أحد العناصر الرئيسية للتحفيز والتشجيع على بذل الجهد والتفاني في العمل كل في مجاله هو الترقية بأنواعها المختلفة، حيث إنها تشحذ الهمم وتدفع الآخرين إلى بذل مزيد من الجهد للوصول إلى هذا النوع من التميز، إلى جانب أنها تعبير وتأكيد من جهات العمل والمسؤولين المباشرين على الرضى التام على من حصل على الترقية، ما يتطلب الالتزام التام بمتطلبات الترقية وتوافرها على الوجه الأكمل في الموظف الذي استحق الترقية.
عند الحديث عن الترقيات بالتأكيد هناك المئات من الموظفين إن لم يكن أكثر من ذلك بكثير يستحقون الترقية لأسباب كثيرة منها استيفاؤهم المتطلبات والشروط اللازمة للترقية وعلى وجه الخصوص تقارير أدائهم السنوية المتميزة ولم يحصلوا على الترقية وهذه قضية مهمة، وهناك موظفون متميزون في أدائهم وإنجازاتهم وابتكاراتهم يستحقون ترقيات استثنائية تقديراً لهم ولجهودهم، وكثير من الجهات تحرص على ذلك انطلاقاً من اهتمامها بالموظفين المتميزين.
إحدى الفئات التي يجب الاهتمام بها الهيئات التدريسية سواء في المدارس أو الجامعات وبالذات الخاصة منها، فالكثير من المدرسين في المدارس الخاصة رواتبهم متدنية على الرغم من خبراتهم الطويلة وكفاءاتهم المتميزة، وتمر سنوات على عملهم في المدارس نفسها دون ترقيتهم، على الرغم من الإيرادات العالية التي تحصل عليها هذه المدارس من الرسوم الدراسية المرتفعة، وبالتالي هذه الفئة من المدرسين تستحق الترقية بشكل منتظم ومتواصل لتحفيز هذه الفئة التي تعاني في الأصل تدنياً في الرواتب.
جامعة الشارقة واحدة من المؤسسات التي تخطو خطوات رائعة، وتحرص سنوياً على ترقية أعضاء الهيئات التدريسية المتميزة وفق معايير دقيقة تراعي فيها الإسهام الفعلي والجاد في البحث العلمي، والدور الفاعل لعضو هيئة التدريس في عملية التعليم والتعلم واستخدام طرائق التدريس الحديثة وبذل الجهود في خدمة المجتمع، وفي هذا الإطار حرصت إدارة الجامعة على ترقية 23 عضواً من أعضاء هيئات التدريس ومنحهم درجات أكاديمية أعلى من الدرجات التي يشغلونها.
تظل الترقيات أحد العناصر المهمة في مكافأة الموظف المتميز في عمله، وعدم مساواته بالآخرين من الموظفين الذين يؤدون الحد الأدنى من المهام الوظيفية المطلوبة منهم، وبالتالي يجب على جميع المؤسسات بمختلف قطاعاتها ونشاطاتها الاهتمام بموضوع الترقيات حتى لا تخسر الموظفين المتميزين الذين يجدون بيئات عمل أفضل تحرص على مكافأتهم وترقيتهم بشكل دوري، ما ينعكس إيجاباً على مستويات الأداء والإنتاجية، وهذا ما تحرص عليه المؤسسات المتميزة.