الشعر

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

الشعر، طفلُ اللغة

- الشاعر مؤرّخ، وإذا كان شعره عظيماً، فمع الأيام تصبح نصوصه تلك وثائق وشواهد وبراهين. إنه شاهد عيان، بل شاهد إثبات.. في «الكوميديا الإلهية»، أَرَّخَ دانتي للجوع والعطش. قال: عصرُ البشرية الأول كان كالذهب الخالص إشراقاً، فبالجوع جعل ثمار البلّوط شهية، وبالعطش جعل كل جدولٍ عذباً، في البرّية لم يكن لحماً ولا خمرة عسل وجراداً.. فقط، ولا شيء. (ترجمة: حنّا عبّود).

***

الشعر، مصفاةُ اللغة

- أجمل الشعراء أولئك الذين وُلدوا، ونشأوا في الأرياف.. في قرى الطين والحصى وحشائش الخيل، وعلف الماشية، كانوا يولدون مع الجداء والجراء والنعاج، كانوا يولدون تحت تينة أو صفصافة، أو بالقرب من ينبوع. شعراء الريف أولئك هم شعراء الحجر والشمس والغيوم، كل قصائدهم مملوءة بالأرواح والألوان والأصوات.

***

الشعر حبيبُ اللغة

- في الشعر الشرقي عموماً، خاصة العربي، أشعر بالحرارة والجوع والرغبة في أن أكون نسراً أو بائع خبز، وفي الشعر الغربي عموماً، الإنجليزي والأمريكي خصوصاً، تبرد درجة حرارتي، أحس أحياناً بالبرد، وأشعر أنني أفتقد شيئاً ما عزيزاً جداً غير موجود في هذا الشعر.

***

الشعر، عِطْرُ اللغة

- الشاعر، على نحو ما، خيميائي، أو صاحب فيزياء، فيه شيء من العالِم، وفيه أشياء الفيلسوف.

***

- في قلب كل شاعر جميل، إيمانٌ عميق أجمل منه..

***

- مَن يعرف كيف يُحمم قوس قزح، وينظّف ألوانه، ويفرز الأصفر عن الأزرق عن الأبيض غير الشاعر، لا رمزياً، بل فعلياً، لكن من خلال اللغة؛ اللغة التي هي المشغل الفني للشاعر.

***

الشعر، ملح اللغة

- الجَرَيان صفة الشعراء الكبرى. الجريان الرمزي أو الجريان الفعلي الحقيقي. كان الشنفرى يجري ويسبق الخيل، والمتنبي، على نحو ما، كان عداءً سريعاً إلى حلمه ومصيره، وكان في روح محمود درويش شيء من النهر أو طبيعة النهر. ورامبو كان يجري، ويخيل إليك أنه كان حافياً، وهو يقطع حياته بسكين خشنة الحافة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/9jd88hde

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"