احتيال هاتفي وإلكتروني

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

على الرغم من الحملات المتواصلة التي تنفذها وزارة الداخلية، ومجلس الأمن السيبراني في حكومة الإمارات، للحد من جرائم الاحتيال الهاتفي والبريد الإلكتروني، فإن كثيراً من الراغبين بالثراء السريع، سرعان ما يسقطون في حبال هذه العصابات المنظمة، وتراهم يستغيثون بالجهات المختصة في الوزارة، لمساعدتهم على استرداد أموالهم التي نهبت بضغطة زر عبر إرسال رسالة أو إبداء موافقة أو كشف معلومة سرية عن حساباتهم المالية.

السقوط في فخ النصب الهاتفي والإلكتروني ما يزال مستمراً، وعلى الرغم من التطور الكبير الذي تشهده الكرة الأرضية، فإن هذا الأمر رافقه تطوير المحتالين لأساليبهم، لتتناسب مع العصر، وبالتالي يسهل عملهم الاحتيالي، وغشهم لشخص مستهدف من خلال مكالمة هاتفية أو رسالة إلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي الحالية بمختلف أنواعها، سهلت هذه الأعمال، لعدم توافر رقابة واضحة، تضبط إيقاع هذه الوسائل، كونها باتت تستخدم بشكل احتيالي؛ بهدف ابتزاز المعلومات الشخصية أو المالية أو الوصول غير المشروع إلى الحسابات أو جهاز الكمبيوتر الخاص بنا.

القضاء على هذه الجريمة البشعة التي ترتكب في حق بشر عاديين من خلال استغفالهم بأساليب قذرة، أمر مهم، يتطلب جهوداً تشاركية من الأفراد والجهات الحكومية والشركات؛ للتصدي للأنشطة غير القانونية؛ لذا لا بد من زيادة حملات التوعية للأشخاص حول أنواع الاحتيال والنصب الشائعة عبر الهاتف والإنترنت، وتحديث أنظمة الحماية على الأجهزة الإلكترونية، واستخدم برامج مكافحة الفيروسات والبرمجيات الخبيثة، والتحقق من هوية المتصل أو المرسل قبل التفاعل معه، وعدم مشاركة المعلومات الشخصية مع أي أحد، واستخدم «الفلاتر» والقوانين الرقمية، والتبليغ عن الاحتيال بأسرع ما يمكن.

هذه العصابات الإجرامية التقنية طورت أساليبها، ولم تعد تكتفي بالاحتيال والنصب؛ بل باتت تطل من نافذة ترويج المخدرات من خلال رسائل تصل إلى الهواتف، ولا تفرق بين طفل صغير أو كبير، وتعرض مختلف أنواع السموم بكل وقاحة لمن يرغب. هي جرأة تقف لها وزارة الداخلية والقيادات الشرطية على مستوى الدولة بالمرصاد، وليست تحذيرات فقط تطلقها الوزارة؛ بل هي أفعال نتابعها منجزات لرجال الأمن والشرطة على الدوام.

إن القضاء على هذه الظاهرة، يتطلب جهداً مستداماً، وتعاوناً واسع النطاق، وبالتالي التقليل من حدوثها وتأثيرها من خلال اتباع هذه الإجراءات، وتشجيع الوعي والتعاون المشترك؛ كونها تعد أنشطة خطرة؛ لذلك يجب دائماً أخذ الحيطة والحذر، وتطبيق مبادئ الأمان الأساسية عند التعامل معها، والابتعاد بأي شكل عمّن يمارسون هذا الأمر الخطر.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc3vbbra

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"