اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب أدمن على عدم الوفاء بالوعود والتعهدات، وينخرط الآن في حرب ضد روسيا باستخدام المخلب الأوكراني، وأكد أن خطة كييف إلى عقد قمة من أجل السلام تناقش خطتها الهادفة إلى إنهاء الحرب «غير قابلة للتنفيذ إطلاقاً»، كما اعتبر جهود الأمم المتحدة لإحياء اتفاق البحر الأسود لتصدير الحبوب «غير واقعية».
التورط الغربي في الحرب
واتهم لافروف، في وقت متأخر، مساء السبت، الدول الغربية بخوض «قتال مباشر» ضد روسيا في أوكرانيا. وقال، في مؤتمر صحفي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، «يمكنكم أن تسموه ما شئتم، لكنهم يقاتلوننا، يقاتلوننا في شكل مباشر. نسميها حرباً هجينة، لكن هذا لا يغير الواقع»، مشيراً إلى المساعدة المالية والأسلحة وإلى «المرتزقة» الوافدين من دول غربية. وخلال المؤتمر الصحفي، سئل لافروف عن ضلوع الولايات المتحدة في النزاع بأوكرانيا، فقال «إنهم يقاتلون ضدنا بحكم الأمر الواقع عبر استخدام أجسام الأوكرانيين». وأضاف «أعتقد أن جميع من يهتمون هنا بالوضع في أوكرانيا يعلمون جيداً أن الأمريكيين والبريطانيين وآخرين يقاتلون أولاً عبر تقديم مزيد من الأسلحة».
غير قابل للتنفيذ
وردا على اقتراح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عقد قمة من أجل السلام تناقش خطته الهادفة إلى إنهاء الحرب، أكد لافروف أن اقتراح التسوية هذا «غير قابل للتنفيذ إطلاقاً، ويستحيل تطبيقه وغير واقعي». ورداً على سؤال حول كيفية وضع حد للنزاع، أجاب وزير الخارجية الروسي «في هذه الظروف، إذا قالوا (الغربيون والأوكرانيون) إنه يجب أن يتم هذا في ساحة المعركة، حسناً، سيتم ذلك في ساحة المعركة».
وقال لافروف إن موسكو لا ترفض جهود الأمم المتحدة لإحياء اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، لكن أحدث اقتراح لها في هذا الصدد غير واقعي. ففي رسالة إلى لافروف، الشهر الماضي، حدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أربعة إجراءات يمكن للمنظمة الدولية تسهيلها لزيادة صادرات روسيا من الحبوب والأسمدة في محاولة لإقناع موسكو بالعودة إلى اتفاق البحر الأسود. وقال لافروف في مؤتمره الصحفي «لقد شرحنا للأمين العام لماذا لن تجدي مقترحاته نفعاً. نحن لا نرفضها. إنها ببساطة غير واقعية. لا يمكن تنفيذها».
زيارة بيونغ يانغ
وقال لافروف إنه سيزور بيونع يانع الشهر المقبل لمواصلة المفاوضات مع نظيرته هناك، على خلفية الاتفاقات الأخيرة التي أبرمها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في موسكو.
وكان لافروف الذي ألقى كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الخميس الماضي، قد دعا العالم إلى منع الانزلاق إلى حرب كبيرة. وقال لافروف: «اليوم، تقف البشرية مرة أخرى، كما حدث كثيراً في الماضي، على مفترق طريق. كيفية تطور التاريخ تعتمد علينا وحدنا. ومن المصلحة المشتركة منع الانزلاق إلى حرب كبيرة وانهيار آليات التعاون الدولي التي أنشأها الأسلاف بشكل كامل».
وأشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أخذ زمام المبادرة لعقد «قمة المستقبل» العام المقبل.
وأضاف: «لا يمكن ضمان نجاح هذا المسعى إلا من خلال تكوين توازن عادل لمصالح جميع البلدان الأعضاء مع احترام الطبيعة الحكومية الدولية لمنظمتنا».
لا بديل والإصلاح ضروري
من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن العالم يشهد تغيرات بات الجميع يدركها، ومن الضروري أن تتكيف الأمم المتحدة ومجلس الأمن مع هذه التغيرات. وأضاف بيسكوف أن العديد من الدول تدعم هذا التغير، وترى أن مجلس الأمن يجب أن يكون أكثر شمولية، سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي، أو غيرهما.
وأكد أن عملية التغيير في العالم تتسارع، وهناك تعاون بين الدول التي تتقاسم هذا الطرح، وتتفق على أن العلاقات الدولية يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل والقانون الدولي، وليس على القواعد التي يبتكرها طرف ما، وينتهكها حسب مزاجه.
وقال إن روسيا والصين تتفقان حول هذه الفلسفة، ما يعتبر أساساً هاما لتعميق علاقات البلدين في كل المجالات.(وكالات)