شنت إسرائيل حملة اعتقالات واقتحامات واسعة في الضفة الغربية، واعتقلت عدداً من الشبان، ونكلت بالمواطنين خلال اقتحامها مخيم شعفاط القريب من القدس، في وقت تلقى فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس الثلاثاء، أوراق اعتماد السفير السعودي، نايف بن بندر السديري، سفيراً فوق العادة، مفوضاً غير مقيم لدى دولة فلسطين وقنصلاً عاماً في مدينة القدس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن سيارة مسرعة أطلقت النار على سيارة للمستوطنين شمال أريحا، ووفقاً لرواية الجيش لم تقع إصابات، وبدأ بأعمال بحث في المنطقة، وأطلقت قنابل الغاز السام المسيل للدموع بكثافة صوب منازل المواطنين من دون أن يبلغ عن إصابات.
وشنت قوات إسرائيلية أمس حملة اعتقالات ومداهمات، واعتقلت شاباً من بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وبموازاة ذلك، تظاهر مئات الشبان الفلسطينيين على حدود قطاع غزة المحاصر احتجاجاً على اقتحامات الأقصى، وحصار غزة. وتمكن عشرات الشبان عصر أمس الثلاثاء من التسلل إلى داخل السياج الأمني مقابل مخيم العودة شرق مدينة غزة واشعلوا النار في ثكنتين عسكريتين.
ووصل العشرات من الشبان إلى مخيمي العودة في رفح وغزة واشعلوا إطارات السيارات في إطار التظاهرات المستمرة منذ عشرة أيام في نقاط مختلفة من الحدود الشرقية لغزة.
وأطلق الجنود الإسرائيليون قنابل الغاز والرصاص صوب المتظاهرين.
وقصفت طائرات حربية إسرائيلية، مساء أمس، 5 مواقع تابعة لحركة «حماس» شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، عقب انتهاء تظاهرات خرجت لليوم العاشر على التوالي قرب السياج الفاصل، من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
إلى ذلك، استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الوفد السعودي الذي يزور الضفة الغربية برئاسة السفير نايف السديري. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية، إن عباس استقبل السديري بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، ورحب به، مشيداً «بزيارته المهمة» إلى فلسطين، حيث تعتبر هذه أول زيارة لوفد سعودي إلى الأراضي الفلسطينية منذ تعيين السديري سفيراً في أغسطس الماضي.
وأكد السفير السعودي «أن المملكة تعمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية». وقال، خلال كلمة للصحفيين مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن المملكة لديها اهتمام كبير بالقضية الفلسطينية وحلها على أساس الشرعية الدولية.
وأضاف السديري: «إن هذه الخطوة مهمة، ولها دلالات كبيرة على حرص السعودية على تعزيز العلاقات مع دولة فلسطين». مشيراً إلى أن هذه الخطوة لها تبعات تفيد الفلسطينيين في تنظيم العلاقات وإعطائها دفعة ذات طابع رسمي في كل المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، قائلاً: «نتطلع إلى مستقبل واعد لهذه العلاقات وأن تكون كما كانت وأفضل».
وحيا السديري صمود وتضحيات الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أنه سيبذل قصارى جهوده لتطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.
وأكد مواقف الرياض الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في المحافل كافة، وفي مقدمتها تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية، واستمرار الجهود المبذولة لحل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام وفقاً لمرجعيات السلام الدولية ومبادرة السلام العربية. (وكالات)