نخاف من الذكاء الاصطناعي ونحبه أيضاً، يخدعنا ونصدقه، يبهرنا في كل حالاته، وحين ينقلنا من عالم إلى عالم آخر دون أن نتحرك من مكاننا، ويمزج الماضي بالحاضر، ويعيد أم كلثوم إلى الحياة لتغني إحدى أغنيات عمرو دياب بصوتها، ويجعل من دبي وردية اللون كأنها خارجة من أساطير الخيال، فتصير المدينة الأجمل من مدينة باربي، عندها لا يمكنك إلا أن تنحني للذكاء الذي استخدم العلم ليطوّر كل الأدوات ويستغل التقنيات ليحقق نقلة مهمة في العالم.
ما فعله الفنان الرقمي الهندي جيو مولور، استطاع أن يلفت الأنظار، حيث اختار اللؤلؤة دبي ليحوّلها بمساعدة الذكاء الاصطناعي إلى «عالم باربي» تزامناً مع عرض الفيلم وكل التفاعلات التي حققها حول العالم؛ دبي في الواقع بكل الحركة العمرانية والمباني الخيالية المبهرة أجمل من عالم باربي الذي صممته شركة ماتيل المالكة والمبتكرة لباربي وكل عالمها وأكسسواراتها، لذلك جاءت الصور التي نشرها مولور شديدة الإبهار، كل تفاصيل وأبرز معالم دبي تلوّنت باللون الوردي- لون باربي وعالمها- ما منحها طابعاً أسطورياً وكأنها رسومات من خيال مؤلفي قصص الطفولة.
يليق بدبي كل ما هو جميل وكل ما يبرز جمالها الذي يبهر العالم، برج خليفة، متحف المستقبل، برواز دبي، برج العرب، فندق أتلانتس النخلة، كل الأبراج ومحطات المترو لبست اللون الوردي فصارت «دبي الوردية» حكاية بتوقيع التكنولوجيا، الفوتوشوب والذكاء الاصطناعي، وبلا شك بنظرة ولمسة فنية من صاحب الفكرة جيو مولور.
هذه الصور والمشاهد تقودنا إلى الحديث عن الاستخدام الإيجابي للذكاء الاصطناعي الذي بلا شك ينعكس بشكل إيجابي على الناس، ويشجع الشباب على حسن استخدامه، ونتحدث في نفس الوقت عن الاستخدام السلبي أو بالأحرى استغلال الذكاء الاصطناعي لأغراض خطيرة مثل تزوير الحقائق وتركيب أصوات ووجوه على مقاطع فيديو غير حقيقية تؤدي إلى كوارث ومصائب، وهو ما ينتشر فعلياً على السوشيال ميديا من باب الطرفة والنكتة، لكن المخفي أعظم، حيث يمكن أن ينسبوا كلاماً خطيراً لشخصيات معروفة ومسؤولة وتنتشر بأصواتهم بينما هي في الواقع مفبركة ووليدة الذكاء الاصطناعي.
هذا الكلام سبق أن حذر منه متخصصون في التكنولوجيا، وتحدث عنه المخرج العالمي جيمس كاميرون لشبكة «سي إن إن»، ليؤكد مخاوفه من سوء استغلال الذكاء الاصطناعي باعتباره من أهم وأبرز من استخدمه في صناعة فيلم «أفاتار» وحقق إبهاراً عالياً وخلق عالماً موازياً تحسبه حقيقياً لا افتراضياً لشدة الإتقان فيه.
[email protected]
https://tinyurl.com/4m7ne5km