عادي

المباني المقاومة للزلازل

21:38 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

(دويتشه فيليه)

في مايو/ أيار من عام 2015، تعرضت نيبال لعدة زلازل متتالية، وقُتل نحو 9000 شخص وجُرح آلاف آخرون. وانهارت المباني متعددة الطوابق والمنازل التي لم تكن مصممة، في الأصل، لتحمّل اهتزاز الأرض، كما وصلت الأضرار وتكاليف إعادة الإعمار إلى المليارات.

وبعد ما يقرب من ثماني سنوات، أعادت الحكومة نيبالية ومنظمات إغاثية دولية بناء مئات الآلاف من المنازل، بحيث تتحمل الهزات الأرضية.

وتهدف منظمات الإغاثة عند إعادة إعمار مناطق تنشط فيها الزلازل إلى بناء وحدت سكنية تقاوم أي هزات أرضية مستقبلية، باستخدام تقنيات البناء المتاحة محلياً، والمجدية اقتصادياً، كما تقول إليزابيث هاوسلر، مؤسسة ومديرة منظمة «بيلد تشينج» الأمريكية، والتي تنشط في آسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

وفي نيبال، كان على أصحاب المنازل أن يساعدوا في إعادة الإعمار. ولهذا السبب ركزت وكالة التعاون الدولي اليابانية (جايكا) على دعم الشبكات المحلية ونشر البنائين المتنقلين.

وتم تدريب هؤلاء المهندسين المحليين على البناء المقاوم للزلازل على يد خبراء يابانيين على دراية جيدة بتصميم المباني المقاومة للزلازل. وسافر البناؤون المتنقلون من قرية إلى أخرى للمساعدة في إعادة الإعمار، وتعليم غيرهم التقنيات والمعارف التي اكتسبوها.

وكانت أغلب المباني التي تضررت أو دمرت في المناطق الريفية في نيبال، والتي يزيد عددها على مليون مبنى، مبنية من الحجارة التقليدية المصنوعة من الطين، ويبلغ متوسط ارتفاعها طابقين.

وقالت هاوسلر: «نجحنا في إصلاح وتقوية نسبة كبيرة من المنازل التي تضررت في الزلزال بكلفة لا تزيد على نحو 3000 دولار، في حين كان سيكلف هدم تلك المباني وبناء مساكن جديدة محلها نحو 20 ألف دولار».

وبناء على تلك الحسبة، قام عمال البناء بتعزيز الجدران والأعمدة وغيرها من الهياكل الداعمة الضعيفة، واستبدال المواد الرديئة بأخرى أصلب وأكثر متانة.

وتعتمد العديد من تقنيات البناء التي تستخدمها «بيلد تشينج» وغيرها من المنظمات في نيبال على مبدأ البناء المغلق، حيث يتم استخدام عوارض وأعمدة أفقية ورأسية متباعدة بشكل متساوٍ مصنوعة من الخرسانة المسلحة.

ووفقاً لهاوسلر، فإن ما يصل إلى 40 % من سكان العالم سيعيشون في مبان غير آمنة بحلول عام 2030، ووصفته بأنه أحد التحديات الرئيسية في عصرنا.

ويلعب تحليل المخاطر والتأهب للكوارث الآن دوراً أكبر في الحماية من الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى. وتشمل التدابير، من بين أمور أخرى، تدريبات الطوارئ، والتوعية، وصيانة البنية التحتية القديمة. وتشيلي من أكثر الدول في العالم صرامة في ما يخص قوانين البناء، وتعتبر إلى جانب اليابان نموذجاً رائداً يحتذى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4sc9juca

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"