القاهرة: «الخليج»
تستقبل محمية أشتوم الجميل التابعة لمحافظة بورسعيد، في تلك الفترة من كل عام، مئات من أنواع الطيور المهاجرة، في موسم الهجرة الى الجنوب، وتجذب معها المئات من عشاق الطبيعة، وهواة التصوير الفوتوغرافي، للاستمتاع بتلك الأجواء الساحرة، التي توفرها المحمية التي تصنف ضمن قائمة أفضل المحميات الطبيعية في مصر.
تمتد المحمية على مساحة كبيرة من المياه الضحلة، على حدود مدينة بورسعيد، وترتبط بالبحر المتوسط عبر بوغازي الجميل وأشتوم الجميل، اللذين يربطان بين المتوسط وبحيرة المنزلة، ويعملان على تجديد المياه داخل البحيرة مترامية الأطراف، التي تعد واحدة من المحطات الرئيسية في خطوط سير هجرة الطيور في مواسم الهجرة، حيث يعد تل التنيس الأثري الموجود بالمحمية، مقصداً لمئات من مختلف أنواع الطيور، بحثاً عن الراحة والغذاء، بعد عناء فترة الطيران الطويلة من البلاد الباردة في أوروبا إلى الدفء الإفريقي.
تبعد المحمية عن مدينة بورسعيد، بنحو ثلاثة عشر كيلومتراً من ناحية الغرب، ويمكن للزائر الوصول إليها عن طريق دمياط الساحلي، للاستماع بمشهد الطيور المهاجرة، إلى جانب ما تتمتع به المحمية من مقومات طبيعية، وتنوع كبير في ثروتها النباتية، إذ تضم المحمية نحو 80 نوعاً من النباتات النادرة، وعلى رأسها نبات البوص الفرعوني القديم، الى جانب نخشوش الحوت وخس البحر، فضلاً عن تنوع آخر في ثروتها السمكية، حيث تعيش في مياهها نحو 17 نوعاً من الأسماك.
وتسجل وزارة البيئة وصول ما يقرب من 233 نوعاً من الطيور المهاجرة إلى المحمية في مواسم الهجرة الموسمية كل عام، من أشهرها طيور صياد السمك الأبقع، إلى جانب أنواع عدة من طيور الهدهد واليمام والبلشون الأبيض الصغير، وهي من الطيور المقيمة بصورة دائمة في المنطقة، إلى جانب الأنواع الأخرى المهاجرة، مثل البط واللقلق الأبيض والسمان والغر والطيور الخواضة.
تتميز المحمية بوجود عشرات من الجزر الصغيرة المنتشرة على صفحة المياه، والتي تتميز بدورها بغطاء نباتي متنوع، يقترب من نحو 50 نوعاً من النباتات البحرية، التي تمثل بدورها بيئة خصبة لنمو العديد من أنواع الأسماك، وبخاصة الأسماك الاقتصادية، والتي تعيش في المياه العذبة والمالحة على حد سواء، مثل البلطي بنوعيه الأخضر، والأبيض، إلى جانب الأسماك التي تعيش في المياه المالحة مثل الطوباره والبوري.
يوفر التنوع النباتي في محمية أشتوم الجميل، للسكان المحليين العديد من فرص العمل بخلاف الصيد، إذ تستخدم بعض النباتات البرية التي تنمو في المحمية، في إنتاج العديد من العقاقير الطبية، التي تساعد في علاج كثير من الأمراض، ومن أشهرها نبات ركب الجمل الذي يدخل في صناعة الأدوية الطاردة للديدان المعوية، إلى جانب نبات الخبيزة البرية، الذي يستخدم في علاج فقر الدم، وعلاج التهاب الحلق واللوزتين، فضلاً عن استخدام بعض أنواع النباتات في العديد من الصناعات اليدوية، مثل البسط والمشنات، كما تدخل بعض هذه النباتات في صناعة الورق وإنتاج الغاز الطبيعي.