مارلين سلوم
الموضوع ليس مجرد التقاء بين الموهبة والشطارة في ترجمتها بالتمثيل، الموضوع، بل السّر كله في التقاء الموهبة مع حب العطاء والسخاء في تحويل الشخصية المكتوبة على الورق إلى إنسان، من لحم ودم ومشاعر، وكيفية التحلّي بأخلاق تنعكس طيبة على وجهك فيحبك الناس والزملاء، وتنال كل التكريم من كمّ الإعجاب الذي تكتشفه لدى جمهور اجتمع على حبك والإشادة بك وبعملك وموهبتك.
تلك الصفات والمواصفات لا تتوفر بالضرورة في كل نجم ناجح، فهناك من هو محدود الموهبة عالي الطيبة والأخلاق النبيلة، وهناك من هو عالي الموهبة شبه معدوم الأخلاق؛ أما ماجد الكدواني، فهو إنسان معجون بالأخلاق والموهبة والرقي واحترام الذات والآخرين والمهنة والجمهور، لذلك تشعر دائماً بأنه محبوب، وأنه لا يلهث خلف أي دور في أي عمل، بل يحسن الاختيار، ويزداد تقدير الجمهور له.
الحديث عن ماجد الكدواني ليس بمناسبة فوزه بجائزة أفضل ممثل في مهرجان الدراما الذي أقيم مؤخراً في العلمين، بل بمناسبة ظهوره بتلقائيته وبساطته في لقائه التلفزيوني مع إسعاد يونس «صاحبة السعادة»، والمفاجأة التي أعدتها له بظهور ابنته ساندرا وهي تغني له «بنت أبويا»؛ ربما تفاجأ الكدواني بتعليقات الجمهور وتفاعله بهذا الشكل على السوشيال ميديا ليصبح هو وابنته ترند، لكن هذه الحالة متوقعة لأن الكدواني إنسان محبوب، ملامح الطيبة ملازمة لوجهه مهما غيّر وبدّل من شخصيات، ولأن رد فعله وبكائه وحنانه الأبوي أكد أن ما نراه فيه ونستشفه من شخصيته حقيقي.
ساندرا ابنة ماجد غنت لوالدها «بنت أبويا» وهي الأغنية التي اشتهرت من مسلسل «موضوع عائلي» بطولة الكدواني، واللافت أن الأغنية نفسها تحمل مشاعر الفخر والعرفان والتقدير من الابنة لأبيها وقد غنتها بالأساس للمسلسل وبكثير من الإحساس هنا يسري ابنة الفنان الراحل إبراهيم يسري! من كلمات منة عدلي القيعي وألحان إيهاب عبد الواحد.
ليس بالضرورة أن يرث الأبناء مواهب آبائهم، ولا أن يسلكوا طريقهم نفسه في الفن والمهنة، رغم إثبات البعض منهم أنهم يتفوقون على آبائهم، إنما المهم أن يرثوا احترام الجمهور واحترام سيرة أهلهم ومسيرتهم، والتحلي بالأخلاق كي يكونوا أجمل صورة عنهم.. الوفاء والتقدير والعرفان، هو العنوان العريض لحلقة ماجد الكدواني، واللقاء بينه وابنته، ومن خلالهما تذكرنا هنا وإبراهيم يسري، فألف تحية لكل فنان أعطى ثمراً طيباً في الفن وفي الحياة.