العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان تعتبر من بين أكثر العلاقات الثنائية استدامة على مستوى منطقة الخليج العربي، وتتميز بالتاريخ العريق والمشترك، وتستند إلى حدود جغرافية ممتدة شمالاً وجنوباً، ومسيرة تاريخية طويلة من التواصل والتعاون الأخوي، لذا فإنها تعتبر مثالاً حياً وناجحاً، ونموذجاً يحتذى بين الدول للتكامل الأخوي. كما تتميز العلاقة بين الشعبين الشقيقين بالأسرية، لارتباط البلدين بعلاقات قوية ومتينة حتى قبل قيام الدولتين بشكلهما الحديث.
والزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى أرض السلطنة الشقيقة تندرج في إطار علاقات الأشقاء، وهو ما ظهر من حفاوة الاستقبال الذي لقيه سموه من قبل السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان الشقيقة، قبل ظهر أمس الثلاثاء، في قصر البركة العامر بمسقط، وهذا ما أكده السلطان هيثم بقوله: «العلاقات الأخوية راسخة ومتجذرة بين البلدين الشقيقين والارتباط وثيق بين الشعبين». وعمّا حققته الشارقة من إنجازات كبرى، أشاد سلطان عُمان بالمسيرة التنموية الثقافية في الإمارة، وبالجهود الكبيرة التي يبذلها صاحب السمو حاكم الشارقة، في كل المجالات والمستويات، الثقافية والأدبية والتاريخية والفنية والاجتماعية.
صاحب السمو حاكم الشارقة تجمعه بسلطان عُمان علاقة متميزة منذ سنوات عدة، جمعهما حب الثقافة والعلم والتاريخ العربي، ونشرها في المنطقة والعالم، حيث أبدى سموه سعادته بهذه الزيارة، بقوله: «حفاوة الترحيب تعكس الكرم العُماني وتؤكد متانة علاقة البلدين»، حيث أكد سموه على الإرث التاريخي والثقافي الكبير والثري الذي تمتلكه السلطنة بكل مكوناتها، الجغرافية والثقافية والبيئية والاجتماعية والعلمية.
الزيارة تأتي في إطار التشاور المستمر مع الأشقاء الذي أرسى دعائمه المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، طيّب الله ثراهما، وسارت على نهجهما القيادتان الرشيدتان لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه السلطان هيثم بن طارق، وبات لدى قيادات البلدين توافق في مختلف القضايا المصيرية المشتركة للشعبين الشقيقين. لذا تتسم علاقات البلدين بالعمل المشترك لتجسيد طموحات الشعبين، ودفع وتعزيز سبُل ومجالات التعاون والتنسيق في مختلف المجالات.
