قررت الحكومة الليبية تقسيم مدينة درنة المنكوبة، وإعلان حالة الطوارئ فيها لسنة على الأقل، من أجل مواجهة تفشي الأمراض، فيما صدرت أوامر، أمس الثلاثاء، للصحفيين بمغادرة المدينة، وذلك في صباح اليوم التالي لخروج متظاهرين وإضرامهم النار في منزل عميد البلدية المقال احتجاجاً على فشل السلطات في حماية المدينة.
بحسب حجم الضرر
وأعلن رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان أسامة حمّاد، أمس الثلاثاء، تقسيم درنة إلى 4 مناطق لمواجهة أي تفش محتمل للأمراض. وسيكون التقسيم على 4 مناطق بحسب حجم الضرر. المنطقة الأولى هي المنطقة الأشد ضرراً ويمنع الدخول إليها إلا من قبل الفرق الطبية والإسعاف والطوارئ وفرق الإنقاذ على أن يمنع دخول المواطنين إليها.
والثانية هي المنطقة الهشة، وهي أقل ضرراً من الأولى، ويمنع دخول النساء والأطفال إليها ومعهم كبار السن، ويسمح فقط لأرباب الأسر بالدخول من أجل متابعة الأرزاق لا أكثر، على أن يمنع شرب المياه فيها منعاً باتاً بسبب اختلاط مياه الشرب بالمياه الجوفية، مؤكداً أن التحاليل أثبتت ذلك.
أما المنطقة الثالثة، فهي المنطقة الآمنة والتي لم تتضرر، ويسمح بنزوح العائلات إليها، مع التأكد من مصدر مياه الشرب فيها، مع خطة لعزل المناطق الأكثر تضرراً في درنة كمنطقة رابعة.
بدوره،أعلن نائب رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان، عضو اللجنة العليا للطوارئ والاستجابة علي القطراني، أن وزارة الصحة دشنت 6 مستشفيات ميدانية بشكل عاجل في درنة .
وقال القطراني، في مؤتمر صحفي أمس، إن الوزارة جلبت أيضاً عدداً من المختبرات المختصة بالتحاليل إلى درنة.
لا علاقة له بالاحتجاجات
من جهة أخرى، ذكرت قناة الحرة أن السلطات طلبت من جميع الصحفيين المغادرة في أسرع وقت ممكن. وقال وزير الطيران المدني في حكومة الاستقرار هشام أبو شكيوات ، إن قرار خروج الصحفيين لا علاقة له بالاحتجاجات التي خرجت هناك الليلة قبل الماضية. وأضاف أبو شكيوات «المسألة تنظيمية، وهي محاولة لتهيئة الظروف لفرق الإنقاذ للقيام بالعمل بأكثر سلاسة وفعالية».
وتابع «عدد الصحفيين الكبير أصبح مربكاً لهم».
ولكنه قال في وقت لاحق إن الصحفيين لم يُطلب منهم مغادرة درنة كلياً، وإنما عليهم فقط مغادرة المناطق التي قد يعيق وجودهم فيها عمليات الإنقاذ. إلى ذلك،أكد مدير المركز الإعلامي الرقمي في الشركة القابضة للاتصالات، محمد البديري،أمس، عودة الاتصالات تدريجياً إلى المناطق الشرقية، بعد إصلاح كوابل الألياف البصرية التي كانت قد تعرضت لقطع، مشيراً إلى استمرار العمل على إرجاع باقي المسارات. وتعرضت شبكة الاتصالات في درنة، في وقت سابق، إلى انقطاع كوابل الألياف البصرية، بينما رجحت الشركة القابضة للاتصالات تعرضها ل«عملية تخريب».
تضرر 114 مدرسة
في السياق قال مدير عام مصلحة المرافق التعليمية علي القويرح، إن إجمالي المدارس المتضررة بالمنطقة الشرقية بلغ 114 مؤسسة، موزعة على 15 بلدية، مصنفة على حسب نوع الصيانة المطلوبة شاملة أو خفيفة.
3401 بلاغ خلال أسبوع
في الأثناء،أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ أن غرفة عمليات درنة استقبلت خلال أسبوع 3401 بلاغ وتمكنت من انتشال 365 جثة كما نقلت 1502 . وبين الجهاز أنه جرى خلال الفترة من 11 سبتمبر إلى 17 منه نقل 115 مريضاً إلى المستشفى كما تم نقل 61 مريضاً خارج المدينة وتنفيذ 1509 عمليات إخلاء من المدينة و912 عملية نقل مصابين.
مبادرة لبناء 2000 وحدة سكنية
من جانبه، أعلن وزير الاقتصاد والتجارة بحكومة الوحدة محمد الحويج، تبني مجلس أصحاب الأعمال الليبيين مبادرة لاستكمال مشروع 2000 وحدة سكنية بدرنة لدعم الأسر المتضررة، داعياً رؤساء الغرف التجارية إلى تبني مبادرة لتوفير سيارات لأرباب الأسر.(وكالات)