عادي

أوكرانيا تخسر زخم السلاح البولندي.. هل تعوضه أمريكا وكندا؟

15:46 مساء
قراءة 5 دقائق
أوكرانيا تخسر زخم السلاح البولندي.. هل تعوضه أمريكا وكندا؟
أوكرانيا تخسر زخم السلاح البولندي.. هل تعوضه أمريكا وكندا؟
أوكرانيا تخسر زخم السلاح البولندي.. هل تعوضه أمريكا وكندا؟

الشارقة- «الخليج»
توقفت بولندا في خطوة مفاجئة عن تسليح جارتها أوكرانيا التي تخوض حرباً دامية منذ فبراير/شباط 2022 مع روسيا الدولة وريثة الاتحاد السوفييتي، ما شكل ضربة قاصمة لكييف، لاسيما أن وارسو في طليعة البلدان الداعمة لأوكرانيا، التي يجري رئيسيها فولديمير زيلينسكي حالياً زيارات إلي الولايات المتحدة وكندا محاولاً حشد جهود الدعم لبلاده.وبذريعة تعزيز القوات الدفاعية الخاصة، قررت بولندا أنها لن تزود كييف بالأسلحة، وفق ما أعلنت على لسان رئيس وزرائها ماتيوش مورافيتسكي، الأربعاء، وتجدر الإشارة إلى أن القرار البولندي جاء مع تصاعد النزاع الدبلوماسي بين الدولتين الجارتين بشأن الحبوب والذي زادت حدته في الأيام الأخيرة بسبب الحظر الذي فرضته بولندا على واردات الحبوب الأوكرانية لحماية مزارعيها.

  • بداية الخلاف

يأتي ذلك بعد يوم من اتهام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لـ«وارسو»، باللعب لصالح روسيا من خلال حظر واردات الحبوب الأوكرانية من أجل حماية مصالح المزارعين البولنديين.
وكان زيلينسكي، قال في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن كييف تعمل جاهدة للحفاظ على الطرق البرية لصادرات الحبوب، وإن المسرح السياسي حول واردات الحبوب لا يخدم إلا موسكو.
وأثارت كلمات زيلينسكي، رداً غاضباً من بولندا، التي استدعت السفير الأوكراني وحذرت من مزيد من التحركات الانتقامية، حيث قال مورافيتسكي في وقت لاحق لتلفزيون بولسات الإخباري: «أحذر السلطات الأوكرانية، لأنه إذا أرادوا تصعيد الصراع من هذا القبيل، فسنضيف منتجات إضافية إلى الحظر المفروض على الواردات إلى بولندا».

  • ما قصة الحبوب

وفي مايو/أيار الماضي، وافق الاتحاد الأوروبي على تقييد واردات الحبوب من أوكرانيا إلى بلغاريا والمجر وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا لحماية المزارعين في هذه الدول الذين عزوا أسباب انخفاض الأسعار في الأسواق المحلية إلى الواردات الأوكرانية.
وسمح الإجراء بمواصلة عبور منتجات الحبوب للدول الخمس، لكنه أوقف بيعها في الأسواق المحلية.
والجمعة الماضي، أعلنت المفوضية الأوروبية أنها بصدد إنهاء حظر الاستيراد، معتبرة أن الاختلالات في أسواق الدول الخمس الأعضاء في التكتل والمتاخمة لأوكرانيا زالت.
لكن بولندا والمجر وسلوفاكيا، سارعت إلى إعلان رفضها الإذعان لهذه الخطوة، وردت أوكرانيا على مواقف بولندا والمجر وسلوفاكيا بالتهديد برفع شكوى ضد هذه الدول أمام منظمة التجارة العالمية.

  • الضغط والسجال ليس حلاً

وقالت وزارة الخارجية البولندية في بيان: إن «الضغط على بولندا في المحافل متعددة الأطراف أو إرسال شكاوى إلى المحاكم الدولية ليس من الأساليب المناسبة لحل الخلافات بين بلدينا».
والثلاثاء الماضي، قالت الحكومة البولندية إنها من المرجح أن تقطع الدعم المالي الذي تقدمه لمليون لاجئ أوكراني تستضيفهم لديها، في خطوة قد تؤدي إلى المزيد من التعقيد للعلاقات التي تربطها بجارتها.

