«الخليج» - وكالات
في الوقت الذي تستعد فيه سلوفاكيا لانتخاب رئيس وزرائها الخامس في غضون أربع سنوات فقط، ومع تقدم روبرت فيكو رئيس حزب المعارضة ورئيس الوزراء السابق والمؤيد لروسيا، في استطلاعات الرأي، فإن الغرب يراقب هذه الانتخابات بقلق شديد، ولاسيما أوكرانيا التي خسرت بدورها منذ أيام زخم الأسلحة البولندية بعد مشكلة متعلقة بالحبوب وستكون مهددة بخسارة حليف آخر اذ آلت الأمور إلي فيكو الذي لا يخفي تعاطفه الصريح مع الكرملين.
ومنذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في فبراير الماضي، أصبحت سلوفاكيا واحدة من أقوى حلفاء كييف، وتشترك الدولتان في الحدود، وكانت سلوفاكيا أول دولة ترسل دفاعات جوية إلى أوكرانيا ورحبت بعشرات الآلاف من اللاجئين الأوكران الذين عبروا الحدود إليها.
لكن كل ذلك قد يتغير إذا وصل فيكو إلى السلطة، حيث إن رئيس الوزراء السابق لا يخفي تعاطفه مع الكرملين، وألقى باللوم مراراً على «النازيين والفاشيين الأوكرانيين» في استفزاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودفعه إلى خوض الحرب مع كييف.
- لن يرسل أي مساعدات
ودعا فيكو الحكومة السلوفاكية إلى التوقف عن إمداد كييف بالأسلحة، وقال إنه إذا أصبح رئيساً للوزراء فإن سلوفاكيا «لن ترسل جولة أخرى من الذخيرة»، كما أنه يعارض انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال غريغوري ميسينيكوف، المحلل السياسي ورئيس معهد الشؤون العامة، وهو مركز أبحاث سلوفاكي، لشبكة «سي إن إن» الأميركية، إن فيكو، مثل العديد من المتعاطفين مع روسيا، يصور دعمه لموسكو على أنه مبادرة «سلام».
وأضاف: «يقول هو وحلفاؤه إنه لا ينبغي لنا أن نرسل أسلحة إلى أوكرانيا لأن ذلك سيجعل الحرب تستمر لفترة أطول».
وتابع: «إنهم يقولون إنه سيكون هناك سلام فقط إذا توقفنا عن إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، لأننا إذا لم نفعل ذلك فسوف ينتهي الصراع عاجلاً لذا، فإنهم في جوهرالأمر مؤيدون لروسيا نفسها ».
- من هو الحليف المنتظر للكرملين
وشغل فيكو سابقاً منصب رئيس وزراء سلوفاكيا لأكثر منذ عقد من الزمن، أولاً في الفترة بين عامي 2006 و2010 ثم مرة أخرى بين عامي 2012 إلي 2018.
وأُجبر على الاستقالة في مارس/آذار 2018 بعد أسابيع من الاحتجاجات الجماهيرية على مقتل الصحفي الاستقصائي يان كوتشياك وخطيبته مارتينا كوسنيروفا، الذي تحدث كوتشياك عن الفساد بين النخبة في البلاد، بما في ذلك الأشخاص المرتبطين مباشرة بفيكو وحزبه .
- الفوضى والاقتتال الداخلي
ابتعد الناخبون عن حزب فيكو في الانتخابات اللاحقة في عام 2020 وانتخبوا حزب الشخصيات المستقلة الذي ينتمي إلى يمين الوسط.
- فرصة جديدة
لكن البديل الذي مثله السياسيون في يمين الوسط فشل وانتهى إلى خيبة أمل، وشهدت الحياة السياسية في البلاد حالة من عدم الاستقرار.
وبعد مرور عام على الانتخابات الأخيرة في سلوفاكيا بدا الأمر وكأن الحزب سيختفي تماماً، لكن فيكو، تمكن من إعادة تأهيل نفسه وهو الآن المرشح الأوفر حظاً.
كما ساعدت الصراعات العديدة داخل الحكومة السلوفاكية وبعض العوامل الخارجية، بما في ذلك «كوفيد19» والتضخم المرتفع وأزمة الطاقة، والحرب في أوكرانيا، فيكو للعودة بقوة في صورة المرشح المثالي لرئاسة الوزراء
وتتمتع سلوفاكيا بنظام انتخابي معقد ومشهد سياسي صعب ، حيث من المحتمل أن يصل 10 تجمعات سياسية إلى عتبة ال 5% اللازمة لدخول البرلمان.
- أزمة بولندا
توقفت بولندا في خطوة مفاجئة عن تسليح جارتها أوكرانيا في حربها الدامية مع موسكو ، ما شكل ضربة قاصمة لكييف، لاسيما أن وارسو في طليعة البلدان الداعمة لأوكرانيا، وذلك بعد يوم من اتهام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ل«وارسو»، باللعب لصالح روسيا من خلال حظر واردات الحبوب الأوكرانية من أجل حماية مصالح المزارعين البولنديين.
وأعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، الأربعاء، أن بلاده توقفت عن تسليح أوكرانيا لكي تركّز على تعزيز قواها الدفاعية الخاصة.
وكان زيلينسكي، قال في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن كييف تعمل جاهدة للحفاظ على الطرق البرية لصادرات الحبوب، وإن المسرح السياسي حول واردات الحبوب لا يخدم إلا موسكو.
وأثارت كلمات زيلينسكي، رداً غاضباً من بولندا، التي استدعت السفير الأوكراني وحذرت من مزيد من التحركات الانتقامية، حيث قال مورافيتسكي في وقت لاحق لتلفزيون بولسات الإخباري: «أحذر السلطات الأوكرانية، لأنه إذا أرادوا تصعيد الصراع من هذا القبيل، فسنضيف منتجات إضافية إلى الحظر المفروض على الواردات إلى بولندا».
- خلافات حتمية
من جانبه عتبر الكرملين في وقت سابق ، أن تصاعد التوتر بين أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين «حتمي»، وذلك تعليقاً على الخلافات المستمرة بين كييف وبولندا بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، لصحفيين، رداً على سؤال عن إعلان بولندا التوقف عن تسليح أوكرانيا «نتوقع أن تتزايد هذه الاحتكاكات بين وارسو وكييف».
وأضاف «نحن ندرك أن التوترات بين كييف وعواصم أوروبية أخرى ستزداد مع مرور الوقت، وهذا أمر حتمي، وتزامناً نواصل ،عمليتنا العسكرية الخاصة، في أوكرانيا، لتحقيق أهدافنا».