قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مقاطعة ثاني مناظرة تلفزيونية لمرشحين جمهوريين لانتخابات الرئاسة في 2024، وفضّل التوجه إلى ميشغان للعمل على كسب الناخبين من ذوي الياقات الزرقاء في خضم إضراب عمال صناعة السيارات، وذلك في خضم معركته الانتخابية مع خصمه الرئيس الحالي الديمقراطي جو بايدن، فيما اعتبر قاض في نيويورك أنّ ترامب واثنين من أبنائه ارتكبوا «عمليات احتيال» مالية «متكرّرة» في العقد الأول من القرن الحالي بتضخيمهم قيمة الأصول المالية.
وجمعت المناطرة الجمهورية، التي انتظمت مساء أمس بتوقيت واشنطن، 7 مرشحين جمهوريين للانتخابات الرئاسية، فيما يبقى ترامب المرشح الأوفر حظا في الانتخابات التمهيدية.
وفضّل الغياب عن هذه المناظرة، وهي محطة مهمة في الطريق الطويل إلى البيت الأبيض، بسبب تقدمه الكبير في استطلاعات الرأي لدى الجمهوريين الذي حافظ عليه رغم متاعبه القضائية الكثيرة.
وبعد يوم من مشاركة الرئيس الديمقراطي جو بايدن في اعتصام لاتحاد عمال السيارات في ديترويت، توجّه ترامب إلى الولاية الصناعية في خضم صراع متزايد مع الديمقراطيين. ومن المتوقع أن تكون ولاية ميشيغان ساحة معركة حاسمة حيث يحاول كلا المرشحين تصوير نفسيهما على أنهما أبطال الطبقة العاملة.
ويحاول ترامب الاستفادة من الإضراب لدق إسفين بين بايدن والعمال النقابيين، وهي دائرة انتخابية ساعدت في تمهيد الطريق لانتصار الرئيس السابق المفاجئ في عام 2016. وفاز ترامب في تلك الانتخابات بأصوات الناخبين في معاقل الديمقراطيين مثل ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا، وأعاد تشكيل تحالفات التصويت بشكل أساسي عندما اعترض على صفقات التجارة العالمية وتعهد بإحياء المدن الصناعية المحتضرة. لكن بايدن فاز بتلك الولايات في عام 2020 حيث أكد جذوره من الطبقة العاملة والتزامه بالعمل المنظم.
وغالبًا ما يطلق على نفسه اسم «الرئيس الأكثر تأييدًا للنقابات» في تاريخ الولايات المتحدة، ويقول إن الاستثمارات التي تقوم بها إدارته في الطاقة الخضراء وتصنيع السيارات الكهربائية ستضمن مستقبل الصناعة في الولايات المتحدة.
ويسعى ترامب هذه المرة إلى الاستفادة من السخط بشأن تعامل بايدن مع الاقتصاد وسط التضخم المستمر.
وحذر مراراً من أن تبني بايدن للسيارات الكهربائية وهي عنصر رئيسي في أجندته للطاقة النظيفة سيؤدي في النهاية إلى فقدان الوظائف، مما يزيد من مخاوف بعض عمال السيارات الذين يشعرون بالقلق من أن السيارات الكهربائية تتطلب عدداً أقل من الأشخاص لتصنيعها.
وقال ترامب في بيان بعد زيارة بايدن يوم الثلاثاء: «إن تفويض جو بايدن الصارم الذي لا يمكن الدفاع عنه بشأن السيارات الكهربائية سيقضي على صناعة السيارات الأمريكية ويكلف آلافاً لا حصر لها من وظائف عمال صناعة السيارات».
في غضون ذلك، اعتبر قاض في نيويورك أنّ ترامب واثنين من أبنائه، هما دونالد جونيور وإريك، ارتكبوا «عمليات احتيال» مالية «متكرّرة» في العقد الأول من القرن الحالي بتضخيمهم قيمة الأصول المالية والعقارية لشركتهم «منظمة ترامب».
والقرار الصادر عن القاضي آرثر إنغورون يمثّل نكسة للرئيس السابق عشية انطلاق جلسات المحاكمة في هذه القضية المدنيّة الاثنين المقبل، فيما يسعى ترامب للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
(وكالات)