انتقد وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو، أمس الأحد، قيام ألمانيا بطرح مبادرة لتمويل جمعيات خيرية تساعد المهاجرين غير الشرعيين على التدفق عبر البحر المتوسط، بينما قالت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني إن حكومتها لم تحقق النتائج المرجوة في مكافحة موجات الهجرة، معترفة بأن حكومتها تواجه مشكلة معقدة جداً وتعهدت بحلها.
وفي تصريحات لصحيفة «لا ستامبا» الإيطالية الصادرة، أمس، وصف وزير الدفاع الإيطالي التصرف الألماني بأنه «خطِر للغاية»، وذلك رداً على متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية قال يوم الجمعة الماضي إن برلين تنفذ برنامج دعم مالي برلماني لكل من الإنقاذ البحري المدني والمشاريع البرية.
وقال المتحدث ل«رويترز»: «تلقينا عدة طلبات للحصول على تمويل. وتم بالفعل الانتهاء من مراجعة الطلبات في حالتين»، مضيفاً أن التمويل يتراوح بين 400 ألف و800 ألف يورو (426 ألف إلى 852160 دولاراً) لكل مشروع.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية إن إنقاذ الأشخاص في البحر هو «واجب قانوني وإنساني وأخلاقي».
وقال كروسيتو إن روما تعتبر الخطوة الألمانية خطِرة للغاية، مضيفاً أن حكومته ملتزمة بدلاً من ذلك بمحاربة مهربي البشر الذين قال إنه يجب معاملتهم بصفتهم مجرمين دوليين.
وقال كروسيتو، العضو البارز في حزب «إخوة إيطاليا» الذي تتزعمه رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني: «إن برلين تتظاهر بأنها لا تدرك أن بفعلها هذا تسبب صعوبات لدولة ينبغي من الناحية النظرية أن تكون صديقة».
وتظهر أحدث بيانات وزارة الداخلية أن أكثر من 132 ألف مهاجر وصلوا إلى إيطاليا بالقوارب حتى الآن هذا العام مقابل نحو 69 ألفاً في نفس الفترة من عام 2022.
وقد حذّر المسؤول الأوروبي السامي للسياسة الخارجية جوزيب بوريل، أمس الأول السبت، من أن الاختلاف إزاء قضايا الهجرة قد يؤدي إلى تفكيك الاتحاد الأوروبي.
في الأثناء، أقرت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني بأنها كانت تأمل في تحقيق نتائج «أفضل» في ضبط الهجرة غير الشرعية التي سجلت ارتفاعاً كبيراً في بلادها منذ الفوز التاريخي لليمين المتطرف في الانتخابات قبل سنة تقريباً.
وقالت ميلوني، في مقابلة في مناسبة فوزها في الانتخابات بثتها قناة «تي جي 1» في وقت متأخر السبت: «من الواضح أننا كنا نأمل في نتائج أفضل في ملف الهجرة الذي عملنا عليه بجهد كبير. النتائج ليست ما كنا نأمل في رؤيته. هي بالتأكيد مشكلة معقدة جداً، لكنني متأكدة أننا سنحلها».
وكان حزب ميلوني «أخوة إيطاليا» فاز بفارق كبير في الانتخابات بناء على وعد بخفض الهجرة الجماعية إلى إيطاليا. لكن عدد الوافدين على متن قوارب من شمال إفريقيا ارتفع أكثر؛ حيث سجلت وزارة الداخلية وصول أكثر من 130 ألف شخص هذه السنة، في زيادة على رقم 70 ألفاً سجل في الفترة نفسها في 2022.
ومنذ توليها السلطة في تشرين الأول/أكتوبر، فرضت حكومة ميلوني، قيوداً على أنشطة سفن الإنقاذ متهمة إياها بتشجيع المهاجرين، ووعدت في الوقت نفسه بوقف أعمال المهربين. وسعت أيضاً إلى تعزيز إعادة الوافدين غير المؤهلين للحصول على اللجوء، بما يشمل بناء مراكز احتجاز جديدة وتمديد الفترة التي يمكن احتجاز المهاجرين فيها. (وكالات)