عادي

ليبيا.. مطالب بالتحقيق للكشف عن المسؤولين عن تفاقم ضحايا الفيضانات

21:40 مساء
قراءة 3 دقائق

درنة - رويترز

طالبت سلطات في ليبيا، الخميس، بإجراء تحقيق لمعرفة إن كان هناك تقصير وقع من أشخاص ساهم في مقتل الآلاف في أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ البلاد الحديث، في وقت يبحث فيه الناجون عن ذويهم الذين جرفتهم الفيضانات.

ودمرت سيول ناجمة عن العاصفة «دانيال» سدوداً الأحد، لتندفع المياه صوب مجرى نهر موسمي يقسم المدينة، وتجرف في طريقها مباني إلى البحر بداخلها عائلات نائمة. وتباينت أعدادُ مَن تأكّد مقتلهم، والتي أعلنها المسؤولون حتى الآن، ولكنها جميعها بالآلاف، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين. وقال رئيس بلدية درنة عبدالمنعم الغيثي، إن وفيات المدينة قد تصل إلى ما بين 18 ألفاً و20 ألفاً، استناداً إلى حجم الأضرار.

- فرق متخصصة

وأكد الغيثي أن المدينة بحاجة إلى فرق متخصصة في انتشال الجثث، متخوفاً من حدوث وباء بسبب كثرة الجثث تحت الأنقاض وفي المياه. وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إنه كان يمكن تجنب الخسائر الفادحة في الأرواح لو كان لدى ليبيا، هيئة أرصاد جوية فعالة قادرة على إصدار التحذيرات.

وأوضح الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاسي في تصريحات للصحفيين بجنيف: «لو كان لديهم هيئة أرصاد جوية تعمل بشكل طبيعي، لكان بإمكانهم إصدار تحذيرات». وتابع: «كان من الممكن أن تتمكن سلطات إدارة الطوارئ من إجلاء الناس. وكان بإمكاننا تجنب معظم الخسائر البشرية».

- هشاشة المدينة

ولفت معلقون آخرون الانتباه إلى تحذيرات صدرت من قبل، من بينها ورقة بحثية أكاديمية نشرها العام الماضي متخصص في علوم المياه أوضحت مدى هشاشة وضع المدينة في مواجهة الفيضانات، والحاجة الملحة إلى صيانة السدود التي تحميها.

وقال محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، على منصة «إكس»، إن المجلس طلب من النائب العام التحقيق في الكارثة.

وأضاف أنه يجب محاسبة الذين أدت أفعالهم، أو تقاعسهم عن العمل إلى انهيار السد، وأيضاً محاسبة من عطل المساعدات.

وقال هشام أبو شكيوات، وزير الطيران المدني في الحكومة الليبية بشرقي ليبيا، إنه يحتمل أن تعلن السلطات المدينة منطقة عسكرية، الجمعة، لتيسير عمليات الإنقاذ، ما يعني منع جميع المدنيين بما في ذلك الصحفيون من الدخول.

ويبحث أسامة الحصادي، وهو سائق يبلغ من العمر 52 عاماً، عن زوجته وأطفاله الخمسة منذ وقوع الكارثة.

وقال لرويترز وهو يبكي: «ذهبت سيراً على الأقدام للبحث عنهم. ذهبت إلى المستشفيات والمدارس، لكن دون جدوى».

واتصل الحصادي الذي كان يعمل وقت هبوب العاصفة ليلاً، بهاتف زوجته مرة أخرى، لكنه كان مغلقاً.

وأضاف: «راح ما لا يقل عن 50 فرداً من عائلة والدي ما بين مفقود وقتيل».

* مساعدات دولية

وصلت فرق إنقاذ من مصر وتونس وتركيا ودول آسيوية عدة. وأرسلت تركيا سفينة تحمل معدات لإقامة مستشفيين ميدانيين. وأرسلت إيطاليا ثلاث طائرات محملة بالإمدادات وفرق الإنقاذ، إضافة إلى سفينتين تابعتين للبحرية واجهتا صعوبة في تفريغ حمولتهما، لأن ميناء درنة الممتلئ بالحطام كان غير صالح للاستخدام تقريباً.

وتواجه عمليات الإنقاذ تعقيدات بسبب الانقسام السياسي في ليبيا، كما شهدت درنة حالة من الفوضى، إذ كانت تحت سيطرة جماعات مسلحة متشددة قبل أن يستولي عليها الجيش الليبي.

ومن المتوقع أن يصل وفد من وزراء حكومة الوحدة الوطنية إلى بنغازي في شرق البلاد الخميس، لإظهار التضامن ومناقشة جهود الإغاثة. ويظهر حجم الدمار واضحاً من المناطق المرتفعة فوق درنة. وأصبح وسط المدينة المكتظ بالسكان على شكل هلال واسع ومسطح يغمره الوحل.

ولم يتبق سوى الركام وطريق جرفت المياه ما كان فيه عند موقع سد كان يحمي المدينة ذات يوم.

وإلى أسفل الطريق، تناثرت على الشاطئ ملابس ودمى وأثاث وأحذية ومتعلقات أخرى جرفتها السيول بعدما اجتاحت المنازل. وغطى الطين الشوارع التي تناثرت عليها أشجار اقتلعت من جذورها ومئات السيارات المحطمة التي انقلب كثير منها وحُشرت سيارة في شرفة الطابق الثاني لمبنى مدمر.

وقال المهندس محمد محسن بوجميلة (41 عاماً): «نجوت مع زوجتي، لكن فقدت شقيقتي التي تعيش وسط المدينة، حيث حدث معظم الدمار. عثرنا على جثتي زوجها وابنها وقمنا بدفنهما». كما عثر على جثتي شخصين من الأغراب في شقته.

وبينما كان يتحدث، انتشل فريق إنقاذ مصري في مكان قريب منه جثة جارته. وقال بوجميلة: «إنها الخالة خديجة، الله يرحمها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/29afnp9e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"