جميلة هي الأجواء التي تعيشها شوارع الدولة هذه الأيام، والتي تزينها لافتات الدعاية لمرشحي المجلس الوطني الاتحادي لانتخابات 2023، وهو ما زاد احتفاء أبناء الوطن بالأجواء الانتخابية التي يعيشونها، لكن الملاحظ أن عدداً منها - مما يؤسف له- ليست له قيمة انتخابية فعلية، كونها تحمل شعارات كان للدولة سبق التقدم في تحقيقها على أرض الواقع، وغاب عن هذه الدعاية البرنامج الانتخابي الرصين الذي يحمل تطلعات أبناء الوطن.
من أمثلة هذه الدعاية الانتخابية التي اقتصرت على كلمتين، أو كلمة، ومنها تمكين المرأة، وتمكين الشباب، والتوطين، وكأن هذه الأمور لا توجد على أرض الدولة، حيث حققتها القيادة الرشيدة بأبهى الصور، فالمرأة أخذت حقها كاملاً سواء في الحكومتين الاتحادية والمحلية، وفي المجلس الوطني الاتحادي على وجه التحديد، تمثل المرأة نصف أعضائه، ويمارسن دورهن النيابي بكل اقتدار على قدم المساواة مع إخوانهن الرجال.
أما الشباب، فلا توجد دولة مكنتهم كما فعلت الإمارات، بوجود وزارة تخصهم ومجالس شبابية منتشرة على جميع المستويات، وليس اخره الحراك الذي أحدثه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يوم أمس باعلانه البحث عن شاب ليكون وزيراً أو وزيرةً للشباب.
وفي ما يخص التوطين فالدولة سلمت هذا الملف لسموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، الذي أداره بشكل لا يمكن لأحد أن يقوم بما قام به، إذ ساهم «نافس» في رفع نسب التوطين في القطاع الخاص بوصول عددهم إلى أكثر من 82 ألفاً خلال عامين فقط.
كان المأمول من المرشحين أن تكون برامجهم أكثر واقعية وتلامس نبض الشارع في الدولة، لا أن تكون مجرد صورة وكلمة فقط على لوحة إعلانية.
والمؤلم أن هناك عدداً من المرشحين الصامتين حتى الساعة، ولا أحد يعرف متى سيعلنون عن برامجهم الانتخابية، وقد اقترب موعد الصمت الانتخابي، الذي يعد أمراً غامضاً فعلاً، ويحتاج إلى وقفة من الجهات المختصة في اللجنة الوطنية للانتخابات، بعد مرور 12 يوماً على انطلاق الحملات الدعائية التي تستمر حتى 3 أكتوبر.
القيادة الرشيدة عازمة على مواصلة تحقيق الإنجازات في هذا المجال، لذا نظمت اللجنة الوطنية للانتخابات، عملية محاكاة ناجحة ليوم الانتخاب، بهدف اختبار كفاءة إجراءات وأنظمة التصويت المختلفة التي ستستخدم في التصويت المبكر، بهدف إنجاح الانتخابات التي تمثل صورة مشرقة في مسيرة أبناء الإمارات.