قتل الجيش الإسرائيلي ستة شبان فلسطينيين، أربعة منهم في مخيم جنين بمسيرة مفخخة، وواحد في مخيم عقبة جبر في أريحا وواحد على السياج الفاصل في قطاع غزة، خلال أقل من 24 ساعة، في تصعيد نددت به السلطة الفلسطينية، واعتبرته تخريباً للجهود الإقليمية والدولية لإحياء عملية السلام، بينما أصيبت عشرات الطالبات والمعلمات بالاختناق بالغاز بمدرسة في سلفيت.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية صباح أمس الأربعاء «مقتل الشاب ضرغام الأخرس (19 عاماً) بعد إصابته برصاصة في الرأس أطلقها عليه الجيش الإسرائيلي خلال اقتحام مخيم عقبة جبر في أريحا».
وتأتي العملية بمخيم عقبة جبر في أريحا، متزامنة مع ليلة دامية عاشها مخيم جنين سقط فيها أربعة شبان فلسطينيين، تم استهدافهم بمسيرة انتحارية، خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي للمخيم بحجة محاولة اعتقال مطلوب. ومع دخول قوات إسرائيلية خاصة إلى المخيم، دارت خلالها اشتباكات بالرصاص خلفت ثلاثة قتلى و30 جريحاً، وصفت جراح بعضهم بأنها خطيرة حسب وزارة الصحة الفلسطينية، قبل أن تعلن الوزارة «مقتل الشاب عطا ياسر عطا موسى (29 عاماً) متأثراً بإصابات متعددة تعرض لها خلال اقتحام مخيم جنين» ليرتفع عدد القتلى في المخيم إلى أربعة شبان، جرى تشييع جثامينهم أمس من قبل آلاف الفلسطينيين في قلب مخيم جنين.
وفي نفس السياق، أصيبت عشرات الطالبات الفلسطينيات والمعلمات، أمس الأربعاء، بحالات اختناق جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع على مدرسة الإناث الأساسية في بلدة قراوة بني حسان في سلفيت بقنابل الغاز المسيل للدموع، شمالي الضفة الغربية.
وسلمت السلطات الإسرائيلية أمس الأربعاء إخطارات وقف العمل والبناء ل 23 منزلاً في بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت، بحجة أنها تقع في مناطق مصنفة «سي».
وعلى الحدود الشرقية لقطاع غزة مع إسرائيل، قتل مساء الثلاثاء فلسطيني، وأصيب 11 برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات احتجاجاً على اقتحام الأقصى، وتزامنت تلك الأحداث مع إغلاق إسرائيل معبر بيت حانون «إيريز» الحدودي مع القطاع.
وفي سياق متصل، وصفت مؤسسة جيشا (مسلك) غير الحكومية الإسرائيلية الإغلاق بأنه «عقاب جماعي غير قانوني». وبحسب المنظمة فإن الخطوة «تضر بعمال غزة وعائلاتهم، وكذلك حاملي التصاريح الآخرين الذين يحتاجون إلى السفر لتلبية احتياجاتهم الإنسانية».
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية أمس الأربعاء، شاباً يحمل تصريح عمل، اشتبهت بمحاولته تنفيذ عملية. وقالت القناة 14 العبرية إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت شاباً من غزة يحمل تصريح عمل بزعم حمله سكيناً بطول 30 سم في محطة قطار سيفيدور بتل أبيب.
وتعقيباً على مقتل الشبان الفلسطينيين الستة في مناطق مختلفة من أراضي الضفة الغربية وغزة نددت وزارة الخارجية الفلسطينية بعمليات القتل الإسرائيلية.
وقالت الخارجية الفلسطينية في بيانها، إن «جرائم إسرائيل المتصاعدة، رد إسرائيلي رسمي على الدعوات لإحياء عملية السلام في المنطقة».
وأضافت: «الاحتلال يتعمد تحويل الأرض الفلسطينية إلى ما يشبه ساحة حرب، في الوقت الذي تُحمّل فيه الفلسطينيين المسؤولية عن التصعيد لإخفاء حجم الانتهاكات التي تُرتكب يومياً ضد الفلسطينيين».
واتهمت الوزارة، إسرائيل ب«تكريس الحلول العسكرية في التعامل مع الشعب الفلسطيني، بدلاً من الحلول السياسية، وتخريب أي جهود دولية وإقليمية لتحقيق التهدئة كمقدمة لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع». (وكالات)