
وتعد الثقوب الزرقاء وجهة لآلاف السياح والمكتشفين، إذ يعد الغوص في هذا النوع من الثقوب من الأنشطة السياحية الرئيسية المفضلة لدى محترفي الغوص، مما جعل النشاط يشكل أحد روافد الاقتصاد المهمة في بعض الدول.
وكان وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس إدارة «الحياة الفطرية» عبدالرحمن الفضلي، نوّه باكتشافات رحلة البحر المتمثلة بالثقوب الزرقاء، وأطلق برنامجاً لدراستها والمحافظة عليها باعتبارها نظاماً بيئياً جديداً في المملكة، وذلك في ورشة عمل عقدتها «الحياة الفطرية» أخيراً في السعودية بعنوان «الثقوب الزرقاء في السعودية»، بمشاركة عدد من الجهات العلمية المتخصصة والخبراء المحليين والدوليين.
وكان المركز قد أطلق العام الماضي خطة لاستكشاف البحر الأحمر، لإجراء أول مسح شامل لبيئات المياه السعودية هناك، لجمع بيانات وإجراء دراسات عن بيئات البحر الأحمر وتنوعها الأحيائي وخصائصها البيئية.
واعتبر الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، محمد علي قربان أن «الثقوب تمثل إحدى عجائب البحر التي احتفظت بغموضها وخبأت أسرارها لتكشف لنا في هذه الرحلة ثراءً أحيائياً وتكوينات جيولوجية فريدة».
وأوضح أنه في عام 2022، تم اكتشاف أكثر من 20 ثقباً أزرق على طول السواحل السعودية الجنوبية للبحر الأحمر، وأضاف «نعمل مع زملائنا في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» على دراسات وأبحاث تتناول التنوع البيولوجي والمخاطر والتهديدات على هذه البيئات المهمة في المياه السعودية للبحر الأحمر التي تحتاج إلى الحماية وتتطلب أنشطة بحثية».