عادي

اتهامات بين موسكو وواشنطن.. من المسؤول عن اشتعال أزمة «كاراباخ»؟

12:17 مساء
قراءة دقيقتين
اتهامات بين موسكو وواشنطن.. من المسؤول عن اشتعال أزمة «كاراباخ»؟

«الخليج» - وكالات

تتبادل كل من موسكو وواشنطن الاتهام بزعزعة الاستقرار في منطقة جنوب القوقاز، في ظل فرار الآلاف من عرق الأرمن من منازلهم في ناجورنو كاراباخ وسط التخوف من مصير مجهول ينتظر النازحين نحو أرمينيا.

ورغم اعتماد أرمينيا على شراكة أمنية مع روسيا منذ تفكك الاتحاد السوفييتي، توترت علاقاتهما بشدة بعد الحرب التي استعرت في أوكرانيا منذ فبراير/ شباط عام 2022.

وكتب السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف على تطبيق التراسل تيليجرام «نحث واشنطن على الامتناع عن الكلمات والأفعال شديدة الخطورة التي تؤدي إلى زيادة مصطنعة في العداء ضد روسيا في أرمينيا».

وجاء تعليق أنتونوف الثلاثاء، بعد تصريحات في اليوم السابق لمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في أعقاب اتهام أرمينيا لموسكو بعدم التدخل عند استيلاء القوات الأذربيجانية الأسبوع الماضي على ناجورنو كاراباخ.

وقال المتحدث ماثيو ميلر للصحفيين «أعتقد أن روسيا أظهرت أنها ليست شريكاً أمنياً يمكن الاعتماد عليه».

وهرب الآلاف من عرق الأرمن من ناجورنو كاراباخ الانفصالية بحلول الاثنين بعد هزيمة مقاتليهم في عملية عسكرية خاطفة شنتها أذربيجان الأسبوع الماضي.

وتعهدت باكو بحماية حقوق الأرمن الذين يبلغ عددهم نحو 120 ألفاً ويصفون كاراباخ بأنها وطنهم لكن لم يقبل بهذه التطمينات سوى قلة، وحمل رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان روسيا مسؤولية الفشل في ضمان أمن الأرمن.

وحدث النزوح الجماعي في ظل ارتباك وخوف، وقالت موسكو إن أرمينيا وحدها تتحمل مسؤولية انتصار أذربيجان في كاراباخ لأنها غازلت الغرب بدلاً من العمل مع موسكو وباكو من أجل السلام.

وبالأمس وصل مسؤولون رفيعو المستوى من الولايات المتحدة إلى أرمينيا في أول زيارة من نوعها منذ قبول الأرمن في كاراباخ وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي.

  • عقود من الصراع

وتقع ناجورنو كاراباخ، التي يعرفها الأرمن باسم أرتساخ، في منطقة سيطر عليها على مدى قرون الفرس والأتراك والروس والعثمانيون والسوفييت.

وطالبت كل من أذربيجان وأرمينيا بالسيادة عليها بعد سقوط الإمبراطورية الروسية، في عام 1917. وتم تصنيفها في العهد السوفييتي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي داخل أذربيجان.

ومع انهيار الاتحاد السوفييتي، باتت ناجورنو كاراباخ مسرحاً لحربين بين الجمهوريتين السوفييتيتين السابقتين، أذربيجان وأرمينيا، واحدة من 1988 إلى 1994 (30 ألف قتيل) والأخرى في خريف 2020 (6500 قتيل).

نص اتفاق وقف لإطلاق النار أعقب صراع 2020، توسطت فيه روسيا، على نشر قوات حفظ سلام روسية في المنطقة، بما في ذلك بالقرب من ممر لاتشين، الطريق السريع الوحيد الذي يربط المنطقة الانفصالية بأرمينيا.

وحين تجدد الصراع في سبتمبر 2023، انتهت العملية العسكرية في 24 ساعة إذ لم تكن القوات الانفصالية بثقل باكو، ورفضت أرمينيا زج قواتها في نزاع جديد، ووافق الانفصاليون على وقف إطلاق النار بوساطة روسيا، والذي بموجبه ستغادر الوحدات المتبقية من القوات الأرمينية الإقليم.

ويشكل الصراع «معضلة» للدول الأوروبية التي تعتبر المنطقة جزءاً من أوروبا ولكنها غير مستعدة للتدخل عسكرياً، وأذربيجان واحدة من الموردين الرئيسيين للطاقة إلى أوروبا، وهو اتجاه من المتوقع أن يزداد مع ابتعاد القارة عن الغاز الروسي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/37ppkscm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"