سجل المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل، أمس الأربعاء، هزة أرضية بقوة 4.6 درجة على مقياس ريختر في منطقة بالبحر المتوسط، تبعد نحو 70 كيلومتراً عن مدينة طبرق، فيما تواصل فرق الإنقاذ الليبية والدول الأخرى جهودها في عمليات الإنقاذ والبحث عن مفقودين وسط تضاؤل الآمال بالعثور على ناجين.
وقال المركز على موقعه الإلكتروني إن الهزة، التي سجلت في الساعة 03:33 صباحاً بتوقيت ليبيا، كانت على بعد 69 كيلومتراً شمال شرق ساحل طبرق، وعلى عمق عشرة كيلومترات.
وسجلت الهزة الأرضية، فجر أمس الأربعاء، بتوقيت ليبيا، ويبعد مركزها 281 كيلومتراً عن مدينة مرسى مطروح المصرية.
وشعر بالهزة سكان الساحل الشرقي الليبي في منطقتي القعرة وكمبوت الواقعتين على بعد 30 و50 كيلومتراً من طبرق، على الترتيب، حسب شهادة الناشط من المدينة عيسى بومراح. وأظهرت خريطة «الشحن الأيوني»، الثلاثاء، ليبيا «مغطاة بشحنات موجبة متطرفة»، ما يؤكد أنها ستتعرض إلى وقوع «زلزال» تعتمد قوته على درجة تحرك الصفيحة الإفريقية نحو الصفيحة الأناضولية، حسب حديث المهندس الجيوفيزيائي، حكيم المسلاتي.
وحذر المسلاتي من أن ليبيا معرضة لخطر وقوع زلزال أقوى خلال الفترة المضطربة تلك، ولكن قد يكون مركز هذا الزلزال «داخل طبرق وضواحيها»، منبهاً أيضاً إلى أن المنطقة الغربية ليست في مأمن نظراً لوجود أكبر صدع في البلاد فيها، وهو «صدع العزيزية» بطول نحو 300 كيلومتر، ما يجعلها عرضة للهزات والزلازل أيضاً.
من جهة أخرى، تواصل فرق الإنقاذ الليبية والدول الأخرى جهودها في عمليات الإنقاذ والبحث عن مفقودين، وسط تضاؤل الآمال بالعثور على ناجين.
وقال المسؤول الإعلامي بلجنة الأزمة في وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان، وليد بوبكر، إن «الآمال تضاءلت بالعثور على ناجين».
وقال بوبكر «اليوم(أمس) هو اليوم العاشر على الإعصار المدمر.. لكننا لم نفقد الأمل في الله، ونواصل جهود البحث عن مفقودين ناجين لكون بلاغات المفقودين لا تزال بالآلاف، خاصة في درنة». والمؤكد وفق المتحدث «وجود المزيد من الموتى خاصة في قاع البحر الذي توجد فيه أيضاً عشرات السيارات التي فيها جثث، وتجري عمليات إخراجهم بصعوبة لكثرة الركام والأحجار الكبيرة التي جرفتها الفيضانات للبحر».
وقال أيضاً إن «آخر الناجين الذين تم العثور عليهم، كان يوم الأحد الماضي، بعد تمكن الهلال الأحمر الليبي فرع الزنتان، من العثور على شقيقتين على قيد الحياة داخل منزل مهدم».
وأضاف: «يوم الاثنين تم انتشال نحو 55 جثة في درنة وحدها، وسبعة جثث في مدن أخرى، أما أمس الأول الثلاثاء، فتم أيضاً انتشال بعض الجثث».
وكان مدير مركز طب الطوارئ والدعم فرع طرابلس، محمد كبلان، أعلن العثور 51 جثة في ستة أودية في بلدية درنة.
وعثر فريق المركز على 17 جثة بوادي العصاد، أخرج أربعة منها ، فيما لم ينجح في إخراج باقي الجثث لصعوبة التضاريس الجبلية.
وأضاف أن الفرق انتشلت 20 جثة في وادي لقي بالفتائح، وعثرت أيضاً على 14 جثماناً وسط الصخور في شواطئ وديان لوقى وشق الواتر وحلق البطوم في درنة، ونجحت في إخراج ثلاث جثث منها. ولفت إلى أن فريقاً خامساً توصل إلى موقع فيه جثث عدة في الساحل الشرقي بوادي درنة، لكن استخراجها يحتاج إلى عمليات حفر دقيقة في نطاق خمسة أمتار في كل الاتجاهات.(وكالات)
