اتخذت القراءات العلمية في أزمة المناخ اتجاهاً «مجنوناً تماماً» هذا الصيف. لقد كانت هذه كلمات عالم المناخ بريان ماكنولدي، من «جامعة ميامي»، في يونيو الماضي. وبعد مرور شهرين، لم تتوقف التغيرات المناخية غير المسبوقة التي يشهدها الصيف.
ويقول بيورن هالفارد سامسيت، عالم المناخ في «مركز بحوث المناخ الدولي»، إن «التطورات التي طرأت على المناخ منذ ربيع عام 2023، تتسم بأنها غير متوقعة وحادة. ولم نتوقع تحطيم هذا العدد الكبير من الأرقام القياسية، وبفوارق واسعة، ولفترات زمنية طويلة».
ومن جهته، كان الأمين العام لمنظمة «الأمم المتحدة» أنطونيو غوتيريش صريحاً في كلماته وقالها دونما تنميق، إذ رأى أن الحوادث المناخية التي قاساها العالم هذا الصيف تشير إلى أن «عصر الغليان العالمي قد حل».
وتجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية 17 درجة مئوية للمرة الأولى على الإطلاق في يوليو، وطوال فصل الصيف، تخطى بهامش كبير القراءات المناخية المسجلة عادة طوال الأربعين عاماً الماضية. وعموماً، تبين أن يوليو من عام 2023، ليس فحسب شهر يوليو الأكثر حرارة على الإطلاق في تاريخ السجلات المناخية، بل الشهر الذي بلغ أعلى مستوى حرارة سجّل على الإطلاق من بين أشهر السنة، وفق «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية».
ومؤكد أن تأثير ظاهرة «إل نينيو»، قد أسهم في وصول درجات الحرارة إلى مستويات قياسية. ولكن حتى مع أخذ هذه الظاهرة المناخية في الاعتبار، خالفت درجات الحرارة المسجلة كل التوقعات. كذلك حطمت درجة حرارة البحر الأرقام القياسية، متجاوزة حدود 21.05 درجة مئوية، ليس مرة واحدة بل مرتين خلال فصل الصيف.
ويشير الارتفاع الكبير في درجات حرارة البحر إلى حقيقة أخرى تتعلق بتغير المناخ، وهي أن 90 % من الحرارة المتزايدة الناجمة عن الانبعاثات يمتصها المحيط حالياً.
كذلك، أدى ارتفاع درجة حرارة البحار إلى انخفاض غير مسبوق في حجم الجليد البحري العالمي. ووصل الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) إلى أدنى مستوى يسجله شتاءً، منذ بدأت الأقمار الاصطناعية تسجيلاتها في سبعينيات القرن العشرين. وهناك نحو 2.5 مليون كيلومتر مربع من الجليد مفقود مقارنة بمتوسط المدى بين عامي 1990 و2023.
وأسهم ارتفاع درجات الحرارة العالمية هذا الصيف في حدوث طقس متطرف مدمر، بدءاً بالفيضانات الشديدة التي ضربت الصين والهند، وصولاً إلى موجات الحر غير المسبوقة في أمريكا الشمالية وجنوب أوروبا.
(إندبندنت)