الخليج - متابعات
كثيراً ما كرر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قدرته على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في غضون 24 ساعة، من خلال خطة يرى أنها ستكون ناجعة في نزع فتيل تلك الحرب، وإطفائها بشكل سريع. لكن تنفيذ خطة ترامب متوقفة على فوزه بالانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2024.
وهذا الأمر دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، للسعي للحصول على خطة ترامب من دون انتظار الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ونتائجها التي ما زالت بعيدة، في مؤشر يشير إلى أن الهجوم المضاد ضد القوات الروسية لم يحقق النتائج المرجوة منه حتى الآن، في ظل قوة التحصينات الروسية، وطالب زيلينسكي ترامب بنشر تفاصيل خطته المفترضة للسلام على الملأ من دون انتظار، أو مماطلة.
إضاعة الوقت
وفي لقاء مع شبكة «سي إن إن» الأمريكية، مساء أمس الأول الثلاثاء، قال زيلينسكي: «يمكن لترامب مشاركة تفاصيل فكرته علناً، وليس إضاعة الوقت، وخسارة أرواح الناس.. لكنني أود أن أوضح أن أي اتفاق سلام يقضي بتنازل أوكرانيا عن أراض لروسيا لن يكون ناجحاً.. فأي خطة من هذا القبيل لن تكون مقبولة».
وقال ترامب في يوليو/ تموز الماضي خلال مقابلة في برنامج Sunday Morning Futures على قناة «فوكس نيوز»، إنه يتمتع بعلاقة جيدة مع كل من زيلينسكي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبراً أن بايدن غير قادر على التعامل مع زعماء العالم.
وقت خطر
ووصف ترامب زيلينسكي بأنه شخص «جدير بالاحترام»، في حين انتقد بايدن بشدة قائلاً: «نحن لدينا رجل ليس لديه أدنى فكرة عما يحدث. إنه أخطر وقت في تاريخ بلدنا».
كما أشاد بالرئيس الروسي بوتين، واصفاً إياه بـ«الذكي»، وقال إنه «كان يجيد التعامل معه تماماً مثلما كان يجيد التعامل مع معظم قادة العالم».
وعند سؤاله عن خطته هذه لإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة، قال «أعرف زيلينسكي جيداً، وأعرف بوتين جيداً. وكانت لدي علاقة جيدة جداً مع كليهما. سأقول لزيلينسكي كفى.. عليك أن تعقد صفقة مع روسيا. وسأخبر بوتين، إذا لم تعقد صفقة، فسنمنح زيلينسكي الكثير وسنعطي أوكرانيا أكثر مما حصلت عليه في أي وقت مضى. سأبرم الصفقة في يوم واحد. واحد فقط».
ومنذ بدء حرب أوكرانيا، العام الماضي، ردّد ترامب مراراً وتكراراً أن هذه الصراع لم يكن ليحدث لو كان استمر في منصبه رئيساً للولايات المتحدة.
خطوة حاسمة
وعن الهجوم المضاد الذي أطلقته أوكرانيا بداية الصيف الحالي، واحتمال تحقق نصر أو تقدم على الجبهات، ذكر الرئيس زيلينسكي أنه لا يمكن تأكيد تحقيق انفراجة في الهجوم هذا العام.
وأشار فيما يرتبط بالمساعدات الأمريكية لبلاده في المعركة ضد موسكو، إلى أن الرئيس جو بايدن لا يزال يدرس تزويد القوات الأوكرانية بصواريخ بعيدة المدى، منوهاً بأن هذا القرار أو الخطوة في حال اتخذت ستكون حاسمة بالنسبة إلى كييف.
محاولات البابا
وفي ما يتعلق بمحاولات إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية التقى البابا فرنسيس، الاثنين، سفير روسيا الجديد لدى الكرسي الرسولي، الذي أكد أنهما ناقشا جهود الحبر الأعظم لإرساء السلام في أوكرانيا.
وأشار الفاتيكان في بيان إلى أن إيفان سلطانوفسكي، وهو دبلوماسي مخضرم، قدّم أوراق اعتماده إلى رئيس الكنيسة الكاثوليكية.
وقال السفير الجديد: إنه والحبر الأعظم «ناقشا خصوصاً مهمة مبعوث البابا للسلام في أوكرانيا، الكاردينال ماتيو زوبي، الهادفة إلى حل بعض المشاكل الإنسانية»، بحسب ما نقلت عنه وكالة تاس الروسية الرسمية للأنباء.