  • تسليح بولندا

واستنزفت الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا ثلث العتاد العسكري البولندي، وهي الآن بصدد استبداله بمعدات حديثة منتجة في الغرب، حيث إن قضية تسليح الجيش في بولندا باتت مؤخراً من أولويات حكومة وارسو والشعب البولندي تحسباً لأي مواجهة محتلمة مع بيلاروسا الحليف الوثيق لروسيا والتي استضافت كتائب مجموعة فاغنر العسكرية الروسية.
وأوضح رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بينما كانت البلاد تحتفل باستقلالها عن المعسكر الشيوعي أنه يجب أن يكون الجيش البولندي قوياً إلى درجة أنه لا يضطر إلى القتال بسبب قوته وحدها، كما وعد أن يكون للبلاد أقوى القوات البرية في أوروبا.
وقال وزير الدفاع ماريوش بوشكزاك: «نريد السلام، وإذا أردنا ذلك، فيجب علينا الاستعداد للحرب، وفي هذا الصدد، فإننا نعزز الجيش البولندي على عكس أولئك الذين حكموا حتى عام 2015».
وقالت وكالة الأنباء البولندية «باب»، الأربعاء، نقلاً عن رئيس الوزراء البولندي، أن بولندا تساعد أوكرانيا على هزيمة روسيا من خلال إقامة مركز لنقل الأسلحة إلى أوكرانيا على أراضيها، لكنه لن يوافق على زعزعة استقرار أسواق بولندا بسبب واردات الحبوب الأوكرانية، مركز تموين الأسلحة في رزيسزو الذي يعمل بالاتفاق مع الأمريكيين وحلف شمال الأطلسي، يؤدي نفس الدور طوال الوقت وسيقوم بذلك مستقبلاً.
لن تتوقف صادرات الأسلحة إلى أوكرانيا تماماً، حيث من المقرر أن ترسل الشركة البولندية (بي جي زد) نحو 60 قطعة مدفعية من طراز Krab في الأشهر المقبلة إلى أوكرانيا.
ورداً على سؤال حول تصريحات رئيس الوزراء، قال وزير أصول الدولة البولندي جاسيك ساسين لراديو بلاس، الخميس: «في الوقت الحالي موقفنا هو كما أن أعلن رئيس الوزراء، أما فيما يتعلق بالمستقبل فحينها لكل حادث حديث».

  • ماذا قدمت بولندا لأوكرانيا؟

ومع مرور 500 يوم على الحرب الروسية الأوكرانية، أعلنت وزارة الدفاع البولندية، الأربعاء، أنها قدمت دعماً عسكرياً لكييف بلغ 3 مليارات يورو.
وأشار تقرير نُشر على موقع «ديفينس 24»، إلى إجابة الدفاع البولندية عن حجم الدعم المقدم لأوكرانيا، وقالت فيه الوزارة: «بلغت قيمة المساعدات العسكرية البولندية لأوكرانيا 3 مليارات يورو».
وفي شهر إبريل/نيسان من عام 2022، قدمت وارسو معدات بقيمة 1.5 مليار يورو لكييف، ومنذ ذلك الحين، ارتفعت قيمة الدعم لتصل إلى مليار يورو، حيث تم توفير 500 مليون يورو خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة الماضية.

  • زيلينسكي يحشد الجهود

ومن جانبه يواصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، رحلته في جمع المساعدات من الدول الحليفة والصديقة، في أول زياراته لكندا الحليفة المقربة لبلاده، والتي يأمل أن يلقى فيها ترحيباً أكثر دفئاً، ودعماً أكثر مما تلقاه في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية، حيث بعض السياسيين الأمريكيين المرتابين من تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لبلاده.
ووصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى كندا قادماً من الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة غير معلنة من أجل حشد الدعم لبلاده في حربها ضد روسيا.
وذكرت قناة «فرنسا 24» الإخبارية في نشرتها الناطقة بالإنجليزية، اليوم الجمعة، أن رئيس الوزراء الكندي «جاستن ترودو» استقبل زيلينسكي عند خروجه من طائرته في العاصمة «أوتاوا» في أول زيارة له إلى البلاد منذ بدء الحرب في شهر فبراير عام 2022.
وأشارت القناة إلى أنه من المقرر أن يلقي الرئيس الأوكراني كلمة أمام البرلمان الكندي في وقت لاحق اليوم في إطار جهوده الرامية إلى الحصول على المزيد من دعم الحلفاء الغربيين لحرب أوكرانيا ضد روسيا.

  • ماذا جني زيلينسكي من زيارة واشنطن؟

ومن جانبه صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن إن أولى دبابات «أبرامز إم 1» الأمريكية ستصل أوكرانيا في «الأسبوع المقبل» لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية في التصدي للقوات الروسية في هجومها المضاد.
وقال بايدن، في البيت الأبيض وبجانبه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «في الأسبوع المقبل تصل أولى دبابات أبرامز الأمريكية إلى أوكرانيا»، وفقاً لما ذكرته «فرانس برس».
وأضاف بايدن أنه وافق على الشريحة التالية من المساعدات العسكرية لأوكرانيا والتي قدّرها البنتاغون بـ325 مليون دولار.
وتشمل شريحة المساعدات صواريخ للدفاع الجوي وذخيرة لمنظومات هايمارس الصاروخية وأسلحة مضادة للدبابات وطلقات مدفعية، لكن الحزمة لا تشمل صواريخ «أتاكمس» الأمريكية البعيدة المدى التي طالبت بها كييف مراراً.
وكانت واشنطن تعهّدت بتسليم أوكرانيا 31 دبابة أبرامز في مطلع العام في إطار تعهّد بمساعدة عسكرية بأكثر من 43 مليار دولار. وستكون الدبابات مزوّدة بطلقات من اليورانيوم المنضّب خارقة للدروع عيار 120 ملم.
وشكّل قرار تزويد أوكرانيا بدبابات أبرامز تحوّلاً في الموقف الأمريكي؛ إذ كان مسؤولون عسكريون أمريكيون قد أشاروا مراراً إلى أنها سلاح معقّد لا يناسب القوات الأوكرانية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8b456k

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"