عادي

الموت يُغيّب عز الدين نجيب صاحب «مواسم السجن والأزهار»

21:53 مساء
قراءة دقيقتين
عزالدين نجيب

القاهرة: «الخليج»

غيّب الموت الفنان المصري القدير، والناقد الكبير عز الدين نجيب، بعد رحلة من المعاناة مع المرض، عن عمر ناهز الثالثة بعد الثمانين، حيث ووري جثمانه الثرى بعد أداء الصلاة عليه في مسجد جمال الدين الأفغاني بميدان الجامع بضاحية مصر الجديدة.

وبرحيل عز الدين نجيب، تفقد مصر أحد أبرز أبناء جيل الستينات، الذي تنوع إبداعه بين المجالين الأدبي والتشكيلي، حيث قام نجيب بكتابة القصة والرواية، فضلاً عن نشاطه الفني الذي تمثل في إقامة عدد من المعارض الخاصة، التي كانت سبباً في ذيوع شهرته في مجال النقد التشكيلي.

ونعى قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية، فناناً صاحب قامة كبيرة، وصاحب تاريخ من العطاء العظيم في الفن والنقد والحراك التشكيلي والوطني، يمتد لأكثر من نصف قرن، ناضل خلالها على دروب متعددة، مبتغياً حب الوطن ورفعة الفن لا يشغله سوى الواجب والرسالة، فيما نعى الفنان الكبير عصمت داوستاشي، عزالدين نجيب، ورحلته التشكيلية الطويلة التي استمرت على مدار ستة عقود، أثرى خلالها الساحة التشكيلية والنقدية بإبداعه المتنوع، وقال على حسابه في «فيس بوك»: «إن مثله من العمالقة يظلون أحياء بما تركوه لنا من إبداعهم، وتراثهم وتجربتهم الفريدة في الحياة، وقد كانت تجربة عزالدين، تجربة فريدة محورها صراع مستمر مع الحياة، كان ينتصر فيها وينهزم».

تخرج الراحل في كلية الفنون الجميلة- جامعة القاهرة عام 1962، قبل أن يشغل رئاسة قصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية، ليشرف على بنائه، ويقدم أول معرض فني له في 1964بمشاركة الفنان زهران سلامة، وكان المعرض محصلة للزيارة التي قام بها الفنانان للسد العالي ومنطقة النوبة، قبل أن يقدم في العام التالي معرضه الخاص «صيادون وقوارب» بقصر ثقافة بورسعيد، الذي مثل نقطه انطلاق له في عالم الفن التشكيلي.

نشر الفنان الراحل العديد من المقالات في النقد التشكيلي، بمجلة الطليعة منذ بداية السبعينات، وواصل نشاطه النقدي في العديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية، ونشر العديد من القصص القصيرة، التي استهلها بمجموعة القصصية الأولى «أيام العز»، والتي نال عنها جائزة القصة التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة في مصر، ومن بعدها مجموعته القصصية «المثلث الفيروزي»، التي صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ثم مجموعته «أغنية الدمية» عام 1975 عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، ثم مجموعته القصصية الأخيرة «نقطة صغيرة قرب السماء» الصادرة عن دار مصر المحروسة للنشر عام 2015.

أصدر الفنان الكبير الراحل على امتداد مشواره الفني والأدبي، ثلاث روايات هي «نداء الواحة» عن دار غراب للنشر والتوزيع عام 2016، ثم «المسافر خانة» عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2021، ثم روايته الأخيرة «دبيب العقرب» 2022، إلى جانب العديد من الكتب في الفن التشكيلي، من أشهرها «فجر التصوير المصري الحديث»، و«موسوعة الفنون التشكيلية» في ثلاثة أجزاء، وأيضاً كتابه الشهير «الأنامل الذهبية»، ثم «ستائر الضوء» و«فنانون وشهداء»، ودراسته الملهمة «التوجه الاجتماعي للفنان المصري المعاصر»، ثم «أنشودة الحجر» عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، إلى جانب العديد من الكتب والمؤلفات في التراث المصري، من بينها «مواسم السجن والأزهار» و«رسوم الزنزانة» وغيرهما.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2wk232ev

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"