بغداد: زيدان الربيعي، وكالات
بينت اللجنة التحقيقية الخاصة بفاجعة حريق الحمدانية، التي وقعت في مدينة الموصل، بمحافظة نينوى يوم الثلاثاء الماضي، أسباب الحريق الذي اندلع بقاعة الأفراح، وأوصت بإقالة مجموعة من المسؤولين عن الحادثة، وقالت إن تقصيراً جسيماً يقف وراء الكارثة، فيما تحدث العريس عن تفاصيل ما جرى ليلة المأساة، مشيراً إلى بعض التفاصيل المثيرة
وقال رئيس اللجنة، اللواء سعد فالح كسار الدليمي، في مؤتمر صحفي، أمس الأحد: إن «قاعة الأعراس في الحمدانية تبين أنها تتسع ل 500 شخص فقط، ومشيّدة على هيكل حديدي، وجدرانها من الأسمنت والبلوك مسقفة بمادة ال(السندويج بنل) مع مواد قابلة للاشتعال مزينة بالقش البلاستيكي المصنع، وهي أيضاً مواد سريعة الاشتعال، وكذلك واجهة القاعة مغطاة بمادة سريعة الاشتعال».
وأضاف: «اللجنة لاحظت غرفة تحتوي كميات كبيرة من القماش تُستخدم لتزيين القاعة سريعة الاشتعال إضافة إلى كميات كبيرة من المواد الكحولية على الطاولات، وعدم وجود أبواب للطوارئ؛ بل توجد أبواب صغيرة تستخدم للخدمة. كذلك تبين وجود أربعة أجهزة شعلات نارية، وبحسب ما توصلت إليه اللجنة من خلال شهود عيان هي السبب الرئيسي لوقوع الحادث وارتفعت النيران منها إلى أربعة أمتار نحو سقف القاعة لتتسبب باندلاع الحريق».
ورأى الدليمي أن سبب الحريق هو حصول مصدر ناري لامس المواد السريعة الاشتعال، مشدداً على أن صاحب القاعة يتحمل جميع المسؤولية. وأردف أن الحصيلة النهائية للقتلى والجرحى هي مصرع 107 أشخاص، وإصابة 82 آخرين بجروح جراء الحريق.
حادث غير مدبر
من جهته، أكد وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري، أن صاحب قاعة الهيثم قام بسحب جهاز التسجيل وهرب إلى أربيل، لكن بعد إلقاء القبض عليه تم استرجاع (الديفي ار)».
وقال الشمري، خلال المؤتمر نفسه: «صاحب القاعة عمل أيضاً على إطفاء التيار الكهربائي ظناً منه بأن الحريق حصل نتيجة تماس كهربائي، وهو ما تسبب بعرقلة خروج الحاضرين».
وأكد مستشار وزير الداخلية، اللواء كاظم بوهان، أن حادث الحريق كان عرضياً وليس مدبراً، وأن الألعاب النارية كانت السبب الرئيسي للحريق.
وقد أوصت اللجنة التحقيقية بمجموعة من النقاط وهي، اعتبار ضحايا حادثة الحمدانية «شهداء» وإعفاء قائمقام قضاء الحمدانية وإعفاء مدير بلدية قضاء الحمدانية وإعفاء مدير مركز صيانة قضاء الحمدانية وإعفاء مدير قسم الإطفاء في نينوى ومدير الدفاع المدني وتسجيل مجلس تحقيقي.
شهادة العريس
ومن بين 14 شخصاً جرى توقيفهم في سياق التحقيق، ثبت أن أربعة منهم، من بينهم مالك القاعة، هم المسؤولون عن عملية نصب الآلات التي تستخدم في عملية إشعال الألعاب النارية، وفق وزارة الداخلية.
من جانبه، تحدث عريس فاجعة الحمدانية، عن السبب الذي يعتقد بأنه وراء اندلاع الحريق. ونجا العريس ريفان (27 عاماً) والعروس حنين (18 عاماً) من الحريق، لكن الكثير من أقاربهما وأصدقائهما قضوا في الحادث.
وأشار ريفان، في تصريحات لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، إلى أن الحريق بدأ بطريقة ما في السقف وليس نتيجة شرارة انطلقت من الألعاب النارية، وقال: «قد يكون تماساً كهربائياً لا أعرف، لكنه بدأ في السقف.. شعرنا بالحرارة وعندما سمعت صوت طقطقة نظرت إلى السقف». وبدأ السقف، الذي كان مصنوعاً بالكامل من النايلون، في الذوبان.. ولم يستغرق الأمر سوى ثوان»، وفق حديثه.
وقال ريفان إن والده طرح أسئلة حول مخاطر تسببها مثل هذه الألعاب النارية في حدوث شرارات يمكن أن «تهبط على ثوب العروس» و«تشتعل فيها النيران»، لكن أصحاب القاعة أخبروهم أن الألعاب النارية كانت كهربائية، لذلك يمكنك وضع يدك أو حتى البلاستيك عليها ولن يحترق.