عادي

«نذر حرب جديدة».. قتلى بعملية عسكرية أذرية «دقيقة» في كاراباخ

21:25 مساء
قراءة 4 دقائق

شنت أذربيجان عملية عسكرية في منطقة ناغورني كاراباخ، وهي خطوة قد تنذر بحرب جديدة في المنطقة المضطربة، لكن باكو قالت: إنها ضرورية لاستعادة النظام الدستوري، وطرد التشكيلات العسكرية الأرمينية، في حين أعلن انفصاليو الإقليم عن مقتل خمسة وسقوط 80 جريحاً من جرّاء العملية في المنقة، وأكدوا أنهم عرضوا وقفاً لإطلاق النار وعقد محادثات مع باكو، في وقت أشارت أذربيجان إلى مقتل مدني من جرّاء قصف من الإقليم.

وطن الأجداد

وكاراباخ معترف بها دولياً على أنها جزء من أذربيجان، لكن منطقة منها تديرها سلطات انفصالية من عرقية الأرمن تقول: إن المنطقة وطن أجدادها. وتسبب النزاع على المنطقة في نشوب حربين منذ سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991 أحدثهما في عام 2020.

ولم يتضح ما إذا كانت خطوات باكو ستؤدي إلى صراع واسع النطاق تنجرف له أرمينيا المجاورة أم أنها عملية عسكرية محدودة. لكن كانت هناك دلائل بالفعل على أن تداعيات سياسية ستحدث في يريفان؛ حيث تحدث رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان عن دعوات للانقلاب ضده.

دوي قصف

وأمكن سماع دوي قصف متكرر في لقطات صورت في ستيباناكيرت عاصمة كاراباخ، التي تسمى خانكندي في أذربيجان، ونشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، الثلاثاء.

وقال جيجام ستيبانيان‭‭‭ ‬‬‬المحقق المعني بحقوق الإنسان التابع للانفصاليين: إن مدنيين قتلا وأصيب 11 شخصاً في هجمات شنها جيش أذربيجان وأضاف أن ثمانية من المدنيين الجرحى من الأطفال. ولم يتسن لرويترز التحقق بعد مما قال.

وأعلن الانفصاليون الأرمن عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 80 بجروح. وكانت سلطات باكو أعلنت مقتل مدني بعد إصابته بشظايا «في أعقاب هجوم شنته القوات المسلحة الأرمينية» في مدينة شوشا التي تسيطر عليها أذربيجان.

نوع السلاح

وأعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان في بيان عن العملية عزمها على «نزع سلاح تشكيلات القوات المسلحة الأرمنية وتأمين انسحابها من أراضينا، وتحييد بنيتها التحتية العسكرية». وقالت إنها لا تستهدف إلا الأهداف العسكرية المشروعة باستخدام «أسلحة عالية الدقة» وليس المدنيين في إطار ما وصفتها بأنها حملة «لاستعادة النظام الدستوري لجمهورية أذربيجان».

وأضافت أن المدنيين أحرار في المغادرة عبر ممرات إنسانية تشمل واحداً يؤدي إلى أرمينيا.

وقال باشينيان: إن عرض المغادرة يبدو وكأنه محاولة أخرى من باكو لإجبار الأرمن على ترك كاراباخ في إطار ما وصفه بأنه حملة «تطهير عرقي» وهو اتهام تنفيه باكو. وقالت قوات الأرمن في كاراباخ: إن قوات أذربيجان تحاول اختراق دفاعاتها بعد قصف عنيف، لكنها لا تزال صامدة في الوقت الحالي.

ودانت أرمينيا، التي كانت تجري محادثات سلام مع أذربيجان تشمل المسائل المتعلقة بمستقبل كاراباخ، ما وصفته «بالعدوان الشامل» من جانب باكو ضد شعب الإقليم، واتهمت أذربيجان بقصف بلدات وقرى. وقالت وزارة الخارجية الأرمينية في بيان: «انطلاقاً من الشعور بالحصانة، أعلنت أذربيجان مسؤوليتها عن الهجوم».

نداء للمساعدة

ودعت أرمينيا، التي تقول إن قواتها المسلحة ليست في كاراباخ، وأن الوضع على حدودها مع أذربيجان مستقر، أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى المساعدة، كما دعت قوات حفظ السلام الروسية في المنطقة إلى التدخل.

ودعت روسيا، التي توسطت في وقف هش لإطلاق النار بعد الحرب في عام 2020، جميع الأطراف إلى وقف القتال. واستعادت أذربيجان في نفس العام مساحات واسعة من الأراضي كانت قد خسرتها في صراع سابق في التسعينات داخل كاراباخ وحولها.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: إن روسيا على اتصال بكل من أذربيجان وأرمينيا، وحثت الطرفين على إجراء مفاوضات لحل الصراع في الإقليم، مضيفاً أن موسكو تعتبر ضمان سلامة المدنيين أهم قضية.

مجلس الأمن الأرميني يجتمع

وعقدت الحكومة الأرمينية اجتماعاً لمجلس الأمن المحلي لمناقشة الوضع، في حين تجمع سكان في المنطقة الحكومية في العاصمة يريفان لمطالبة السلطات باتخاذ الإجراءات اللازمة.

ودعا متظاهرون في يريفان رئيس الحكومة باشينيان إلى الاستقالة بعد ساعات من تنديده بدعوات إلى تنفيذ «انقلاب» في بلده في أعقاب بدء أذربيجان العملية العسكرية. وتجمع مئات المتظاهرين في ساحة الجمهورية في العاصمة الأرمينية خارج مكتب باشينيان احتجاجاً على إدارته لأزمة الإقليم، ورددوا هتافات منها «نيكول استقل» و«نيكول خائن».

وأعلنت أذربيجان العملية بعدما صرحت بأن ستة من مواطنيها لقوا حتفهم في انفجار لغمين أرضيين في واقعتين منفصلتين في كاراباخ، واتهمت «جماعات مسلحة أرمنية غير شرعية» بزرعهما. وقالت أرمينيا إن هذه الاتهامات كاذبة.

وحدث التصعيد بعد يوم من توصيل شحنات أغذية وأدوية تشتد الحاجة إليها إلى كاراباخ عبر طريقين على نحو متزامن، وهي خطوة بدت أنها قد تساعد في تخفيف التوتر المتصاعد بين أذربيجان وأرمينيا.

وكانت أذربيجان حتى الأيام القليلة الماضية تفرض قيوداً صارمة على ممر لاتشين، الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا بكاراباخ والذي لم يُسمح باستخدامه حتى الأيام القليلة الماضية في إدخال المساعدات على أساس أنه يستخدم في تهريب أسلحة. وقالت يريفان: إن تصرفات باكو غير قانونية وتسببت في كارثة إنسانية، وهو ما تنفيه أذربيجان. وقالت وزارة الخارجية الأرمينية، الاثنين: إن الموقف الدبلوماسي لأذربيجان يبدو وكأنه يمهد الطريق لتصعيد عسكري.

https://tinyurl.com/5n6uh3tt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"