وأكد أنهما اتفقا على «مواصلة حوار صادق ومفتوح مع الكرسي الرسولي، يقوم تقليدياً على الاحترام المتبادل».
وعيّن البابا الكاردينال زوبي، رئيس الكنيسة الإيطالية، على رأس بعثة سلام، تهدف إلى وضع حد للنزاع في أوكرانيا. وفي هذا السياق، زار الكاردينال زوبي كييف وموسكو وبكين وواشنطن؛ حيث التقى الرئيس جو بايدن.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ألمح الأسبوع الماضي، إلى أن الكاردينال سيعود إلى موسكو. ونقلت عنه وكالة «تاس» قوله خلال طاولة مستديرة، إن «الجهود المشتركة مع الفاتيكان الذي سيعود مبعوثه، تتواصل». وأضاف «نحن مستعدون للقاء الجميع، ومستعدون للتحدث مع الجميع».
وأطلق البابا فرنسيس نداءات عدة من أجل السلام في أوكرانيا، لكنها لم تؤدّ إلى نتائج ملموسة حتى الآن، كما يصلي باستمرار من أجل ضحايا النزاع.
واشنطن وموسكو.. توتر دبلوماسي
وعلى صعيد العلاقات بين موسكو وواشنطن نددت الولايات المتحدة، الخميس، بقرار «غير مبرر» لموسكو، قضى بطرد اثنين من دبلوماسييها يعملان في العاصمة الروسية، متعهدة «الرد» في الوقت المناسب.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، للصحفيين، إن «هذا الطرد غير المبرر لطاقمنا الدبلوماسي لا أساس له على الإطلاق».
وكانت روسيا أعلنت، الخميس، طرد دبلوماسيين أمريكيين متهمين بأنهما كانا عميلي «ارتباط» لدى موظف روسي سابق، اعتقل مطلع العام، ويشتبه في قيامه بنقل معلومات حول النزاع في أوكرانيا إلى الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، إن الدبلوماسيين اللذين اعتبرا «شخصين غير مرغوب فيهما» هما السكرتير الأول والسكرتير الثاني في السفارة الأمريكية في موسكو جيفري سيلين، وديفيد بيرنستين. وأضافت «يجب أن يغادرا الأراضي الروسية خلال سبعة أيام».
قلق أمريكي
كما أوضحت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء، أن من المثير للقلق أن تتحدث روسيا عن التعاون مع كوريا الشمالية في برامج من المحتمل أن تمثل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ورداً على سؤال عن المحادثات التي جرت مؤخراً، بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، قال المتحدث باسم الوزارة، ماثيو ميلر، في مؤتمر صحفي «عندما ترون ما يبدو أنه تعاون متزايد وربما عمليات نقل عسكرية، فهذا أمر مقلق للغاية، ومن المحتمل أن يشكل انتهاكاً لقرارات عدة صادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
لقاء بوتين- كيم.. أسلحة وصواريخ فضائية وغواصات
والرحلة التي قام بها كيم إلى أقصى الشرق الروسي، تضمنت عقد قمة بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ركّزت على الجانب الدفاعي وكشفت عن روابط عسكرية محتملة بين البلدين بعد أن استعرض كيم عدداً من المعدّات من بينها صواريخ فضائية وغوّاصات.
وعزّزت زيارة كيم إلى روسيا المخاوف الغربية من أن تزوّد بيونغ يانغ موسكو، بأسلحة لحربها في أوكرانيا.
وتبادل الزعيمان الكوري الشمالي والروسي البنادق، خلال الزيارة، لتعكس بشكل رمزي مستوى العلاقات، وأعلن كيم أن العلاقات الثنائية مع روسيا في مقدمة أولوياته.
وعلى الرغم من أن موسكو وبيونغ يانغ حليفتان تاريخيتان، وتعود العلاقات بينهما إلى الحرب الكورية، إلا أن بكين كانت منذ فترة طويلة أكبر شريك تجاري لكوريا الشمالية، ومن أهم الممولين لها.
وتخضع كل من كوريا الشمالية وروسيا لعقوبات دولية بسبب برامج بيونغ يانغ النووية والصاروخية، ونتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.
ولفت خبراء ومسؤولون أمريكيون إلى أن روسيا مهتمة بشراء الذخيرة لاستخدامها في أوكرانيا، بينما تبحث بيونغ يانغ عن تحديث معداتها العسكرية التي تعود إلى الحقبة السوفييتية.